رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

‏«السيسي» يلقى الكرة في «ساحة البرلمان».. ويَعد بإلغاء عقوبة «ازدراء الأديان».. وخبراء: الدولة ‏تحاول إصلاح القصور القانوني.. وحديث الرئيس عن مبارك امتداد للصراع مع الدولة العميقة‏

جريدة الدستور

اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع عدد من المثقفين والكتاب، بمقر رئاسة الجمهورية في مصر ‏الجديدة، حضر اللقاء الدكتور حلمي النمنم، وزير الثقافة؛ لمناقشة مختلف القضايا السياسية والثقافية ‏والاقتصادية والاجتماعية. ‏

كما حضر اللقاء، نحو 24 شخصًا، أبرزهم الكتاب: "يوسف القعيد، وأحمد عبدالمعطي حجازي، ومحمد ‏سلماوي، ويوسف زيدان، وفريدة النقاش، وإقبال بركة، وعبدالله السناوي، ووحيد حامد، وضياء رشوان، ‏وفاروق جويدة، وصلاح عيسى، وجلال أمين". ‏

وقال السيسي، خلال اللقاء، إنه لا أحد يستطيع البقاء في موقع الرئاسة أكثر من الفترة المقررة، موضحًا أن ‏الثورتين الماضيتين لهما آثار إيجابية وسلبية، لكن البعض يغفل الآثار السلبية ووجود ثمن لها.‏

وقال الإعلامي يوسف الحسيني، إن المثقفين، طلبوا خلال اللقاء من الرئيس إصدار عفو رئاسي، عن ‏الكتاب المحكوم عليهم بالحبس، مثل فاطمة ناعوت، وإسلام البحيري، وأحمد ناجي.

‎‎وأوضح أن رد الرئيس على طلب العفو الرئاسي، كان مفاجئًا للحاضرين، حيث قال إنه من الأفضل أن ‏نصدر قانونًا يلغي مثل هذه العقوبات.‏

وفي هذا الصدد شددت، داليا زيادة، الناشطة الحقوقية والسياسية، على أهمية إصدار مثل ذلك القانون، ‏لإلغاء العقوبات التي تمنع حرية الإبداع، تحت مُسمى ازدراء الأديان، موضحة أن الكثيرون اتهموا الدولة ‏وقتها بالقمعية وأنها تحارب حرية الرأي وتلاحق المعارضين.‏

ولفتت، إلى أن اللقاء بالأمس، كان خطوة مهمة لوضع النقاط على الحروف فيما يخص حالات القبض ‏الأخيرة على المثقفين، ودلالة على محاولة الدولة لإصلاح القصور القانونية والدستورية بالتعاون مع ‏تشريعات البرلمان، التي تعطي الشرعية لأي قانون يصدره الرئيس.‏

وشددت على ضرورة مواجهة تعدي البعض على الدين بالحوار والمنطق، وليس بالحبس والإرهاب، ‏حتى ‏نغلق الباب في وجه من يستغل هذه المادة لحبس المعارضين له، الأمر الذي يتنافى مع أسس حرية ‏الرأي ‏والديمقراطية التي ننادي بها منذ ثورة 25 يناير.‏

وأشاد أحمد بهاء شعبان، عضو حركة كفاية السابق، بإصدار مثل ذلك القانون،؛ لأن العفو الرئاسي عن ‏بعض الحالات لا يجدي، فلا بد من منع هذه العقوبات من أساسها، لاسيما مادة ازدراء الأديان التي تتميز ‏قوانينها بأنها فضفاضة ومطاطة، وتستخدم في بعض الأحيان فيما يضر ولا يفيد.‏‎

‎ وأشار إلى أن هذه المادة، تحول الدين الإسلامي، إلى سجان ينتظر أي هفوة ليطيح برؤوس الجميع، ‏رغم ‏أن الدين الإسلامي لم يفرض نفسه بالعنف أو التخويف، موضحًا أن المادة تعاقب كل من يبوح ‏بفكره ‏واجتهاده الشخصي، وتصوراته الدينية، رغم أن الرد السليم عليه لا بد وأن يكون بالحجة والمنطق ‏من قبل ‏علماء الأزهر، واستخدام المادة دليلًا على ضعف الحجة.‏

وأكد مروان يونس، عضو الأمانة العامة لحزب "مستقبل وطن"، أن البرلمان سيعكف على إصدار مثل ذلك ‏القانون، في حالة توجيه الرئيس له، مشيرًا إلى أنه كان ضرورة ملحة، لأن العفو الرئاسي بمثابة مُسكن ‏وليس علاج فعال.‏

وأشار جمال أسعد، الخبير السياسي، إلى أن لقاء السيسي بالمثقفين يبشر بالخير، موضحًا أن إصدار مثل ‏ذلك القانون؛ جاء لاحتواء الاحتقان المجتمعي المتصاعد بسبب إصدار أحكام على المثقفين والمبدعين ‏تحت زعم ازدراء الأديان. ‏

وشدد على ضرورة أن يصدر البرلمان مثل ذلك القانون، وإلغاء المادة 89 الخاصة بازدراء الأديان، حتى ‏لا تتكرر حالات حبس المثقفين، مشيرًا إلى أن الحوارات المجتمعية التي يقوم بها الرئيس لا بد وأن كل ‏الآراء المؤيدة والمعارضة، حتى يحدث نوعًا من التوافق الوطني.‏

وأكد الكاتب الصحفي، عبد الله السناوي، أن السيسي، أخبر المثقفين، خلال لقاءه معهم، أن الرئيس ‏المخلوع حسني مبارك، خرب مؤسسات الدولة، بقوله: "دا جابها الأرض".‏

ونقل السناوي في حواره ببرنامج الحياة اليوم، المذاع على شاشة الحياة، مناشدة السيسي للمثقفين بالتعاون ‏معه لإصلاح ما أفسده نظام مبارك، موضحًا أن الرئيس أكد على أنه يقبل النقد، ويعلم جيدًا بأن مصر في ‏حالة انحطاط.‏

وفي ذلك الصدد، أكدت زيادة، أن الصراع على الدولة العميقة لم ينته بعد، فهناك عدة محاور عمل عليها ‏الرئيس السيسي من أجل محاربة فلول نظام مبارك وتيار جماعة الإخوان، مشيرة إلى أنها ليست المرة ‏الأولى التي يتحدث فيها السيسي عن مبارك.‏

ورأى أسعد، أن حديث السيسي الدائم عن خراب مبارك، محاولة منه لإثبات أن الأزمات والمشاكل الحالية ‏هي موجود ومتوارثة منذ عهد النظام الأسبق، موضحًا أن كل نظام يعيش في صراع الدولة العميقة مع ‏الأنظمة التي تسبقه.‏