تقرير: «لا داعي للتفاؤل حول ارتفاع أسعار النفط بالربع الأول من 2018»

قال محللون في أسواق الطاقة العالمية اليوم الاثنين، إنه لا يمكن التوقع باستمرار ارتفاع أسعار النفط خلال الربع الأول من عام 2018.

ورجح محللون، لشبكة "سي ان بي سي" الأمريكية، أن استمرار ارتفاع إنتاج النفط الصخري الأمريكي، وتراجع حركة تقلب الأسعار وزيادة حدة المخاطر الجيوسياسية سيدفع النفط نحو منطقة المكاسب في بداية العام المقبل.

وأوضح هاري كولفين، مدير وكبير الاقتصاديين في شركة لونغفيو إكونوميكس، أنه "متشائم إلى حد كبير" بشأن أسعار النفط خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام القادم، حسبما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن الشبكة.

وأضاف كولفين، أنه مع استمرار تزايد حدة التوترات في الشرق الأوسط، لكن إذا ما أزالناها من المعادلة، لا مجال للتفاؤل للأسعار في الستة أشهر القادمة.

واستعادت أسعار النفط نحو ثلث قيمتها منذ أن لامست أدنى مستوياتها في 2017 في يونيو الماضي، حيث جاء الجزء الأكبر من المكاسب مستفيدا من خطة خفض الانتاج التي تنفذها منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" ومجموعة من المنتجين المستقلين منذ مستهل العام الجاري.

وقالت جولدمان ساكس، إن الإلتزام القوي من قبل "أوبك" وشركاؤها بإتفاق خفض الانتاج من شأنه أن يدعم أسعار النفط خلال عام 2018.

وتوقعت كلا من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ووكالة الطاقة الدولية نمو قوي لمعدلات الطلب العالمي بنحو ما يزيد عن 1.3%.

وفي الشهور الأخيرة، زاد الانتاج الأمريكي بمعدل فاجأ الجميع بفضل ارتفاع نشاط التنقيب وزيادة عدد الحفارات.

وتنفذ منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وعشرة منتجين مستقلين على رأسهم روسيا، منذ يناير 2017 خطة للحد من تخمة المعروض العالمي بتخفيض نحو 1.8 مليون برميل يوميا، كما نجحوا في التوصل لاتفاق جديد لمد آجل خطة خفض الانتاج حتى نهاية 2018.

وعزا ستيفن برينوك، المحلل في "بي في إم أويل أسوسيتس" دعم أسعار النفط في الربع الأول من 2018 إلى التطورات الجيوسياسية في العالم، مشيرا إلى التوترات بين السعودية وإيران.

فيما لفت برينوك إلى أنها "مجرد مسألة وقت" قبل أن تضع أزمة الديون المتزايدة في فنزويلا وطأتها على جهود أوبك لحد تخمة المعروض.

ولدى الدولة الجنوب أمريكية أكبر احتياطيات النفط العالمية المثبتة، إلا أنه في ظل تفاقم أزمتها الاقتصادية، تراجع إنتاجها النفطي إلى أدنى مستوياتها في 30 عاما.

وكان وزير النفط العراقي، أخبر الصحفيين اليوم الاثنين، إنه متفاءل بشأن استعادة أسعار النفط للتوازن بين العرض والطلب خلال الربع الأول من العام 2018، موضحا أن أي زيادة طفيفة في إنتاج النفط الأمريكي في ديسمبر الجاري قد يكون لها بعض التأثير على الأسعار.

جدير بالذكر أن أسعار النفط العالمية كانت قد تهاوت من مستويات بالقرب من 120 دولارا للبرميل في يونيو 2014 جراء تراجع معدلات الطلب وقوة الدولار وكذلك ارتفاع نشاط التنقيب الأمريكي.