رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من «عمرو بن العاص إلى 30 يونيو».. 10 مشاهد للوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

إقدام المواطن صلاح الموجي على المخاطرة بحياته عندما هجم على إرهابي كنيسة مارمينا بحلوان، يعكس تاريخًا طويلا من الوحدة الوطنية التي عاشت فيها مصر وعاش فيها المسلمون والمسيحيون تحت ظل حكم واحد، وكافحوا سويا على مر التاريخ من أجل الحرية والمساواة، فإيمان المواطن المصري سواء مسلم ومسيحي بوحدة وطنه لهو إيمان راسخ منذ القدم وعبر الزمان جسده واقع ملموس حتى صار مضربا للأمثال.

وترصد "الدستور" مظاهر الوحدة الوطنية في مصر:

"الفتح الإسلامي في عصر عمرو بن العاص"

الوحدة الوطنية سابقة بقرون على الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص، وسعت راية الإسلام إلى مصر لتخليصها من الاضطهاد الروماني، ولم يرغم المسيحيين على دخول الإسلام بل ترك لهم حرية الاعتقاد ليرسخ الفتح عهد جديد من المواطنة بين المسلمين والمسيحيين.

"عهد محمد على"

يعد عهد محمد على بداية النهوض لمسيحى مصر، حيث اتخذ عدة قرارات بالنسبة لهم، كإلغاء القيود على الزى (التقيد بإرتداء الأزرق والأسود)، وعدم ارتداء العمائم، السماح لهم بحمل السلاح، والسماح لهم بحرية ترميم وبناء كنائس، والسماح لهم بزيارة القدس، فضلا عن السماح لهم بتولى عدد من المناصب.

"عصر سعيد باشا"

حدثت مساواة بين المسلمين والمسيحيين، وتم إلغاء الجزية عام 1885، ووافق على تجنيد المسيحيين بجيش الدولة، وصدر فى عهده الخط الهمايونى من الباب العالى عام 1856 والمنظم لبناء الكنائس بدولة الخلافة، والذى أجمع وصدر مجاملة للدول الأوروبية التى وقفت بجانب دولة الخلافة فى حربها ضد روسيا، وصدر فى عهده فرمان الباب العالى باعتبار البروتستانت "النجيليين طائفة مستقلة" وبدأ توافدهم إلى مصر عام 1854 وإنشاء أول مجمع مشيخى إنجيلى عام 1860.

"حكم إسماعيل"

انعم على أول مسيحى برتبة الباشوية، قرر علانية ورسميًا بترشيح الأقباط لخوض إنتخابات أعضاء مجلس الشورى، ثم تعيين قضاة من الأقباط في المحاكم.

وفى نهاية هذه الحقبة التاريخية الهامة من تاريخ مصر الحديث وارتقاء الحركة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين من حفاظ على حرية العقيدة الدينية الى المساواة فى كافة الحقوق والواجبات دون تمييز أو تهميش.

"ثورة 1919"

لا شك أن أحداث ثورة 1919 تجلت فيها مظاهر الوحدة الوطنية في أبهى صورها، حيث كانت القيادة الوطنية بزعامة سعد زغلول واعية منذ البداية بأهمية مكانة الوحدة الوطنية والتي باركها ودعمها الشعب كله والتي أفرزت شعارات تقدمية مثل "الدين لله والوطن لجميع" و"عاش الهلال مع الصليب".

"التصدي لأهداف حسن البنا"

شارك الأقباط فى الحياة السياسية بكل قوة ووطنية، وكانت فترة تاريخية خصبة من حيث اختفاء التمييز الديني، وتقلص معه دور الدين على الساحة السياسية، إلى أن قامت جماعة الإخوان المسلمين بزعامة الشيخ حسن البنا بالمطالبة بالحكم الدينى في مصر ورغم هذا تصدى له الوفد دائمًا أبدًا ضد هذا المطلب الديني وانتصر المجتمع المدني الديمقراطي.

"في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات"

عام 1970 بدء حقبة الرئيس السادات والتى صاحبها بدء تولى نظير جيد الكرسى البطريركى بالقرار الجمهورية رقم 2782 باسم البابا شنودة واستمر الرئيس السادات على نهج سابقيه من احترام الأقباط والمساواة بينهم وبين المسلمين ومنح الأقباط حقيبة احيانًا أو اثنين من الحقائب الوزارية.

"في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك"

أصدر قرار بإعادة تعيين البابا شنودة، إلا أن شهدت هذه الفترة بعض الخلافات الطائفية، حتى قيام ثورة يناير.

"ثورة 25 يناير"

عندما جاءت ثورة 25 يناير تلاحم كل أبناء الوطن مسلمين وأقباط وأن ذلك ما شُهد في ميدان التحرير من وقوف الشباب القبطي متشابكي الأيدي ليكونوا دروعًا بشرية وطوقًا أمنيًا لحماية إخوانهم المسلمين أثناء تأدية الصلاة، كما أن قائمة الشهداء تشتمل المسلمين والأقباط وكذلك الجرحي هذه هي مصر.

"ثورة 30 يونيو"

امتزجت دماء المسلمين والأقباط دفاعًا عن حرية الوطن واستقلاله وارتفعت الأعلام تحمل الهلال معانقًا الصليب وردد الملايين شعار "الدين لله والوطن للجميع"، وخرج المصريين للاعتراض على حكم الإخوان المسلمين، وبالفعل نجحت الثورة في تحقيق أهدافها، وذلك نتيجة لاتحاد المسلمين والمسيحيين.