رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حرائق إسرائيل" تحرج حكومات عربية.. ومتابعون: "اللي اختشوا ماتوا"

جريدة الدستور

يبدو أن الأيام الخوالي للصراع العربي الإسرائيلي قد ولت إلى غير ذي رجعة، فبعدما كان الموقف العربي على قلب رجل واحد من دولة الكيان الصهيوني في الستينات حتى نصر أكتوبر، رافعين شعار "صراعنا صراع وجود وليس حدود"، تبدلت الثوابت وتبلدت المشاعر تجاه العدو التاريخي، لتصبح إسرائيل في نظر البعض بمثابة دولة أبناء العم، الذي لا غنى عن التطبيع معها، بحسب مواقف أخيرة مثيرة للجدل.

شهران أو أقل كانا فقط هما عمر الفاصل الزمني بين واقعتين مثيرتين للجدل، أسهمتا في هذا الانقسام، الأولى كانت ما حدث خلال جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي "شيمون بيريز"، عندما تبارت شخصيات عربية حاضرة لمراسم الوداع في إظهار جم حزنها على رحيله.

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن، كان على رأس المشعيين العرب المشاركين، لكنه كان الأكثر جذبا للأنظار، بعدما دخل في نوبة حادة من البكاء، جعلت الدهشة تنتاب كثيرين من المتابعين، خاصة وأن الحزن جاء على واحد من أكثر الشخصيات دموية، والذي أذاق الشعب الفلسطيني والعربي الأمرين طيلة مسيرته السياسية والعسكرية.

والواقعة الثانية مازالت رحاها تدور وأصداءها تتوالى، تسببت فيها موجة الحرائق العاتية، التي ضربت دولة الاحتلال في أنحاء مختلفة من ضواحيها، والتي وقفت منها موقف المتفرج، عاجزة عن مواجهتها أو مجابهتها بأي وسيلة كانت.

لكن ما بدا جليًا في المشهد، تمثل في السباق العربي المبادر إلى دعم إسرائيل، والذي لم يبخل عليها سواء بالمشورة أو بإرسال قوافل المساعدة والإغاثة.

دول عربية نالت القسط الأوفر من كلمات المديح وعبارات الإطراء الإسرائيلي، بعدما ثمنت دولة الاحتلال جهودها المعنوية والمادية التي عرضوها وقدموها لإخماد الحرائق.

أثنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو على الحكومة المصرية، بعد مساهمتها في إطفاء الحريق.

ويبدو أن تهنئة "نتنياهو" فتحت شهية بقية المؤسسات الصهيونية ومسئوليها للسير على خطاه في إظهار آيات الشكر والعرفان، بعد إشادة وزير الخارجية الإسرائيلي بالموقف المصري على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

التغريدة التي جاء نصها كالتالي "جارك قريبك.. جزيل الشكر لمصر على إرسال مروحتين لإخماد حرائق إسرائيل".

وبحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، وفي تصريحات منسوبة لبعض المصادر الحكومية، أكدت مشاركة مصر في إخماد تلك الحرائق، مرجعة السبب إلى الأعراف الدولية، والتي تحتم المشاركة في الحد من آثار الكوارث الطبيعية.

الموقف الرسمي بالنسبة للملكة الأردنية الهاشمية، جاء متطابقا مع مصر، بعدما أسرعت هي الأخرى بإرسال مروحتين للمساهمة في مواجهة كارثة الحرائق.

وعلى ذات الوتيرة، لم يخلف الرئيس الفلسطيني محمد عباس أبو مازن الظن، بعدما أخذ زمام المبادرة، مرسلا 8 طواقم إطفاء، ليجد نفسه في النهاية على موعد من سيل المدح والثناء من جانب السلطات الإسرائيلية.

لكن على الموقف الشعبي والجماهيري، كان ثورة الغضب هي شعار رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والذين بادروا بإرسال عبارات القدح والذم للموقف العربي معتبرين أن المشهد يتخلص في ثلاث كلمات هي "اللي اختشوا ماتوا".