رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيناء والتنمية


منذ تحرير سيناء وحتى تاريخه لم نحقق لها التنمية المستدامة بعد.. برغم أن لكل مجتمع ملامحه التنموية بل واتجاهاته الفكرية والثقافية والحضارية.. وسيناء بين الماضى والحاضر والمستقبل لم نحقق لها حشد القوى البشرية والمادية لاستغلال بعدها الجغرافى والأمنى.. وكنت فى إحدى المرات برحلة عمرة بريا منذ سنوات أسأل نفسى بنقاط : أين التطور الاقتصادى والاجتماعى لسيناء؟ ولماذا تتعثر سياسات التنمية ؟ وهل القصور يرجع لضعف السياسات؟ ونحن لم نستغل سيناء بعد وتصحيح أوضاع سكانها.. كما أنه فى إحدى الرحلات السياحية لمدينة الغردقة كنت أنظر من الطائرة لمحافظة البحر الأحمر وسيناء فأجد غياب التنمية المستدامة.. وسيناء وكل صحارى مصر كيف ننظر لسكان القبائل.. وما السياسات التى توجه لتطوير تلك الجماعات.. لأن التنمية تعنى استثمار الموارد الاقتصادية وكيفية استغلالها مع الأخذ فى الاعتبار التطور التكنولوجى، خاصة أن التنمية البشرية المصرية تفتقد خصائص التفكير الإبداعى من أجل التنمية بسبب تعليمنا المصرى الذى ظل محصورا منذ زمن طويل على الحفظ والتلقين.. وفقدنا أسس التفكير وكيفية تشغيل العقل.. والنقد العلمى.. وتحقيق الاعتماد على الذات.. ومع ضعف تعليمنا المصرى نجد أن خريجى الجامعات المصرية كثر من الخريجين غير ملم بالرؤى الثقافية.. والمدرسة هى الأخرى لا تحقق تشكيل وتنمية الطالب المصرى لأن نظم الانتخابات تعتمد على الحفظ فقط وليس الفهم أو التفكير.. ومن هنا سيناء والتنمية بنظرة معايشة حقيقية أصبحنا نخاف من المستقبل.. ولا أقول إن سيناء فى مواجهة مع المجهول أو المستقبل.. إنما هى مع مواجهة ضعف السياسات ونحن مع نظام مبارك السابق تركنا سيناء لأن النظام وقتئذ كانت السياسات معها تتحرك بسياسات «السداح مداح» والوساطة والمحسوبية والفساد والإفساد.. وجمود نظام مبارك السابق كان يلعب لصالح أهل الثروة والسياسة، مما أدى لجمود السياسات.. وسيناء والتنمية بحاجة لحسن إدارة المشروعات التنموية لتحقيق الأهداف المرجوة ومنها تشغيل الشباب للحد من البطالة.. وتاريخنا السياسى والتنموى بزمن مبارك افتقد التنمية الاقتصادية والاجتماعية.. حتى المحليات انتشر بها الفساد وقيم الإخلاص والأمانة.. كما أن العلاقة ما بين الحكومة والمواطنين افتقدت الفاعلية وكانت تتحرك بالشكلية.. ومن هنا نجد الحقوق والواجبات غير محددة المعالم.. لأن النظام يعمل لصالح أهل المال والسياسة فقط .. ولو عدت للماضى مع بناء السد العالى كمثال وبناء آلاف المصانع وتأميم قناة السويس.. إلخ نجد التخطيط بوضوح الهدف والتخطيط والمتابعة.. وجاءت الخصخصة مع زمن مبارك ليضيع ما تم بناؤه لأن سياسات الخصخصة كانت تتجه لصالح لصوص الانفتاح والذى نما مع الانفتاح الاستهلاكى الساداتى.. لنصل لتردى تنمية سيناء وارتفعت الفوارق بين الطبقات.. والأرقام لا تكذب.. فهل نعىالدرس؟