رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كنيسة الوطن .. و«إعلام الجودة»


ظل المواطن المصرى المسيحى عبر عدة حقب من الزمان ــ قد تصل إلى نصف قرن ــ يعانى من أزمة تغييب وجوده الإنسانى عبر تجاهل إعلامى غريب، بل وغير مفهوم أومبرر يعطل من نيل حقه الدستورى والإنسانى فى أن يعلم وأن يُعلم عنه فى كل أحواله وظروفه وظل الحال «محلك سر» باستثناء إذاعة قداس ليلة العيد على الهواء، وقداس كل أحد بعد ست ساعات من إقامته «ليه ؟!..وليه على قناة تخصصية؟!»، أضف إلى ذلك إعداد برامج تمارس هوايتها فى متابعة أحداث الفتن والسجالات الطائفية الجاذبة للإعلانات لتحقيقها مشاهدة مكثفة، أوتلك التى تتناول عدم رضاء المواطن المسيحى عن ممارسات مؤسسته الدينية فى الجوانبالإدارية، وشكل ونظم التعامل مع قضاياه الاجتماعية وصعوبات التواصل المثالى بين رجال الدين والناس فى عموم «إيباريشيات» مصر المحروسة، بكل ما تحمل تلك القضايا من مشهيات إعلامية وإعلانية جاذبة، وفى الأخيرة نتابع وصلات النميمة والردح والتداخلات العبيطة التافهة من جانب بشر احترف التواصل مع شباب المعدين وفق تبادل مصالح غريبة للظهور المستمر عبر تجهيز شكل الخلاف وتصاعده الدرامى للوصول إلى خناقة فضائحية لتسهيل التسويق اليوتيوبى!!

وعلى سبيل المثال، كان لدى أحد برامج السبوبة والاسترزاق فرصة ذهبية لإعلان تعاطف مظهرى كاذب مع كل الغاضبين من جراء نشر عدد من المنشورات أصدرتها بعض “ الايبراشيات”، أنوه لفحوى أحدها، وكان نصه كالتالى ... «تنفيذاً لتوجيهات نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ .. على من يتقدمن للتناول من الآنسات فوق 11 سنة والسيدات عدمارتداء البنطلون والبلوزات، وأن يرتدين ملابس تتسم بالحشمة والوقار، ومع عدم وضع المكياج.. على ابن الطاعة تحل البركة» انتهى الفرمان، وبصرف النظر عن ركاكة الصياغة وخيابة المضمون، وما فيه من فرض الوصاية، فإن مقدم البرنامج سأل سؤالاً محدداً وواضحاً فشل فى الإجابة عليه الكاهن الضيف «ما إذن معايير الحشمة إذا كانت البلوزة والبنطلون رداء غير المحتشمات؟!» وفشل الكاهن وظل يردد كلاماً عجيباً لا علاقة له بموضوع الحلقة !!

وحسناً كان قرار البابا بإيقاف الكاهن حتى لا يتورط أحد من «الاكليروس» فى تكرار تلك المشاركات دون جاهزية معرفية أوثقافية أوحتى روحية للأسف .. ولكن تبقى تلك الأسئلة .. لماذا لم يطلب الممثل الإعلامى للكنيسة المداخلة والإجابة على الأسئلة المطروحة ـ بدلاً من إعلان الغضب على البرنامج ومقدمه، وبدلاً من الاكتفاء بعمل مداخلات على قنوات دينية مسيحية للرد «ويا ريته مارد فقد مثل الرد امتداداً فقط لكلام الكاهن الضيف»!!

لماذا لم يتم إيقاف نيافة الحبر الجليل صاحب الأمر الكنسى سبب المشكلة أصلاً، وصاحب التصريح الشهير بدعوة البنات المسيحيات بالتعلم من أخواتهن المحجبات وكأن بنات كنيسته بتن «كاسيات عاريات »، وعليه كانت المظاهرات منذ عامين فى صحن الكاتدرائية بطلب اعتذار المطران، ولكنه وبعناد رهبانى عتيد أصدر فرمانه الأخير لإعلان غضبه من البلوزة وأحمر الشفايف!! هو صحيح وبجد إعلام الكنيسة حصل على شهادة «الأيزو» طيب «أمارة» واحدة للنجاح!! ... لقد طالعنا الخبر التالى .. «حصل المركز الإعلامى للكنيسة القبطية على شهادة « الأيزو» 9001 فى حفل نُظم بمقر المركز فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية،، حضره البابا تواضروس الثانى، والقس بولس حليم المتحدث الرسمى باسم الكنيسة، ومن جانبه، أعرب قداسة البابا تواضروسالثانى، عن شكره للجهة المانحة لشهادة الأيزو، وقدم الشكر للقس بولس حليم والفريق المعاون له، وقال إن المركز أول مؤسسة تحصل على الجودة، داعيًا كل مؤسسات الكنيسة للسعى إلى الحصول على شهادة الجودة»!! والله لها حق الكاتبة «جاكلين جرجس» عندما كتبت مقالاً على الموقع الإلكترونى المهم «المصريون متحدون» وكأنها تقدم اعتذاراً عن أنوثتها عندما ذكرت القارئ بترديد المواطن اليهودى لعبارة «شكرا يا إلهى لأنك ما خلقتنى امرأة»