رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محللون: الأسد أخطر على إسرائيل من الجماعات المتطرفة

محللون: الأسد أخطر
محللون: الأسد أخطر على إسرائيل من الجماعات المتطرفة

يرى العديد من المحللين أن انهيار النظام السورى يشكل ضربة كبيرة لإيران وحزب الله، ولكنه قد يؤدي إلى تحول الإسلاميين لقوة مهيمنة في سوريا المستقبل.

وأن انتصار مقاتلي المعارضة في سوريا سيشكل الحل الأمثل لإسرائيل على الرغم من مخاوف عدم الاستقرار وتواجد قوى جهادية في الجولان في حال سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، بحسب محللين.

وتأثرت إسرائيل بالنزاع السوري مؤخرًا؛ حيث زادت حالة التأهب في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل بالإضافة إلى مخاوف من قيام الرئيس بشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية أو إمكانية وقوعها في أيدي جماعات مسلحة.

وانقسم خبراء الدفاع في إسرائيل إلى معسكرين، أحدهما يعارض سقوط الأسد بينما يعتبر المعسكر الآخر أن سقوطه سيكون أقل خطورة لإسرائيل.. إلا أن المحللين يرون أن انتصار مقاتلي المعارضة سيكون له تأثير أفضل على المدى الإستراتيجي بالنسبة لإسرائيل.

وقال جونثان سباير، وهو باحث في مركز العلاقات الدولية في هرتسيليا: "المزايا الدفاعية لرحيل الأسد تفوق المخاطر الأمنية".

وأشار سباير إلى أن الانقسام في وكالات الاستخبارات "يعكس بشكل ما الانقسام الذي كان سائدًا قبل الأحداث في سوريا".

وأضاف: "نظام الأسد قوة خطيرة بسبب تحالفه مع إيران ولكنه ليس متعصبًا" ولم يدعم أبدًا جماعات إسلامية متشددة مثل التي تحارب في صفوف المعارضة.. ولكنه أكد أن تلك القوى تشكل خطرًا أقل.

وأضاف: "وجود جماعات مسلحة وليدة على الحدود هو مصدر قلق ولكن ذهاب الأسد سيشكل ضربة لحزب الله وهو أقوى قوة شبه عسكرية معارضة لإسرائيل في المنطقة".

واعترفت إسرائيل ضمنًا الشهر الجاري بأنها نفذت غارة جوية على قافلة تحمل أسلحة في سوريا كان يعتقد أنها في طريقها لحزب الله اللبناني حليف دمشق.

ويتفق مايك هرتزوج وهو رئيس سابق لشعبة التخطيط الإستراتيجي في الجيش الإسرائيلي وهو زميل في معهد واشنطن للشرق الأوسط، مع هذا الرأي.

ويرى هرتزوج أن "إسرائيل ستكون أفضل حالا دون نظام الأسد"، واصفًا الرئيس السوري "بالعمود الفقري" الذي يربط إيران وحزب الله.

وتابع: "إن انهار النظام فإن ذلك سيشكل ضربة خطيرة للغاية لإيران وحزب الله والمحور بأكمله"، مشيرًا إلى أن "هذا لا يخلو من المخاطر-خطر تحول الإسلاميين والجهاديين إلى قوة مهيمنة في سوريا المستقبلية".

ولكن بالنسبة لهرتزوج فإن تمسك الأسد بالسلطة "يفوق خطر تصدر عناصر إسلامية الساحة.. بالطبع هذا أمر لا يرغب الإسرائيليون في رؤيته ولكن يجب عليهم الاختيار بين الشرين".

وأوضح هرتزوج أن جبهة النصرة التي يسيطر عليها الجهاديون لن تكون قادرة على تشكيل خطر متماسك وعلى نطاق واسع بالنسبة لإسرائيل مثل الأسد وإيران وحزب الله.

وأردف قائلا: "هنالك عناصر أخرى في سوريا.. هنالك خليط معقد للغاية من مجموعات عرقية وطائفية. من المتوقع أن يتجه الأمر إلى مناطق تسيطر عليها عناصر مختلفة".

وأضاف: "من المحتمل أكثر أن نرى ذلك السيناريو أكثر من حكومة مركزية تسيطر على كل سوريا".

وأكد أن الخطر الجهادي المتوقع على الرغم من أنه مثير للقلق ولكنه أقل أهمية من "احتمال وقوع أسلحة كيميائية أو غير كيميائية في الأيدي الخاطئة.. هذا تحد أكثر تعقيدًا للتعامل معه".

واعتبر إيلي كارمون وهو زميل في معهد السياسة والإستراتيجية في هرتسيليا، أن تداعيات سقوط الأسد تعد تهديدا أكثر قابلية للتعامل معه.

وقال: "الأمر الأكثر أهمية هو رؤية سقوط النظام.. هذا سيحفز.. إضعاف موقف إيران الإستراتيجي في الشرق الأوسط وسيكون حزب الله أكثر عزلة وتحت الضغط".

ولكن إيلى كارمون اعترف بأن هنالك رأيًا مخالف في بعض الدوائر الاستخباراتية والدفاعية.

وأكمل: "هنالك البعض الذين يعتقدون أن أفضل شيء هو أن يخوض النظام والمعارضة القتال لأطول وقت ممكن لأجل إضعافهما معا".

وأكد المحللون أنه في جميع الأحوال فإن إسرائيل لا يمكنها التأثير بشكل حاسم في نتيجة النزاع في سوريا، مشيرين إلى أنه من الأفضل للدولة العبرية تجنب التورط في الصراع إلا في حال تهديد أمنها بشكل مباشر.

وقامت إسرائيل بالرد على قذائف الهاون التي تسقط على خط الهدنة في هضبة الجولان المحتل هذا العام.

وقال هرتزوج: إن هنالك اعتقادًا في الحكومة بأن "الأربعين عامًا من الهدوء على طول الحدود الشمالية ستنتهي".

أما سباير فأكد أنه في هذه المرحلة فإن "كلا الجانبين في (الاستخبارات) الإسرائيلية يتوجب عليهما الاتفاق على إجراءات عملية يجب اتخاذها والتي من شأنها أن تفضي إلى تعزيز الأمن على الحدود".