رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جولات المحافظين التفتيشية


منذ أن قال رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق الدكتور زكريا عزمى، مقولته الشهيرة «الفساد فى المحليات للركب» والوضع فى هذا القطاع المهم، والذى يتعامل معه كل فئات المجتمع من سيئ إلى أسوأ، حيث تعانى «منظومة المحليات» من عدم الانضباط نتيجة شيوع الفساد.. وكانت النتيجة أن تحولت أحياؤنا وقرانا إلى «مناطق» أبعد ما تكون عن التخطيط السليم، وسادت أنماط العشوائية فى كل المناطق بلا استثناء بسبب ترهل المحليات.

ومواجهة ترهل المحليات وتحقيق الانضباط بها لن يتحقق إلا بالجولات المفاجئة للمحافظين والأجهزة التنفيذية، بدلًا من الجلوس فى المكاتب المكيفة، بعيدًا عن «مشكلات الشارع الحقيقية».
ولعل الجولات التفتيشية المفاجئة، التى يقوم بها محافظ المنوفية الدكتور «هشام عبدالباسط» أو التى يكلف بها جهاز التفتيش والمتابعة، على المصالح الحكومية فى مختلف بقاع محافظة المنوفية، والتى بلغ عددها حتى الآن ٧٣٥ جولة تفتيشية تعد نموذجًا للجولات المفاجئة، وما يمكن أن تحققه من انضباط فى أداء المؤسسات الحكومية وبما يغير الصورة النمطية عن المحليات، التى قال عنها رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق منذ أكثر من عشر سنوات، إن الفساد بها «للركب»، وأعتقد وبصورة جازمة لا تقبل الشك أن الفساد بالمحليات تجاوز مرحلة «الركب»، ليغطى الجسد كاملًا.

وجولات محافظ المنوفية تأتى دون ترتيب مسبق ودون إعلان عن موعدها فتجده يفاجئ مستشفى حكوميًا بزيارة غير متوقعة، وتمتد الزيارة المفاجئة إلى وحدة صحية بقرية تقع بعيدًا عن شبين الكوم عاصمة المنوفية، وفى اليوم التالى يفاجئ وحدة محلية ظهرًا فى وتيرة سريعة أدت إلى تحقيق الانضباط فى مؤسسات الحكومة بالمنوفية.

ولقد رأيت بعينى صبيحة عيد الفطر الماضى رئيس إحدى المدن يقف بنفسه لمتابعة عمليات رفع القمامة من الشوارع، لأن هناك محافظًا نشيطًا يتابع كل ما يحدث فى مدن وقرى المنوفية لحظة بلحظة، والأفضل أن جولات محافظ المنوفية تكافئ من تميزوا، كما أن محافظ المنوفية يغلب المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيقة، وهناك تعاون أكثر من رائع بين المحافظ هشام عبدالباسط، والأجهزة الرقابية بالمحافظة، والمحامى العام، ومدير الأمن، كان من نتائجه تقلص حجم الفساد وسيادة القانون.

وقد يقول قائل إن كاتب المقال صديق لمحافظ المنوفية، وهى صداقة أتشرف وأعتز بها، ولا أكون مبالغًا إن قلت إننى أعتبر الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية، بمثابة «أخ» لى، وأشهد الله أننى ما ذهبت إليه فى مصلحة عامة إلا وافق على إنجازها ولكن مقالى هذا يأتى لإعطاء الحق لمحافظ نشيط مثابر يقضى الساعات الطوال فى مكتبه لقضاء مصالح المواطنين، وهو الأمر الذى لا يأتى على هوى «جماعات المصالح»، التى تشن عليه بين وقت وآخر «حملات مسمومة» تستهدف النيل منه.. ودائمًا ما يكون الهجوم عليه من خلال «حديث مرسل» لا يستند إلى أى «أدلة حقيقية»، والمتابع لحملات الهجوم على «عبدالباسط» يكتشف وبلا أدنى مجهود أن من يقف وراءها «مافيا الفساد»، التى يحاربها المحافظ بالتنسيق مع الأجهزة الرقابية وبلا هوادة.. والمدهش أن قضايا الفساد التى كشف عنها «عبدالباسط» تعدت قيمتها نصف مليار جنيه، وهو الأمر الذى جعل «مافيا الفساد» تصوب سهامها تجاه «هشام عبدالباسط».

وأدعو المهندس «مصطفى مدبولى»، القائم بعمل رئيس مجلس الوزراء والدكتور «هشام الشريف»، وزير التنمية المحلية، إلى تعميم آلية «الجولات التفتيشية المفاجئة» فى كل المحافظات، لتصبح أداة لضبط الأداء الحكومى وحماية المواطنين من «ترهل المحليات».