رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ستراكر": المرحلة الملطفة في العلاج النفسي لمريض السرطان هي الأصعب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

قال الطبيب النفسي نورمان ستراكر إن العلاج النفسي لمرضى السرطان يجب أن يلم بعدة محاور هي «المسار الطبيعي والعلاج من المرض، نهج مرن وفقا للحالة الطبية للمريض، نهج الحس السليم للدفاعات».

وأضاف "ستراكر" أن هناك كثيرا من المشاكل الفريدة التي تواجه المعالجين النفسيين الذين يعالجون مرضى السرطان، قائلًا "لابد أن يكونوا على دراية وفهم بردود الفعل العاطفية للمرضى المصابين بالسرطان، وأن يهتموا بمرحلة المتابعة بعد أول علاج للسرطان سواء عن طريق الجراحة، العلاج الكيميائي، أو العلاج الإشعاعي، وعادة ما يتم استقباله بالمشاعر المختلطة من جانب المريض ويقينه بالشفاء التام وخطر تكرار المرض أو الوفاة المبكرة قد يؤدي ببعض المرضى إلى التكيف الهش وهو ما يؤدي للتراجع النفسي".

وأوضح أن المرحلة الملطفة في العلاج النفسي لمرض السرطان هي المحطة الأصعب، خاصة بالنسبة للأطباء أكثر من المرضى، وذلك من خلال الحرص على التعامل بشكل أفضل مع المرحلة النهائية للمرض، ويمكن للتقنيات التلطيفية أن تقلل من الألم والقلق والاكتئاب والأرق، وغير ذلك من المشاكل النفسية التي يمكن أن تصل إلى مستويات مقبولة.

وأكد أن بعض أسر المرضى تطلب تدخل العلاج النفسي، ليس فقط بسبب حالات الهذيان والقلق، أو أعراض الاكتئاب الذي يعانون منه، لكن لأن بعض المرضى لديهم ميول للانتحار، ويحتاجون إلى أطباء نفسيين أكثر واقعية، فيما يتعلق بهواجسهم ومخاوفهم.

ولفت إلى أن مرضى السرطان بإمكانهم الاستمرار في حياتهم بشكل طبيعي بعد الشفاء من المرض، لكن حال تلقيهم الدعم النفسي اللازم، إذ قد تكون الحالة النفسية العائق أمام هؤلاء المرضى، حيث قد يكون تأثيرها أكبر من اكتشاف السرطان في مراحل مبكرة أو متأخرة.

وأشار إلى أن المرضى الذين يعانون من اكتئاب قبل الخضوع للجراحة، يقل حبهم للحياة بعد الخضوع لها، ما يسلط الضوء على ضرورة الاعتناء بالصحة النفسية للمرضى قبل وبعد وفي أثناء الخضوع للعملية الجراحية بهدف التخلص من السرطان، والحفاظ على استمتاعهم بالحياة ونوعيتها وملائمتها لهم.

ووفقاً للدراسات النفسية الحديثة فإن حوالي 17 مليون شخص يعيشون حياة طبيعية بعد شفائهم من مرض السرطان، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد بحلول عام 2050، ما يزيد من أهمية مراقبة الحالة النفسية للمرضى.