رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيسي.. رئيس جديد بعد مؤتمر أسوان


كنت أعتبر مؤتمر الشباب الأول فى شرم الشيخ قمة النجاح الذى حققه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى علاقته التى كانت متوترة بدرجة كبيرة مع الشباب، فقد جمع حوله شبابًا من تيارات سياسية مختلفة، استمع منهم وإليهم، فى رسالة واضحة بأنه رئيس الجميع، وليس لمن يؤيدونه فقط.

بعد أن تابعت أعمال المؤتمر الشهرى الثانى للشباب فى أسوان، رأيت أنه المؤتمر الأنجح والأكثر نضجا، صحيح أن عنوانه للشباب، لكن الحقيقة أن ما جرى على الأرض يشير إلى أنه مؤتمر عام لمواطنى الصعيد جميعا.
حقق السيسى على أرض أسوان أكثر من هدف، فقد أكد أن اهتمامه بالشباب لم يكن للدعاية أو الخداع السياسى، فها هو يواصل حديثه معهم، يسمع منهم ويجيب عن أسئلتهم، دون وساطة ولا ترتيب.

وهو يؤكد أيضًا، أنه ليس رئيسا للقاهرة أو محافظات الوجه البحرى فقط، بل يمكنه أن يصل إلى جميع المواطنين، يسير بينهم ويتحدث معهم ويحقق أحلامهم حتى لو كانت صغيرة، فالسيدة المسنة التى استوقفته فى الشارع لم تكن فى حاجة لأكثر من أداء فريضة الحج، وقد وعدها - وعد شرف - أن يحقق لها حلمها.

خرج السيسى من أسوان إلى إثيوبيا ليشارك فى القمة الإفريقية، وبعد أن يعود إلى القاهرة، سيكون رئيسا مختلفا، عبَّر عن امتنانه لأهالى أسوان الذين أحاطوه بدفء، أعتقد أنه يفتقده هنا فى القاهرة، وهنا تحديدا نقطة الانطلاق لبداية جديدة فى شخصية الرئيس.

رأى السيسى فى أسوان مواطنين أبدوا رغبتهم فى العمل وكشف الفساد، ثم بعد ذلك لا يتأخرون عن تقديم الشكر، وهو ما يريده الرئيس، أن يعمل ويشعره الناس بأنه يعمل بعيدا عن محاصرته بالهجوم والانتقاص مما يقدمه.

رأى الرئيس فى أسوان نفوسا سليمة ومستقيمة، تعيش على سجيتها وفطرتها، ويمكن أن يكتشف ذلك فى كل محافظات مصر التى سيزورها فى مؤتمرات الشباب القادمة،

حتما غيَّر هذا المؤتمر فى تركيبة السيسى النفسية، وفى رؤيته للشعب المصرى، فقد كانت هناك مشكلة فى التواصل بين الرئيس والناس فى الشوارع، كانوا يستمعون إليه عبر التليفزيون، لكنه الآن يتحرك بينهم، يسمع منهم ويستجيب لهم.

أصبح الرئيس على ثقة أن حمايته فى ناسه، وهو ما سيجعله يزيد التواصل معهم، هذا الشعب طيب بما لا يعرفه أحد، يحتاج فقط لمن يهتم به، وساعتها لن يمنعه أحد من بذل كل ما لديه.