رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القاص حسام الدين فاروق لـ«الدستور»: في مصر تدفع لكي تنال لقب كاتب

حسام الدين فاروق
حسام الدين فاروق

درس الكاتب حسام الدين فاروق العلوم السياسية، منشغلا بالعالم الرقمي في فضاءات السوشيال ميديا، موزعا شغفه في مسارات القص بجنون وغرابة، طارقا عتبات الدهشة وغير المألوف، غائصا في أوعية البساطة، مستحضرا بطلاته من شظف المعيشي اليومي وغير التقليدي، لينحو تجاه الفرادة والسخرية في آن.

"حسام"، الحاصل على العديد من الجوائز من داخل مصر ويعمل مديرا للإعلام بوزارة الشباب والرياضة، والمولود في العام 1974، له خمسة أعمال قصصية، قدم فيها عالمًا يخصه ويشتبك به مع قاريء بعينه.

يرى "حسام" أن عالم "فيس بوك" أساء إلى مفهوم الإبداع والكتابة الحقيقية. يرى أن غرابته في الكتابة تنطلق من رؤية موضوعية يسقطها على الواقع بدلالات ما، محاولًا تجذير رؤيته للعالم.

قلت له في البداية:
* حدثنا عن تجربتك فيما سردت من قصصك من الفانتازيا والغرابة.
فقال:
- لا أدّعى أنى كتبت نصوصا غرائبية صريحة، ولكن في مجموعتى القصصية "بائع الحنين" كانت هناك قصص تحمل طابعا فانتازيا منها: بائع الحنين، لون يشبه البنفسج، عدسة غائمة، وانتظار مؤجل، وبقية قصص المجموعة تحمل بعض الملامح ذات الطابع الفانتازى، أما في مجموعتى الجديدة "منكوشة" فهناك ثلاث قصص ذات طابع تجريبى هى: أبعاد ميتة، رحلة لاصطياد العنقاء، تماسيح تدخل الجنة.

أنا لا أعتبر الغرائبية أو الفانتازيا أو التجريبية هدفًا في حد ذاته، ولكنه قالب يفرضه الموضوع ويسقط على الواقع دلالات، ويطرح رؤيتى للعالم من خلال مفرداتى وسياقاتى.

* وماذا عن علاقة عالمك الرقمى والتقنى والسوشيال ميديا بمسارات إبداعك؟
- علاقتى بالسويشال ميديا من خلال صفحتى الوحيدة على "فيس بوك"، وهى تجمع بين عملى الأساسى كمدير لإدارة الإعلام بوزارة الرياضة وبين الكتابة الأدبية.

أنا من الجيل المحظوظ الذى استفاد من الـ"فيس بوك" لأنه أتاح التواصل مع شباب المبدعين وكبارهم، داخل لمصر وخارجها، وهو أمر كان شديد الصعوبة ما قبل العصر الرقمى، وفتح آفاقا أكثر للقراءة وتبادل النصوص ونقدها وانتشارها بخاصية الـ share، كذلك إتاحة الكتب المطبوعة ورقيا بصيغة pdf، ورغم عدم قانونية بعضها إلا أنها أحدثت زخما وأثرت الأدب، وأصبحت العملية الإبداعية عابرة للأوطان.

ساعدنى الـ"فيس بوك" أيضا على التسويق لورش الكتابة الإبداعية التى أعمل على تطويرها أو نشرها فى المحافظات، وهى ورشة "تناغم الحواس"، وورشة "يلا نلعب كتابة"، وهو ما أنفذه منذ عام 2012، ونفذت منها 12 ورشة مع مختلف المؤسسات الثقافية، بالإضافة إلى تجربة أتمنى أن تكتمل بالذهاب للطلائع في محافظاتهم، من خلال ورشة "تناغم الحواس" بالتعاون مع قطاع الطلائع بوزارة الشباب والتي نفذت فى 5 محافظات كمرحلة أولى.

كذلك دعم الـ"فيس بوك" دورى كمنسق لمختبر سرديات مكتبة الإسكندرية بالقاهرة، والتواصل مع النقاد والمبدعين، من خلال الندوة الشهرية التي تعقد ببيت السنارى فى السيدة زينب.

على الجانب السلبى، أظهر الـ"فيس بوك" أنه مجال لانتشار الفقاعات ومدعى الإبداع، وأتاح لهم الفضاء الإلكترونى أن ينشروا ما يطلقون عليه إبداعا، بل إن منهم من يتجرأ على أن يسمى نفسه الأديب فلان أو الشاعرة فلانة، رغم أنهم ليس لديهم إبداع محقق، وأصبح زر like على الـ"فيس بوك" هو معيار النجاح وحصد الألقاب المجانية، وخداع المتلقى بعدد كبير من المعجبين بصفحات مدعى الإبداع، وهي في حقيقتها صفحات مدفوعة الأجر.

* ما هي رؤيتك للأشكال الإبداعية المطروحة، خاصة في العشر سنوات الأخيرة، وتحديدا في مسار القصة القصيرة؟
- تنامت في العشر سنوات الأخيرة عدد من الأشكال الأدبية منها قصيدة النثر والكتابة عبر النوعية والقصة القصيرة جدا فى مصر، وإن كانت هذه الأنواع لها جذور أبعد زمنيا من العشر سنوات.

القصة القصيرة جدا أو ما يطلق عليها (ق.ق.ج) على قدر صعوبتها وفنياتها هى نصوص تحمل دفقات شعورية ودهشة فى عدد قليل من الكلمات، إلا أنها جرأت البعض على ادعاء الكتابة، حتى أنها أصبحت محاولة للى عنق الكلمات لتخرج ما يظنونه حكمة، وهى في حقيقتها كلمات ساذجة لا ترتقى حتى لمستوى "الإفيه". ينطبق ذلك بصورة أو بأخرى على قصيدة النثر والكتابة عبر النوعية التي أصبحت مجرد كلمات وعبارات غريبة عديمة الدلالة.

* ما هي وجهة نظرك الخاصة جدا، بما لك من خبرة، في النشر الثقافي؟
- النشر في مصر يتلخص في 3 جهات، الأولى النشر الحكومى وهو طريق صعب وطويل، ولكن أكثر طرق النشر المحترم الذى يحفظ للمبدع الحقيقى كرامته، وتيح له تقييما حقيقيا لعمله الإبداعى، وأقول هذا رغم أننى تعرضت لخبرة سيئة مع إحدى الهيئات الحكومية في النشر، إلا أننى نشرت كتابين من ثلاثة نشر حكومي، الأول رواية "يوم يصلح للرحيل" في المجلس الأعلى للثقافة، والثالث المجموعة القصصية "منكوشة" في الهيئة المصرية العامة للكتاب.

ثانى جهات النشر هي دور النشر الخاصة الكبيرة، وهي لا تنشر إلا لكتاب بعينهم، وثالث الجهات هي دور النشر الخاصة المتوسطة والصغيرة، وأغلبها تحصل على مقابل للنشر، بمعنى أن صاحب العمل يغطى كل التكاليف بالإضافة للأرباح، وإن ادعت غير ذلك، وبالتالي لا يهمها بعد ذلك تسويق الكتاب، ومن ثم تضر المبدع الحقيقى الذى يتوه عمله وسط مدعى الإبداع، لأن المبدأ أصبح "ادفع لكى تنال لقب كاتب"، وإن كانت هناك استثناءات لكنها تظل قليلة.

* وكيف ترى الجوائز في مصر وعلى أي أساس تُمنح الجوائز؟
- الجوائز ذات القيمة المادية المرتفعة تمنح حسب الدور أو الشلة، وأنا فى انتظار دورى، أما الجوائز الشرفية فمجهود لجان التحكيم فيها كبير وبارز ويدعم المبدع نفسيًا ويشعره بأهمية إبداعه. وهذه تنطبق على مصر أو خارجها.

* هل من الممكن أن يحدد الكاتب موقعه في الخارطة الإبداعية أم أن هذا هو دور النقد والإعلام؟
- من المفترض أن يركز الكاتب في مشروعه الأدبى، وأن يلعب النقد والإعلام دورهما الحقيقي في إبراز الإبداع، ولكن في ظل فوضى الكتابة أصبح على الكاتب عبء الترويج لعمله، وهذا السؤال يثير قضية مهمة وهى عدم وجود المساحة الإعلامية عن الكتابة الإبداعية، باستثناء القنوات الحكومية منخفضة المشاهدة، ورغم وجود النقاد المحترمين إلا أن النقد ما زال يمارس على نطاق ضيق، في ندوة أو ورش، بعيدًا عن العامة.

** حسام الدين فاروق عبد الهادي إبراهيم (حسام عمّار).
• تاريخ ومحل الميلاد: 22111974 ـ القاهرة.
• مدير إدارة الاعلام بوزارة الشباب والرياضة.
• المؤهل: بكالوريوس العلوم السياسية 1996ـ كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ـ جامعة القاهرة.
• للتواصل: [email protected]
• صحفي حر(سابقا) فى جريدة الشرق الأوسط اللندنية 20122013.
• مدرب ومبتكر ورشة "تناغم الحواس" لكتابة القصة القصيرة، وورشة "يلا نعلب كتابة".

** الجوائز والأعمال المنشورة:
• منكوشة – قصص قصيرة- الهيئة العامة المصرية للكتاب - 2017.
• بائع الحنين – قصص قصيرة – روافد للنشر والتوزيع - 2014.
• 3 ناقص 1 ــ قصة قصيرة ــ جائزة إحسان عبد القدوس ــ ديسمبر 2014 ــ المركز الثانى (مناصفة).
• الجميلات لا يستيقظن مبكرا ــ قصة قصيرة ــ جائزة مؤسسة أخبار اليوم (كتاب أخبار اليوم) ــ مارس 2014- المركز السادس.. نشرت فى كتاب (10 قصص لـ 10 كُتّاب جدد) ــ مؤسسة أخبار اليوم ــ كتاب اليوم ــ مايو 2014.
• ملامح الدهشة ــ قصة قصيرة ــ جائزة لجنة الشباب باتحاد كُتّاب مصر(جائزة عبد المنعم شلبى) ــ يناير 2014 ــ المركز الخامس.. نشرت فى كتاب (اللعبة ــ قصص قصيرة) ــ حكاية للنشر والتوزيع 2014.
• يوم يصلح للرحيل ــ نوفيلا ــ جائزة عبد المنعم الصاوى للرواية القصيرة ــ دورة بهاء طاهر ــ مارس 2012 ــ المركز الثالث.. نشرت فى سلسلة الكتاب الأول الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة 2013 ــ العدد رقم (137).
• نشرت له العديد من القصص والمقالات الأدبية في عدد من المواقع والجرائد والمجلات منها: مجلة حريتى والعربي الصغير والإمارات الثقافية وجريدة أخبار الأدب والنهار الكويتية والوطن وشاشتى وموقع الرأى للشعب وموقع محيط وموقع الجمهورية أون لاين.