رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

25 يناير .. عيد بأى حال عدت ياعيد !!


أيام ويأتى 25 ينايروالسماء ملبدة بالغيوم والضباب و الشبورة والسحب !!

عزفت جميعها على أوتار سيمفونية منع وصول أشعة شمس الثورة إلى أهلها.

• يأتى 25 يناير والضباب والشبورة والغبار يمنع الرؤية ويطمس معالم الطريق للوصول إلى مصرالجديدة .

• يأتى 25 ينايروسحب فى الأفق تنذربمطر قد يتحول مع موج هادرإلى طوفان نخشى جميعا أثاره على الجميع .

• يأتى 25 يناير ونحن أسرى بين عدة تيارات وبين المطرقة والسندان وبين احتمالات وسيناريوهات أحلاها مرّ :-

1. تياروصل إلى الحكم ويظن أنه يملك مقاليد الأمور .. يدعو للاحتفال بالعيد الثانى للثورة .

2. تيار يرى أن الثورة سرقت منه ، ولذلك يدعولاستكمالها تحت عدة شعارات مثل الثورة الثانية أو الثورة مستمرة .

3. تيار ثالث انتابته علامات الضيق والضجر والزهق بعد أن خنقته الأزمة الاقتصادية بمشانق و بنارالغلاء والبطالة ، ويكاد يكفر بالثورة والثوار والحكومة .

4. أما التيارالأخيرفهويضم الفقراء الذين ازدادوا بؤسا ، ويشكلون الخطر الأكبر إذا انتفضوا وخرجوا من ديارهم !

5. وبين هذه التيارات نقف جميعا نحبس أنفاسنا من السيناريوالأسود الذى يلوح به البعض ، سواء كانوا مدعومين من الخارج أو من قوى الداخل التى تضررت من الثورة ونتائجها .

وهذا السيناريوالأسود يخطط أصحابه من الفلول أو البلطجية أو أعداء مصر من الخارج .

والهدف من السيناريوالأسود تحويل مصرإلى سوريا أخرى ، أوعراق متفتت أو ليبيا ، حيث بحورالدم والخراب ونار الحريق فى كل مكان مع تدمير كامل لمنشأت الدولة والأفراد .

ويزيد من خطورة هذا المشهد وسوداويته انتشار وتهريب الأسلحة بمختلف أشكالها من الرشاشات والأسلحة الآلية إلى مدافع الطائرات والدبابات ،وللدرجة التى أصبحنا نتندرفيها على أيام زمان .. أيام المطاوى والسنج !!

والأخطر من ذلك كم العنف غيرالمسبوق الذى سيطرعلى سلوك وأفعال المصريين فى الشارع المصرى حيث لم يعد مكانا للعنف اللفظى .

أصبح الهمس بالسنج والمطاوى !

والكلام بالمولتوف والخرطوش !

والصوت العالى بالرشاش والأسلحة الآلية !

والخناق بالمدافع المضادة للدبابات والرشاشات !!

بصراحة .. انتابتنى طوال الأيام الماضية حالة من الاكتئاب والإحباط ، بعد أن كانت حالة الأمل والتفاؤل هى المسيطرة بقرب انطلاق مصرإلى المستقبل بعد تفجر ثورتها وإزاحة الكابوس الأسود الذى جلس على صدورنا وجعلنا فى ذيل الأمم .

يأتى 25 يناير واليأس والإحباط يتملكنا .. لماذا ؟

لأننا كلما تقدمنا خطوة للأمام تم جرنا إلى الخلف ومحاولة تكبيلنا فى سلاسل الماضى عن عمد ومع سبق الإصرار والترصد .

كلما أظهرنا تفاؤلا بالغد ظهرالإحباط من جديد فى فعل مفاجىء ومتنوع ومتجدد مثل الإعلانات غير الدستورية أو الدستورالمحبط أو مشروعات قوانين الانتخابات التى تكرس للأغلبية الموجودة أو موجات الغلاء والضرائب المتتابعة أو مشروع قانون لبيع مصرأو ذبحها بالطريقة الإسلامية ، أقصد طبعا الصكوك الإسلامية وللدرجة التى يزف لنا د. هشام قنديل البشرى بأن قناة السويس مستثناة من البيع أقصد الذبح !!!

• يأتى 25 ينايربعد قبول طعون النقض ضد الأحكام الصادرة ضد مبارك والعادلى وأعوانه وسط شكوك وإشاعات بأن الأحكام الجديدة ستكون مخففة وقد تصل إلى البراءة لمبارك والعادلى ولايجد الثوار سبيلا أمامهم إلا مطالبة المحكمة والحكومة بحبس الشعب كله ، ووقتها سنجد الأدلة الدامغة جاهزة لإدانة الشعب وإعدامه إذا لزم الأمر .

• يأتى 25 يناير وشائعات تسيطر على المشهد عن صفقات ووعود مع بعض دول الخليج للإفراج عن مبارك ورموز حكمه مقابل بعض الأموال والاستثمارات !!، وكأن ثورة لم تقم .

• يأتى 25 يناير وأحكام البراءة قد وزعت بالعدل والقسطاس على قتلة الثوارفى المحافظات والتحرير وأخرها موقعة الجمل !!

• يأتى 25 ينايرولم يتم رد الأموال التى نهبت، سواء تم تهريبها للخارج أوموجودة بالداخل ، من العصابة التى حكمت مصر طوال ال 30 عاما السابقة .

• يأتى 25 يناير وتم اغراقنا فى بحارالقوانين والمحاكم العادية بعيدا عن المحاكم الثورية حتى نستطيع استرداد الأموال من الخارج ، ولم يتحقق من الهدف شيئا ، وكأننا وقعنا فى شرك آخر لاستمرار السرقة والنصب علينا .

• يأتى 25 ينايرعلينا والفقراء يزدادون فقرا ومن كان مستورا لحق بقطارالعوز والاحتياج ،

• يأتى 25 يناير والأغنياء يكنزون أموالهم بالداخل والخارج وطائراتهم جاهزة للهرب إذا وقعت الواقعة ، وقد فعل ذلك الكثيرمن قبل بالهروب بأموالهم وعائلاتهم فى وضح النهار ومن صالة كبار الزوار مثل خروج حسين سالم ب 450 مليون يوروكما قال الكاتب الكبيرمحمد حسنين هيكل ، وقبله فعل زكريا عزمى وغيره كثر !!

• يأتى 25 ينايرومسلسل قتل الثوار مستمرا ولم يتوقف نزيف الدم الطاهر من التحرير إلى ماسبيرو، ومن محمد محمود إلى إستاد بورسعيد إلى الإتحادية ، وفى كل الأحوال الفاعل مجهول رغم حدوث الجريمة فى عز الظهر وأمام كاميرات التليفزيون والأشخاص ، يعنى وقعنا عقدا غير قابل للنقض مع الطرف الثالث أواللهو الخفى !!!

أخيراأسترجع بيتى الشعر الشهيرين لأبى الطيب المتنبى:

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ

بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ

أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ

فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ

ترى ماذا يحمل لنا يوم 25 ينايرالقادم ؟

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.