رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نحو تعاون عربى فى مواجهة الإرهاب


تستعد منظمة تضامن الشعوب الآسيوية والأفريقية لعقد اجتماع لجان التضامن العربية فى شهر مايو المقبل، وتقوم اللجنة المصرية للتضامن بالمشاركة فى الاجتماع، وقد تشكل وفد من اللجنة للمشاركة فى الاجتماع المذكور، وقد عقد يوم الأربعاء 20 أبريل اجتماع تحضيرى للوفد المتوقع مشاركته فى اجتماع لجان التضامن المذكور. وقد كان الهدف من الاجتماع أولاً أن يستعد أعضاء الوفد للمشاركة بالتعرف على المعلومات المتيسرة حتى الآن عن الاجتماع مثل توقيت الاجتماع وموضوعاته الرئيسية ومكان الانعقاد، وأى معلومات أخرى.

للحقيقة فإن كثيراً من المعلومات السابقة لم تتحدد بعد، حيث المكان لم يتحدد بعد، وربما تحدد الموضوع الرئيسى وهو الإرهاب، لكن باقى الموضوعات لم تحدد بعد، وقد تطرق الحاضرون فى الاجتماع إلى كثير من الموضوعات بما يعكس حال الشعوب العربية وما تعانيه، والخلافات بين بعض الدول، وهو أمر ليس بغريب وقد تطرق الحديث إلى الأزمة السورية والقضية الفلسطينية، والصراع الدائر فى اليمن، والأوضاع فى ليبيا وأثرها على الدول المجاورة، وأزمة سد النهضة وأثرها، والاختلاف بين الموقف المصرى والسودانى، والموقف السودانى الأخير حول مثلث حلايب وشلاتين وكيفية معالجة المواقف فى اجتماع لجان التضامن.

ورغم أهمية الموضوعات الكثيرة السابق ذكرها إلا أنه بقى موضوع مكافحة الإرهاب هو الموضوع الرئيسى، وقد تطرق الحديث إلى جوانبه المختلفة فأحد الجوانب يتعلق بدراسة جذور الظاهرة ومظاهرها، وتطورها، بينما تطرق الحديث فى الجانب الآخر إلى كيفية معالجته خاصة على الجانب الشعبى وبالتالى دور اللجنة المصرية للتضامن المأمول والممكن، وهنا برز السؤال عن تعريف الإرهاب ومتى ينطبق على الحالة ومتى لا ينطبق، وقد تطوع البعض لعرض تصوره لكيفية معالجة موضوع الإرهاب. ولا شك أنه كان هناك فى ذهن البعض سؤال حول قرارات جامعة الدول العربية باعتبار حزب الله منظمة إرهابية، وتبعتها قرارات بقطع العلاقات مع لبنان واستدعاء مواطنى دول الخليج الذين كانوا موجودين فى لبنان، وسحب السعودية مساعدتها العسكرية للبنان، رغم ما صدر عن الحكومة اللبنانية بتكليف رئيس الوزراء بمعالجة الموقف مع المملكة العربية السعودية. وقد كان واضحاً منذ البداية أن لبنان لا يستطيع أن يوافق على قرارات الجامعة وقبلها اجتماع وزراء الداخلية العرب باعتبار حزب الله تنظيماً إرهابياً، حيث إن الحزب جزء من الوزارة.

ولكن هذا أيضاً أثار السؤال عن علاقة الإرهاب بالمقاومة، حيث يذكر أغلبنا، وربما كلنا، كيف اعتبرنا كلنا حزب الله الممثل البطولى للشعوب العربية فى تصديه للعدوان الإسرائيلى عام 2006 وما أنزله بالقوات الإسرائيلية من خسائر، وكيف حفظنا أسماء مواقعه فى بنت جبيل ومارون الراس ومرج عيون وغيرها. أما أهمية مناقشة السؤال فترجع إلى أن الاحتلال والعدوانالإسرائيلى ما زالوا قائمين، وأن العدو ظل محتلاً لأراض عربية فى الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية وأن كل الطرق السلمية قد فشلت فى إنهاء الاحتلال المذكور، وأن الحديث عن وصف عناصر المقاومة بالإرهاب يعنى فرض التسليم على شعوب عربية تحتل إسرائيل أرضها، فما الحل؟

أظن أننا يجب أن نضع فوارق بين المقاومين والإرهابيين، وأن تلتزم عناصر المقاومة بالعناصر الفاصلة بينها وهنا يجب أن تلتزم قوى العدوان بذلك، وهو ما يتطلب تحديد الفوارق، ثم مطالبة الآخرين باحترامه، وأن نوضح موقفنا على ضوء هذه المبادئ، خاصة وأن قوى العدوان كانت قد توصلت إلى مخرج بأن أعلنت إدانتها «للإرهاب مهما كانت صوره ودوافعه»، وبالتالى أصبحت كل عناصر المقاومة إرهابية وفقاً لهذا القرار، وقد ساعدها على ذلك تورط بعض المنظمات المعروفة بالمقاومة فى أعمال خارج نطاق المقاومة، مثل منظمة حماس الفلسطينية وأعمالها فى مصر، كما أن حزب الله تورط فى قضية فى مصر فى محاولة للتعرض للملاحة فى قناة السويس بما يشكله من زعزعة لاستقرار مصر، كما أن عناصر إرهابية أخرى فى اليمن وليبياوالسودان نفذت أعمالاً إرهابية هناك.

لذا فقد اقترب المفهوم فى اجتماع اللجنة المصرية للتضامن من أن المقاومة يجب أن تقتصر على مهاجمة قوى أجنبية وأن توجه أعمال المقاومة إلى قوات الاحتلال وتجنب المساس بعناصر غير عسكرية إلا فى حال الدفاع الشرعى عن النفس، وأن تبتعد عناصر المقاومة عن الأهداف غير العسكرية حتى ولو لم يلتزم الجانب الآخر، وهو ما لم يتفق عليه بعد، لكن هذا قد يكون المخرج الوحيد الذى يؤمل فى قبول القوى الدولية له للاعتراف بحق المقاومة وإعفائها من وصمها بالإرهاب. وفى هذه الحالة يمكن أن ندعو إلى إنشاء نظام عربى لمواجهة الإرهاب.