رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصور.. فى ذكرى تحرير سيناء.."المكايدة السياسية وأعلام السعودية والتأييد" يتصدرون المشهد.. والمعارضون مطاردون .. ومحامٍ: تفتيش الهواتف غير قانوني

جريدة الدستور

في الخامس عشر من إبريل الجارى، تظاهر عدد من الأحزاب والحركات السياسية والنشطاء الرافضين للاتفاقية ترسيم الحدود والتى نصت على تبعية جزيرتي "صنافير وتيران" للمملكة العربية السعودية، وتجمعوا أمام مقر نقابة الصحفيين بوسط القاهرة.
استمرت التظاهرات حتى المساء، وانتهت بوصول خالد على المحامى الحقوقي ومرشح رئاسة الجمهورية السابق، والذى طلب من المتظاهرين الرحيل على أن يكون التجمع يوم 25 إبريل في ذكرى تحرير سيناء، وبالفعل بدأت التظاهرة فى التفرق.
وبدورها استعدت قوات الأمن خلال الأيام الماضية للتظاهرة المرتقبة، حيث ألقت القبض على عدد من النشطاء سواء من على المقاهى أو في منازلهم، كما نفذت عمليات ضبط عشوائية في الشواع، ما تسبب فى حالة كبيرة من الجدل، وصولًا لليوم، حيث أغلقت كل المداخل المؤدية لميدان التحرير ونقابة الصحفيين والميادين الهامة بوسط القاهرة، ومنعت المعارضين من الدخول.
وعلق المحامى أحمد خميس لـ"الدستور" على تفتيش الأمن للهواتف والأجهزة المحمولة للمارة والتظاهرين، بأنه لا يستند لأى نص قانونى، وهو انتهاك صريح للدستور الذى يحمى حقوق المواطنين والحرية الشخصية، حيث ينص على أن "حرية وحرمة الحياة الشخصية مصانة ولا يجوز تفتيشها إلا فى حالة التلبس مع عدة ضوابط"، بما يعنى أن الهواتف والأمور الشخصية مصونة من التفتيش إلا فى حالة التلبس أو وجود إذن قضائي، مؤكدًا أنه في جميع أحوال الاشتباه لا يعطى الحق في تفتيش أغراض المشتبه فيه الشخصية، التى لايتصور أن يتواجد فيها مثلًا سلاح نارى أو ألة حادة أو سلاح أبيض مثل الهواتف وغيرها، ولكن للأسف الاشتباه ليس له ضوابط واضحة وهو أمر يرحع لمأمور الضبط،
موضحًا أنه فى العموم أغلب المشتبه بهم يكونون من أصحاب السوابق أو أشخاص وضعوا أنفسهم فى موضع الشك والريبة كالتواجد أمام أحد المحلات فى ساعات متأخرة من الليل، وهو أمر يقدره مأمور الضبط ويقوم بعملية الاستيقاف والتى تكون بقدر الحالة".
وعلى الوجه الآخر، سُمح للمحتفلين بذكرى تحرير سيناء والمؤيدين لاتفاقية ترسيم الحدود، بالتظاهر فى الميادين، وهو ما نقلته وكالات الأنباء العالمية مثل الـ"بى بى سى" وغيرها، حيث قالت "أورلا جورين"، مراسلة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن قوات الأمن المكلفة بتأمين محيط ميدان التحرير أوقفت سيارة فريق عمل "BBC" الإنجليزية، ولم تسمح لهم بدخول ميدان التحرير أو الوصول إلى مقر نقابة الصحفيين، وأكدت من خلال مجموعة من التغريدات بالإنجليزية ترجمتها إحدى الصحف، أن قوات الأمن تسمح فقط للمتظاهرين المؤيدين للرئيس السيسي بالمرور بينما تعترض أي تظاهرة أخرى.
وعلى أنغام "تسلم الأيادى" وتحت ظلال أعلام المملكة العربية السعودية احتفل بعض المواطنين المصريين بذكرى تحرير سيناء، وأيدوا الاتفاقية الخاصة بنقل تبعية جزيرتى "صنافير وتيران" للمملكة، واضعين البيادة العسكرية فوق رؤوسهم، فى إشارة منهم لتقديرهم العميق لدور القوات المسلحة فى حماية البلاد.
وتسائل المواطنين عن سبب السماح للمؤيدين والمحتفلين بالتواجد فى الميادين وهو ما يشكل خرقًا القانون رقم 107 لسنة 2013 الخاص بتنظيم التظاهر، والذى يُلزم منظمي المظاهرات بإبلاغ السلطات قبل ثلاثة أيام عمل على الأقل من موعدها، ولوزير الداخلية أن يقرر منع المظاهرة إذا كانت تشكل تهديدًا للأمن، وهو ما طبقه الأمن بشكل حازم على المعارضين للاتفاقية.
وقال المحامى أحمد خميس، إنه حال عدم وجود تصاريح مع المظاهرين المؤيدين اليوم في الميادين المختلفة، ولم تفرقهم قوات الأمن، كما فعلت مع المعارضين، فهو من قبيل إساءة استخدام السلطة، إذ يجب أن تتم المعاملة بالمثل ويطبق القانون على الجميع.
وعلى جانب المعارضين للاتفاقية، انطلقت تظاهرات اليوم، محاولةً الوصول لمقر نقابة الصحفيين للتجمع أمامها، إلا أنهم فوجئوا بالتشديدات الأمنية التى طالت المتظاهرين والمارة بالشوارع، وتمثلت في تفتيش عشوائى، وفض مظاهرة تجمعت بميدان المساحة في الدقى بغرض التوجه لنقابة الصحفيين بقنابل الغاز، وألقت القبض على بعض المتظاهرين والصحفيين وفريق عمل قناة فضائية، وتم الإفراج عنهم بعد ذلك.
ومن قبيل ما يمكن أن يعرّف بـ "المكايدة السياسية" والأعمال الاستفزازية ظهر بعض المحتفلين والمؤيدين للاتفاقية على سلالم نقابة الصحفيين "صاحبة الجلالة" والمعروفة بأنها قبلة لكل الثائرين، وهم يتراقصون على أنغام تسلم الأيادى، كما تكرر نفس المشهد فى ميدان عابدين وطلعت حرب، فى سلوك لاينم عن تعبير عن الرأى بقدر تعبيره عن المكايدة.
وظهرت السيدة صاحبة عبارة "shut up your mouse Obama" الشهيرة، فى ميدان طلعت حرب المحظور على المعارضين، رافعة علم السعودية، وقالت في فيديو متداول لها على مواقع التواصل الاجتماعي: "اللى بيقول إن الجزر مصرية .. طيب هى مصرية واحنا أديناها للملك سلمان، ولو طلب الأهرامات كمان هنديهاله"، فى سلوك سبب حالة من السخط الشديد.