رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللي كتب ما متش يا عم جلال عامر


كالشهاب ظهر فجأة ورحل فجأة ، وظن أنه بيننا عابر سبيل ، ولم يدرك أننا كلنا عابري سبيل ، ولا يبقى إلا الطاغية وإن تبدلت صورة وأسمائه وصف نفسه ب عابر سبيل، ابن الحارة المصرية، ليس لي صاحب، لذلك كما ظهرت فجأة سوف اختفى فجأة ... فحاول تفتكرني ...

هكذا وصف نفسه في كلمات قليلة لتكون وصفا صالحا للبعض من الذين تصالحوا مع أنفسهم في الفن والكتابة والإبداع ، وكانت كلماتهم أو مواقفهم سهاما في صدور من ينتقدوهم ، لكنها للأسف الشديد ترتد إليهم ، لأن منتقديهم يملكون ببساطة دروعا محصنة من الدهاء ضد محاولات تدميرهم، أما الغلابة من أمثال جلال عامر فقد يموتون بسهامهم بعد أن ترتد إلى صدورهم من جبروت الطغاة ،

وإن لم يحدث ماتوا بغيظهم...

ولأن جلود من ننتقدهم سميكة للغاية وقلوبنا نحن في سمك ورقة البفرة التي يلف فيها الدخان لتكون سجائر طازجة لأصحاب المزاج العالي والرصيد المالي الواطي ، نصاب بالذبحة والجلطة وتصلب الشرايين بل وانسدادها للأبد من جريان القرف والحسرة داخلها، وعندما تجرى لنا عمليات القلب المفتوح يجد الطبيب جبالا من الهموم داخلنا ، لم تظهر للناس منها سوى قمة الثلج ،

طبعا ينهار الطبيب وفريقه الجراحي مما يرى داخل قلوبنا العليلة ، وعندما يفيق إلى رشده من غيبوبته المؤقتة يجدنا قد ذهبنا إلى الغيبوبة الدائمة !!

هكذا حدث مع جلال عامر وعمار الشريعي والكثيرين ممن رحلوا في عز الزحمة ،

لنفيق بعدها لنكتشف أنه تم نشل قامة كبرى من حافظة الوطن في غفلة منا .

نصرخ لكن لا مجيب فقد تخلص الطغاة من بعضنا ، وانتصروا كما يتوهمون بجبروتهم الذي لا ينتهي من قلم أو صوت أو فنان أرقهم كثيرا ،

يظنون أن الرحيل الجسدي لنا قد حل المشكلة

ولا يعرفون أن كلماتنا وإبداعاتنا ستظل تؤرقهم للأبد، وستطلع لهم كالعفريت في الظلمة ، وستظل سهام جلال عامر وألحان عمار الشريعي مثلا نور ساطع للباحثين عن الحرية ،

حتى وإن أمتد أمامهم النفق المظلم إلى مالا نهاية .

• لم يلمع نجمه إلا بعد المعاش مثل حسن عابدين ، وحفر لنفسه صورة الرجل الناضج أو العجوز الحكيم في الأذهان ، مثلما حدث لنا مع عبد الوارث عسر أو حتى عماد حمدي على شاشة السينما ،

ومثلما كنا نتندر على أن عبد الوارث عسر ولد عجوزا ، كان جلال عامر لي وللكثيرين ولد عجوزا ككاتب طبعا ، بموهبته الطاغية وسهامه الساخرة غير المسبوقة في الشدة والمذاق من عينة الصواريخ العابرة للقارات، بعد أن أصبحت سام 7 مثل النبلة التي كنا نلعب بها في طفولتنا !!

والسبب أنه كان ضابطا في القوات المسلحة التي تحرم أو تمنع اشتراك أولادها في أي مهن أو هوايات غير رياضية أو عسكرية .

لذلك لم يظهر لنا إلا بعد خروجه على المعاش من الخدمة العسكرية ليدخل بعدها إلى الخدمة الإبداعية ،

ولا فارق بينهما عنده ،

كلاهما خدمة وطنية

في الأولى حارب إسرائيل في 73 في الفرقة 18 مشاة بقيادة اللواء فؤاد عزيز غالى ليحرر القنطرة شرق القناة ،

وفى الثانية اشترك في حرب تحرير الكويت ،

أما الحرب الثالثة التي لم يدرك نهايتها ونحن معه حتى الآن ، هي حرب تحرير مصر بعد ثورة 25 يناير،

مات محسورا واكتشف الطبيب وجود جبالا من الهموم داخل قلبه عندما رأى المصريين يتقاتلون ، فبعدما كانوا صفا واحدا ضد مبارك ونظامه الفاسد ، أصبحوا فرقا متصارعة على جثة الوطن ،

ولأن مبارك هو السبب فقد وصفه بإحدى قذائفه الساخرة :-

اختزلوا الحرب في الضربة الجوية يا ريت سيادته كان ضربنا إحنا وحكم إسرائيل ،

لكن الحمد لله إن ربنا لم يستحب لدعوة جلال عامر

وإلا كنا رأينا الإخوان الحاخامات في الحكم هناك ،

و كنا رأينا المذابح هناك ،

ليس للإسرائيليين ولكن للفلسطينيين !!

العظمة أن هناك اتفاق بين أحزاب العمال وكتلة الليكود والأحزاب الدينية على مصلحة إسرائيل، وضرورة ذبح الفلسطينيين ،

والكارثة هنا أن الاتفاق بين الأحزاب الدينية على ذبح المصريين الكفرة ، وكلنا كفرة عندهم

لكن الخلاف بينهم هناك :

هل سيتم الذبح طبقا للشريعة اليهودية أو الإسلامية ؟

حتى صاح فيهم شيطانهم الذي لا يموت أبدا :-

لا فارق ، الاثنتان من عند الله ،

ويستطرد شيطانهم :-

وإذا كان القرآن يحل للمسلمين الأكل من طعامنا ، فلماذا لا نحل نحن أكل أجسادهم سواء ذبحناها في مجازر مثل دير ياسين أو بحر البقر أو صبرا وشاتيلا ،

أو بالطرد

أو بالنفي

أو بالسجن داخل أرض الميعاد

طبعا الفارق بيننا وبينهم كبير ،

الذبح عندنا يتم بالطريقة الإسلامية للمواطنين بما لا يخالف شرع الله !!

، ولا فارق بين الضحايا ،

مسلمون كانوا أو مسيحيون ،

ثوار كانوا أو عابري سبيل قادتهم أقدارهم للدخول إلى ميدان التحرير أو السير في شوارع محمد محمود أو مجلس الشعب أو مجلس الوزراء أو أمام قصر الاتحادية ، أو إحدى المحافظات الثائرة .

المهم أن الضحايا من أبناء الوطن وليس من أعداء الوطن !!

• ولأن مبارك هو مفجر ثورة 25 يناير بما فعله فينا ، وعبد الناصر مفجر ثورة 23 يوليو بما فعله لنا ، فالمقارنة واجبة عند عمنا جلال عامر والفارق بينهما ليس كبيرا ، فقط بالمليارات :-

(«جمال عبد الناصر» حبيب الملايين.. و«جمال مبارك» حبيب المليارات.)

وملايين ناصر من حب البشر ومليارات مبارك من الدولارات طبعا من عرق وجيوب المصريين ، وهناك فارق آخر بينهما .

ناصرا حرمنا من الحرية كما يقول معارضوه، ومنحنا المليارات من إنتاج المصانع والمشروعات الكبرى التي شيدها مثل السد العالي و ألومونيوم نجع حمادي والحديد والصلب والغزل والنسيج في حلوان وغيرها وإعادة القناة إلينا التي يحاول البعض الآن تمرير صفقة لبيعها بما لا يخالف شرع الله بالصكوك الإسلامية .

أما مبارك فقد منحنا الحرية كما يقول جلال عامر فقد . ظل الرجل يديها كمان حرية وكمان وكمان حرية حتى بلغت (٧٠) ملياراً.

أخيرا لو تركت السطور القادمة لقذائف جلال عامر ليصف الثورة التي دعا إليها وشارك في طلائعها ماذا يقول ؟!

■ أثناء الثورة مصر «علت» مكانتها و«علت» قامتها وانتهز البعض الفرصة و«علا» عماراتها أيضاً، لذلك سوف تظل رقبة مصر مرفوعة وعماراتها تتساقط.

■ كنا نتمنى أن يكون عندنا رئيس سابق فأصبح عندنا رئيس سابق وابنه.

• ماذا تفعل عندما تعثر على شعب فجأة؟ هل تسلمه أم تسجله باسمك في الشهر العقاري؟ فمن غرائب الطبيعة أن الحكام العرب اكتشفوا أن بلادهم فيها «بترول» في الثلاثينيات من القرن الماضي ثم اكتشفوا أن بلادهم فيها «شعوب» الأسبوع الماضي فقط.

• الغريب أن ينال «المساجين» حريتهم قبل «المتظاهرين»، وأن تكون آخر مهام السيد عمر سليمان في منصبه القديم هي الحوار بين «الإسرائيليين» و«الفلسطينيين» وأن تكون أولى المهام في منصبه الجديد هي الحوار بين «المتظاهرين»و«المسئولين»..

• طول الأجل يبلغ الأمل، وقد ظللنا سنوات طويلة نهتف «المنحة يا ريس» حتى استجاب الريس لمطالبنا وألغاها، لذلك أتوقع ألا يتنحى الرئيس دستوريا ولا يتنحى سياسيا لكنه قد يتنحى جانبا.

• البلد دي فيها ناس عايشة كويس وناس كويس إنها عايشة .

• من الظالم الذي حول مدينة حاربت 3 دول إلى مدينة تحارب من أجل 3 نقاط .

رحم الله جلال عامر ، الساخر الفيلسوف ، فإذا كان المثل العامي يقول اللي خلّف ما متش ، أقول أنا واللي كتب زى جلال عامر ما متش !!!

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.