رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سعد الدين والعك المهنى


لما نكون فى زمن نُطلق فيه على أحدث السجون «سجن المستقبل»، ولما «سيناء» أرض الفيروز تكون اسم لعلبة سجاير، ولما «العبور» الأكتوبرى العظيم نخلده على علبة جبن مع احترامى وتقديرى لدور السجون وأهمية الدخان للمدخن المسكين وروعة الجبنة المصرية ساعة الاصطباحة فليس غريباً ولا مستهجناً أن نتابع على جرائدنا المستقلة والفضائيات وبرامجها الحوارية حواديت أخوة الإخوان ومنهم وفى الصدارة د.سعد الدين إبراهيم «حوارات وتصريحات ومقالات» العراب العملاق لحبايبنا ونور عيوننا «إخوان الخير» وجماعات السلام الملائكية ، فى مهمة ما أروعها فيما وراء القصد النبيل والوطنى، لتعود أزمنة الوئام «الساداتية» و«المباركية» و«المرسية» ولنصنع ونصيغ من جديد حالة اندماج وطنية يعود فيها الإخوان فى شراكة حقيقية معكل أبناء الوطن، ما دمنا جاهزين لدفع ضريبة الدم مقابل تحقيق ناموسهم الخالد «يا نحكمكم يا نموتكم»!!!

يقول عراب المصالحة التاريخية رداً على سؤال: هل مصالحة الإخوان ضرورة؟ «نعم، فهى شىء ضرورى الآن، وعاجلاً أو آجلاً لا بد أن يحدث، لأنه من واقع اعترافاتهم هناك 700 ألف إخوانى أقسموا يمين الطاعة للمرشد على مدى سنوات، ولك أن تتخيلى أسرهم وأصدقاءهم، هكذا يصل العدد لـ3.5 مليون شخص، ومن غير الوارد إنسانياً أن يُعدموا أو يتم التخلص منهم، لا بد من استيعابهم، والإخوان مرحبون بالمصالحة وعندهم قدر كبير جداً من حب الاستطلاع لردود الفعل على مبادرتى، وكانوا يشجعوننى على تجديد المبادرة كل فترة، فمشايخهم الآن فى السبعينيات من أعمارهم ويريدون العودة لوطنهم للموت بين أهلهم وفى وطنهم» … ويضيف «موزة تعلمت فى «المعادى» وتحب مصر جداً..» وعن شباب الإخوان وموقفهم قال الباحث الكبير «نعم، الشباب يريد الانتقام، لكن مع طول فترة بقائهم بالخارج فإن الأمور ستتغير وفرص المصالحة ستزيد...» أى والله إنه كلام الرجل قاله بكل أريحية... هو يوجه رسائل إخوانية مقيتة تهدد وتتوعد «إما المصالحة أو سلسال الدم فى الشوارع سيزداد»، ويبشرنا بموافقتهم على التصالح الضرورة!!

ولا تكتفى الجريدة بحوار تجارى للبيع والتوزيع مضمون الزبون المحروق دمه، وإنما تسبقه دعاية وفرحة بإنجاز صحفى عبقرى، بل يبادر الشخصية الثانية فى الجريدة والذى لا تغادر صوره الصفحة الأولى وهو بحق نجم الكتابة التنويرية الهادفة فى الفترة الأخيرة، يبادر سيادته بالرد على العراب مفنداً أسانيده الإخوانية البشعة، طيب يا سيدنا أما كان الأولى بك أن توجه نقدك إلى جريدتك التى تسهم فى دعم رسالة الخيبة والندامة؟.. ويبقى السؤال يا جريدتنا العجيبة: هل تعتبرون رسالة العراب ومانفيستو التصالح الذى يطرحه مجرد وجهة نظر قابلة للحوار والأخذ والرد مهما كان أمر تلك المصالحة مهيناً لكرامة وطن وشهيد ورئيس ونظام وشعب يتابع كل صباح جرائمهم؟!

ألا تدرك جرائد وفضائيات المتاجرة بشخوص المصالحات وأطروحاتهم أننا فى معركة حقيقية ليست مع الإرهابيين ورسل الندامة ولكن مع «الإرهاب الفكرة والتنظير».. إن دماء الشهداء تستصرخ بقايا النخوة الوطنية فى عروقكم ، كفاكم تعذيباً لأهالى الشهداء، كفاكم متاجرة بحروف السلام الاجتماعى، ما معنى حوارات الخيبة والندامة وجيشنا العظيم وشرطتنا المناضلة يقدم رجالهم ذبائح الفداء على مذابح الوطن يا إعلام الزمن الصعب ؟!!