رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية "لقاء" صلاح عبد الصبور وعبد الحليم حافظ

عبد الحليم حافظ
عبد الحليم حافظ

يعرف الكثيرون المعاناة التي لاقاها عبد الحليم حافظ في حياته، إذ فقد أمه ثم والده في وقت مبكر جدًا من حياته، لذا، عهد به إلى خاله لتربيته، فأرسله إلى الكُتّاب لتعلم القراءة والكتابة. على أن حليم كان يكره نظام الكُتّاب، إما بسبب حفظ الآيات، أو الضرب على الوجه، ولذلك، هرب من الكتاب، لأنه كان يريد أن يعيش حياته طفلًا كباقي الأطفال.

ومن هنا قرر خاله أن يحضر له مدرسًا في البيت، ليؤهله على الالتحاق بالابتدائية، وبالفعل، التحق حليم بالابتدائية أسرع من بقية الأطفال. وفى المدرسة لم يتعلق إلا بمدرس واحد هو مدرس الموسيقى.

على أن ولعه بالموسيقى لم يتوقف عند مدرس الموسيقى الذي جعله رئيس فرقة الأناشيد، ففي قريته "الحلوات" كان الأهالي ينصبون سرادقات لسماع الأغنيات والموسيقى، وفي السابعة من عمره استمع حليم لأول مرة لصوت محمد عبد الوهاب، وكان يسمع عن اسمه فقط، حتى قال إنه كان يرتعش طوال وقت سماعه، كان صوته يتسلل إلى الدم.

ارتبط حليم بعلاقة صداقة قوية بالملحن كمال الطويل، وحينما عين الطويل في الإذاعة طلب من عبد الحليم أن يقدم طلبًا ليصير مغنيًا بالإذاعة، وقد كان، وأمسى حليم مغنيًا بالإذاعة المصرية. غير أن الأغنية التي طلب من حليم أداءها لم تعجبه، إذ كانت الكلمات ركيكة ومتواضعة، وهكذا، رفض حليم أداء الأغنية، لأنه كان يريد أن يقدم نفسه للناس في أحسن صورة.

بعدها التقى حليم صلاح عبد الصبور في قريته الحلوات، وكان يمت له بصلة قرابة، وطلب منه كتابة قصيدة لغنائها، فكانت قصيدة "لقاء" الأغنية الأولى لعبد الحليم، وكانت بالعربية الفصحى، وتقول كلماتها:
"بعد عامين التقيناها هنا والدجى يغمر وجه المورد
وشربنا النور يخبو حولنا وسبحنا فى هلال الموكب
وانتهينا وتبعنا ظلنا دمعنا ينطق واللحظ رضى
آه لو تدرين ما أكتم في دمي يا واحة المفترق
كانت الذكرى عزائي زمنا يوم فارقت زماني نفحات
كنت أودع قلبي الشجنا أتعزى في ليال ذكريات
وتعللت بفجر قد دنى يطلع الشمس نور سمات
ثم هنا نحن التقينا ها هنا والدجى يغمر وجه المورد
لست أنساك غراما في دمي ومنى عمري وأمل وجدي
وصباحا نام في المبتسم وشعاعا فتنه المتقد
يا غرامي في الطريق المظلم يا غرامي خالدا للأبد
في عيوني فرحة مشرقة والدجى يغمر وجه المورد