رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يا أتباع مذاهب العالم.. توافقوا


هل استشعرت كنيستنا العتيدة الحرج، وراعيها الأكبر يترأس الصلاة على جثمان الدكتور بطرس بطرس غالى الرمز المصرى العالمى، وهو الذى وصفه قداسة البابا تواضروس الثانى بأنه أحد صناع السلام، وذكر مشيعيه فى كلمته الرائعة عقب الصلاة عليه بآية «طوبى لصانعى السلام»؟... وسؤال يأتى بعد أن اشتعلت وسائط الميديا بحدوتة أن الراحل العظيم كان زوجاً لسيدة يهودية وتنتسب لعائلة يهودية «وهم من أنكروا المسيح وقدموه للصلب»..؟! ومن يطرحون السؤال، يذكرون الكنيسة بعروسى الصعيد ضحايا حادث اختناق بالغاز، وكيف تم رفض الصلاة عليهما لاختلاف مذهبيهما عن المذهب الأرثوذكسى، وقبلها أحداث مماثلة لراحلين أرثوذكس، وأحدهم كاهن اعتبروه خارجاً على التعاليم الأرثوذكسية.. لقد فعلت الكنيسة عين الصواب تكريماً لرمز مصرى ووطنى أصيل، وغير ذلك من الأحداث السابقة هو مايحتاج إلى مراجعة.. ومن منا لا يتذكر حادثة مقتل «حسن شحاتة» القيادى الشيعى البشع وغير المسبوق، وكان بيان الأزهر الذى استنكر هذا العمل، ووصفه بأنه عمل إجرامى، حيث: «أكد فيه فزعه لتلك الأحداث التى وصفها بالدموية، مؤكدًا أن هذا العمل الإجرامى الذى وقع من البعض من أكبر الكبائر، وأشد المنكرات التى يُحرمها الشرع الحكيم، ويُعاقب عليها القانون، ويحرمها الدستور». وأكد الأزهر حرمة الدماء، وأن الإسلام ومصر والمصريين لا يعرفون القتل بسبب العقيدة أو المذهب أو الفكر، وأن تلك الأحداث غريبة عليهم!!.. وحينها أعلن البعض غضبه، وسألوا «أين كان فزع الأزهر عندما كان هذا الزنديق يسب الصحابة وأم المؤمنين عائشة رضى الله عنها بأقذع العبارات، والتى يستحى أن يتلفظ بها سوقة الناس وخريجو الخمارات وبيوت الدعارة ؟ فلا ندرى هل يعتبر سب الصحابة جريمة عند الأزهر أم ماذا؟! وهنا أيضاً، حسناً فعل الأزهر برائع بيانه، وما أثير من علامات استفهام هو ما يحتاج لمراجعة وتبيان.. وأذكر بتلك الخلافات المذهبية، وأنا أتابع الخبر التالى المنشور على صفحات أهم المواقع المسيحية «الأقباط متحدون منذ أيام أعرض جانباً منه نصياً لفرط سعادتى به.. البيان المشترك للبابا فرنسيس والبطريرك كيريل، بطريرك موسكو وسائر روسيا» 1 ــ بإرادة اللّه الآب، منبع كل خير، وباسم ربنا يسوع المسيح وشفاعة الروح القدس المعزى، نحن، البابا فرنسيس والبطريرك كيريل، بطريرك موسكو وسائر روسيا، التقينا اليوم فى هافانا. نشكر الرب المُمجد فى الثالوث على هذا اللقاء وهو الأول من نوعه فى التاريخ. التقينا، بفرح، كأخوَين فى الإيمان المسيحى يلتقيان «للتحدث بصوت حيّ» ومن القلب إلى القلب ومناقشة العلاقات الثنائية بين الكنيستَين والمشاكل الأساسية التى يواجهها المؤمنون وآفاق نمو الحضارة البشرية. ٢ ــ عُقد لقاؤنا الأخوى فى كوبا، ملتقى الشمال والجنوب والشرق والغرب. ونوّجه من هذه الجزيرة، رمز آمال «العالم الجديد» والأحداث المأساوية فى تاريخ القرن العشرين، كلامنا إلى جميع شعوب أمريكا اللاتينية والقارات الأخرى. ونعرب عن بالغ سرورنا لكون الإيمان المسيحى ينمو هنا بصورة ديناميكية. يُبشر المخزون الدينى القوى فى أمريكا اللاتينية وتقليدها المسيحى العلمانى المتجسد فى التجربة الشخصية لملايين الأشخاص، بمستقبل كبير لكل هذه المنطقة. ٣ ــ وبما أننا التقينا بعيداً عن نزاعات «العالم القديم» السابقة، نشعر، بقوة كبيرة، ضرورة العمل المشترك بين الكاثوليك والأرثوذكس، المدعوين، بلطف واحترام، إلى نقل الرجاء الساكن فينا إلى العالم.. وللحديث بقية.