رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كنيسة 2017».. رحلة طويلة بين الانتصارات وتحمل الآلام

البابا تواضروس
البابا تواضروس

لم يكن عام 2017 على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، هو العام الأمثل حيث عانت خلاله من اعتداءات وأزمات، إلا أنها حققت مكاسب أخرى تُحسب للدولة والكنيسة.

يناير.. شهر البطرسية
افتتح البابا تواضروس الثاني، الكنيسة البُطرسية الكُبرى، المُلحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس الكُبرى بالعباسية عقب ترميمها.
كما شهد قداس عيد الميلاد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الثالثة إلى الكاتدرائية، بينما وجه الدكتور القس أندريا زكي رئيس الكنيسة الإنجيلية بمصر دعوة للبابا تواضروس الثاني، في نفس الشهر لعمل حوار لاهوتي بين الكنيستين.
ووقع البابا التصميم الهندسي الأول لكنيسة ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية.

فبراير.. البابا في الأزهر
شارك البابا في عدة فعاليات مثل الاجتماع التشاوري مع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لمبادرة تعزيز القيم، ومؤتمر الرهبنة القبطية ببيت الأنافورة، ومؤتمر قساوسة لوس أنجيلوس من خلال خاصية الفيديو كونفرنس، واحتفالية اليوبيل الفضي لجمعية التراث المسيحي، ومؤتمر «الحرية والمواطنة بين التنوع والتكامل» الذي نظمه الأزهر الشريف.
واستقبل البابا عددًا من الوفود مثل وفد الكونجرس الأمريكي، والرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس توجو فورى جناسينجبى، ووفدي البرلمان والكنيسة الألمانية، ونائب رئيس وزراء المجر.

مارس.. البابا في النمسا للعلاج
وبدأ البابا مارس باستقبال المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، ومطارنة الكنيسة السيريانية ونائب وزير التعليم الألماني، وسفيري العراق واليونان، بجانب الوفد الإعلامي الإفريقي، ووزير خارجية بولندا، ووفدًا روسيا لتوطيد العلاقة بين الكنيستين، ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، كما انطلق إلى دولة النمسا في أول رحلاته العلاجية في 2017.

أبريل.. الأحد الدامي.. وزيارة بابا الفاتيكان
فيما بدأت الكنيسة فى أبريل 2017، بجدل حول طريقة صنع الميرون بين الشكل التقليدي والحديث بعدما أعده البابا للمرة الـ39 بوادي النطرون، كما وافقت الكنيسة على منح المرشدين السياحين دورة في رحلة العائلة المقدسة بمصر.
كما أصيب الكنيسة بفاجعة هى الأولى من نوعها وهي محاولة اغتيال البابا تواضروس الثاني، أثناء إتمام طقوس أحد الشعانين بالكنيسة المرقسية الكُبرى بالإسكندرية تزامنًا مع تفجير كاتدرائية مار جرجس بمنطقة أبو النجا بطنطا، الأمر الذي أسفر عن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الكاتدرائية للمرة الثانية في 2017، لتقديم واجب العزاء خلال يوم خميس العهد، بالإضافة إلى وزير الدفاع، كما استقبل البابا الاتصال الهاتفي الثاني من رئيس الوزراء خلال 2017.
وترأس البابا تواضروس الثاني، قداس عيد القيامة بشكل طبيعي، واستقبل البابا عدد من الوفود مثل وفد الكنيسة الفاتيكانية، والسفير البريطاني، والدكتور على عبد العال رئيس البرلمان، وعلى صعيد أخر، شهد شهر أبريل أول زيارة رعوية إلى دولة الكويت والتي استغرقت 3 أيام حيث دشن كاتدرائية مارمرقس والتقى بأمير الكويت.
واختتمت الكنيسة بزيارة البابا فرنسيس الأول إلى أرض مصر، حيث شهدت الكنيسة البرتوكول المتبادل بين الكنيستين الكاثوليكية بروما والأرثوذكسية بالإسكندرية للسعي لتوحيد طقس المعمودية.

مايو.. روسيا تكرم البابا وحادث طريق الدير
وافتتحت الكنيسة شهر مايو بزيارة البابا تواضروس الثاني، إلى المملكة المتحدة البريطانية ولقائه بالملكة اليزابث والأمير تشارلز، كما زار كل من إيرلندا وإنجلترا وروسيا مدشنا الكنائس وملتقيًا بعدد من المسؤولين، حيث كرمت الكنيسة الروسية البابا تواضروس الذي حصل على جائزة تعزيز الوحدة بين الكنائس، والذي تبرع بها لبناء مسجد وكنيسة بمصر كما التقى البطريرك كيريل والرئيس بوتين خلال الزيارة.
واختتمت الكنيسة فى مايو 2017 باستشهاد عدد من أبناء الكنيسة والوطن على بعض مبايعي داعش الإرهابي على طريق المنيا الصحراوي أثناء طريقهم لزيارة دير الأنبا صموئيل بجبل القلمون.
ولم يلتقي البابا أيًا من الوفود في مايو سوى وفد دولة الصين، وعلى رأسه أوينج زيوان، وزير شئون الأديان لدولة الصين، وسونج آى كوه سفيرها فى مصر.

يونيو.. البابا يترأس المجمع
واستقبلت الكنيسة شهر يونيو بجلسات المجمع المقدس، التي ترأس البابا تواضروس الجلسة العامة بها، والتي خرجت بعدة توصيات أهمها اعتبار يوم 8 أمشير - 15 فبراير من كل عام عيدا لشهداء الأقباط فى العصر الحديث، وإنشاء قسم خاص بالأسقفية العامة للخدمات الاجتماعية يختص برعاية أسر الشهداء والمعترفين، والاعتراف بدير القديس مار بقطر بالخطاطبة للرهبان، بالإضافة إلى التأكيد على اجتياز دورة كنسية للإعداد للزواج، والحصول على شهادة من أحد المراكز المعتمدة كنسيا من الشروط اللازمة قبل كتابة محضر الخطوبة.
وكان أبرز النقاط التي برزت في المجمع هو الخلاف حول قضية الاعتراف بمعمودية الكنيسة الكاثوليكية، وفي سياق آخر خصصت وزارة الإسكان 50 فدانًا لبناء مقابر الأقباط بمنطقة القاهرة الجديدة.
كما التقى البابا بروك مارك كريستيان بورك رئيس جمهورية بوركينا فاسو، وجان إيف لودريان وزير خارجية فرنسا، وسفراء قبرص وإستراليا والسويد والاتحاد الأوروبي، ونائب الرئيس العراقي، بالإضافة إلى 18 شخصًا من مصابى حادث طريق دير الأنبا صموئيل وأسرهم، كما التقى أطفال كنائس نيويورك عبر خاصية الفيديو كونفرنس، كما أطلق البابا في يونيو عظته الأسبوعية في الكاتدرائية بعد غياب عامين.

يوليو.. البابا في أكاديمية الشرطة ويزور «سرطان الأطفال»
واستقبل البابا السفير الإثيوبى لدى مصر تاييه أسكيسيلاسى، وسرخيو ألبرتو باور سفير دولة الأرجنتين، وملحم رياش وزير الإعلام اللبنانى، ووفدا من مجلس الشيوخ الإيطالى، كما التقى البابا شباب الكنيسة القبطية في نيوجيرسي عبر خاصية الفيديو كونفرنس.
وشارك البابا في حفل خريجي أكاديمية الشرطة، وزار مستشفى 75375 لسرطان الأطفال.

أغسطس.. البابا في اليابان
وافتتحت الكنيسة شهر أغسطس بلقاء البابا تواضروس بخدام وأعضاء المجالس المصرية بالخليج، كما أناب عنه وفد رفيع المستوى في تقديم واجب العزاء للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والتقى السفير حازم خيرت سفير مصر بإسرائيل، كما التقى أطفال الأقباط في كندا عبر خاصية الفيديو كونفرنس، وسفيرا بوليفيا وجنوب إفريقيا، والشيخة فريحة الأحمد شقيقة أمير الكويت.
وعن سفره للخارج، فقد سافر البابا إلى إيطاليا لإتمام طقس صلاة جنازة الأنبا كيرلس مطران ميلانو، كما بدأ رحلته الرعوية الطويلة بدولتي اليابان وإستراليا، والتي التقى خلالها وأثناء الترانزيت بالامارات بالقنصل المصري وكهنة الكنيسة القبطية، كما عين الله كاهنين جدد لأمريكا وكندا، ووضع حجر أساس كنيسة سيدني.
وشهدت الكنيسة أيضا في أغسطس أزمة اعتكاف الأنبا إبرام أسقف الفيوم، الذي رغم إعلانه العودة إلا أنه لازال في ديره حتى وقت كتابة تلك السطور.

سبتمبر.. الكنيسة تقنن كنائسها
استقبل البابا تواضروس السفير الياباني بالقاهرة، ووفد من سفراء أسيا ورهبان دير المحرق لتفقد أمورهم الرعوية عقب رحيل أسقفهم، كما شارك في الاحتفال السنوي بتأسيس مجلس كنائس مصر، وذلك عقب عودته من رحلته الطويلة باليابان وإستراليا.
كما انتهت الكنيسة أيضا من تقديم جميع أوراق وملفات الكنائس غير المرخصة إلى اللجنة المُشكلة من قبل مجلس الوزراء لتقنين أوضاعها بما يُقارب الـ3000 كنيسة.

شهر أكتوبر.. البابا في ألمانيا
بينما التقى البابا تواضروس برهبان جنوب فرنسا، وتقدم بالتعازي لأسرة القمص سمعان شحاته الكاهن بالفشن الذي قتل طعنًا أثناء خدمته بمدينة السلام.
كما بدأت الكنيسة المصرية في التواصل مع وزارة الخارجية لاستعادة رفات وجثامين شهداء ليبيا، وأيضًا بدأت فعاليات المستوى الثاني من برنامج قداسة البابا تواضروس الثاني لتطوير التعليم الكنسي "تراث كنيستنا.. روح وحياة" والمعروف باسم "1000 معلم كنسي".
وعن سفريات البابا انطلق في رحلة رعوية جديدة لالمانيا، مشاركًا خلال الرحلة باجتماع بطاركة كنائس الشرق الأوسط.

نوفمبر.. عملية في ظهر البابا
شهدت الكنيسة تصاعدا في أزمة الأنبا مايكل الذي هدد باللجوء إلى المحاكم الأمريكية واختصام الكنيسة المصرية في حالة التعدي على حدود إيبارشيته، وتكليف أسقف آخر بالإشراف على أي من الكنائس الخاضعة لتدبيره.
كما استقبل البابا فيصل بن معمر أمين مركز الملك عبدالله للحوار بين الأديان بالسعودية، ويمو سويني وزير خارجية فنلندا، وجيامباولو كانتيني سفير إيطاليا، بينما أناب عن البابا القس أنجيلوس إسحق سكرتيره الشخصي خلال احتفال وضع حجر أساس كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة.
كما قام البابا بتجليس الأنبا أنجيلوس (الأسقف العام باستيفنچ) أسقفًا لإيبارشية لندن بإنجلترا، والأنبا كاراس (الأسقف العام بنيوجيرسى) أسقفًا لإيبارشية بنسلفانيا وتوابعها، والأنبا مارك أسقفا لباريس وشمال فرنسا، وأيضًا قام برسامة القمص بيجول المحرقى أسقفًا ورئيسًا لدير السيدة العذراء (المحرق)، القمص سيرافيم السريانى أسقفًا لايبارشية أوهايو وميتشيجان وأنديانا بأمريكا، والقمص انطونيو افا شينوتى أسقفًا لايبارشية ميلانو بإيطاليا.
واستكملت الكنيسة نوفمبر بجلسة سيمينار المجمع المقدس لمطارنة وأساقفة الكنيسة الذي ترأسه البابا تواضروس بدير الأنبا بشوي بوادي النطرون، بينما كانت اللقطة الأخيرة في نوفمبر هو سفر البابا تواضروس إلى دولتي ألمانيا والنمسا لإجراء عملية حقن في العمود الفقري، نتيجة لآلام الظهر التي يعاني منها الأمر إلى دفع الرئيس السيسي للاتصال به هاتفيا للاطمئنان على صحته.

شهر ديسمبر.. الكنيسة في ضهر فلسطين
عاد البابا من رحلته العلاجية بألمانيا والنمسا، حيث ترأس صلاة جنازة وكيل المجلس الملي الدكتور ثروت باسيلي، بينما أعلن البابا تضامنه مع قضية القدس ورفضه للقاء مايك بنس مساعد الرئيس الأمريكي ترامب.
وشهدت الكنيسة اشتعال أزمة دير السلطان بين الأنبا أنطونيوس مطران القدس وتحالف الشرطة الإسرائيلية مع الكنيسة الحبشية، حيث أوقف ترميمات غير قانونية بكنيسة الملاك بالدير.
كما التقى وزير السياحة ووفد مؤسسة Opera Romana Pellegrinaggi المسئولة عن ملف الحج بالفاتيكان لبحث ملف أحياء مسار رحلة العائلة المقدسة بمصر، بالإضافة إلى سفير لبنان ووفدًا من أعضاء كلية الأركان والقادة، التابعة لوزارة الدفاع، بالإضافة إلى وفد رفيع المستوى من كهنة الخليج.
وجاء اللقطات الأخيرة في 2017 بتكريم جامعة الإسكندرية للبابا في يوبيلها الماسي، وإعلان إتمام طقوس قداس عيد الميلاد المجيد بكنيسة ميلاد المسيح بالعاصمة الإدراية الجديدة.