رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سراج الدين: المتغيرات العاصفة التي ألمت بالمنطقة تفرض علينا الوعي بمستقبل المجتمعات العربية

جريدة الدستور

أكد الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، أن المتغيرات العاصفة التي ألمت بالعديد من دول المنطقة في السنوات القليلة الماضية تفرض علينا ضرورة الوعي بمستقبل المجتمعات العربية، والأجيال القادمة الشابة الذين يشغلون غالبية سكان المنطقة العربية.

وأشار سراج الدين-خلال كلمته اليوم الإثنين، في افتتاح أعمال مؤتمر مستقبل المجتمعات العربية... المتغيرات والتحديات، والذي تنظمه وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية- إلى أن الكثير من دول العالم، وبخاصة أوروبا تأثرت بشدة من التحولات التي تشهدها دول المنطقة العربية، وشدد على أن السؤال في المستقبل ضرورة بحثية، ونزوع تلقائي في الوقت الراهن حتى بالنسبة للمواطن العادي، وهو كذلك هم ثقافي، ينشغل به المثقفون والباحثون المعنيين بوضع تصورات لتطوير المستقبل.

وأكد مدير مكتبة الإسكندرية، أهمية أن نكون واعين بطبيعة التغيرات والتحولات المصيرية التي شهدتها المنطقة العربية في بنيتها الاجتماعية والثقافية، باعتبارها امتدادا لتاريخ هذه المجتمعات من ناحية وجزء من التحولات الأعمق التـي تلف العالم من ناحية أخرى، وهو ما يضاعف من التحديات أمام المجتمعات العربية التـي لا زالت في جدل عميق، ومخاض تحولات صعبة تتعلق بموقعها في العالم اليوم، في الوقت الذي لا تزال فيه التساؤلات حول الهوية، والحرية، والتنمية، والعدالة الاجتماعية، والديمقراطية تحتاج إلى إجابات معمقة.

وقال إن الخوض في مسارات المستقبل يجب أن يقترن بإرادة حرة نحو إعادة تشكيل الحاضر الذي يعج بالأزمات من خلال امتلاك رؤية سلمية وواضحة حول ماهية المستقبل الذي نريده ، لافتا إلى أن المستقبل الآن هو ساحة الصراع، كل تقدم تكنولوجي وتطور فكري وكل التحولات الاقتصادية والثقافية الحادثة في العالم هي مقدمات بسيطة للاتجاهات الكبرى التـي ستشكل العالم في المستقبل الذي لم يعد محل انتظار بل موضع تحقق يومي.

وأكد سراج الدين، أنه بالرغم من مشاركته في العديد من الفعاليات العلمية الدولية ومواكبته للتطور العلمي إلا أنه لا يزال منبهرا بسرعة التطور الذي لحق بالأوضاع العلمية والتكنولوجية العالمية، مشيرا إلى أن الاكتشافات تتوالى وعلينا أن نلاحقها، وان هذه التغيرات آتية وستصل لكل مجتمعات العالم، وعلينا أن نعرف كيف سيتعامل العالم العربي مع هذه التطورات وتأثيراتها.

وقال إن النظرة إلى المستقبل ينبغي أن تتسم بالكلية والشمولية، فالمستقبل بطبيعته لا يتعلق بجانب واحد من جوانب الظاهرة دون الآخر، فهو إدراك كلي تستدعي الإحاطة به نقاشات موسعة ومستمرة تجمع العلماء والباحثين من كافة التخصصات والمشارب والخلفيات لبناء تصورات حول المستقبل وكيفية تحقيقه حاليًّا والعبور إليه لاحقا .

وقال سراج الدين إن مؤتمر مستقبل المجتمعات العربية يعتبر تتويجا للمساعي الدؤوب التـي تبذلها مكتبة الإسكندرية لإفساح المجال أمام الدراسات المستقبلية باعتباره الحقل العلمـي الذي ينبغي تركيز جهودنا المعرفية عليه لاستغلال الرؤى والمناهج والأفكار التـي يطرحها من أجل صياغة خطاب مستقبلي خاصة بالمجتمع المصري والثقافة العربية إزاء العالم.

وشدد سراج الدين في الختام على أن المكتبة بما تتيحه من حرية فكرية وانفتاح ثقافي وما تذخر به من طاقة شابة ستكون دائمًا في مقدمة المؤسسات التي تعنى بالمساهمة الجادة في صياغة المستقبلات العربية لوضعها على خريطة تحولات العالم.

وبدوره، قال الدكتور خالد عزب؛ رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية، إن المؤتمر- يستمر على مدى أربعة أيام- يشارك فيه أكثر من 50 خبيرا وباحثًا عربيًا وأجنبيا، من مصر وتونس والجزائر والبحرين والسودان والمغرب والأردن وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، لمناقشة أزمات المجتمعات العربية القائمة ووضع سيناريوهات لتطور وإمكانية حلها على أسس نقدية ومستقبلية.

وأشار إلى أن المركز المصري لبحوث الرأي العام بصيرة قد أطلق تطبيقا مجانيا خاص باستطلاعات الرأي العام، يتيح الحصول على المعلومات في صورة نسب ورسوم بيانية.

وأضاف عزب، أن هذا التطبيق سيستخدم لأول مرة خلال المؤتمر للتعرف على آراء المشاركين في المؤتمر ومقترحاتهم لموضوعات المؤتمرات القادمة، وسوف يتم الإعلان عن نتائج هذا التطبيق في نهاية المؤتمر.