رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا .. لترشيحات الكنيسة لنواب التعيين


جاء بمقالى السابق بذات المربع بعنوان «لقد هلك شعبى من عدم المعرفة» الإشارة إلى جهود جماعة مجتهدة من أقباط مصر من أصحاب الرأى والكتاب المعنى معظمهم بحلم تطوير الإدارة الكنسية بما يتوافق مع متغيرات الواقع ومتطلباته.. بعد أن التئموا تحت مسمى «التيار العلمانى» .. .

... هؤلاء كتبوا ونبهوا ما تكاسلوا .. قالوا فى المنتديات، ونظموا المؤتمرات، وواجهوا وما خشوا فى قول الحق لومة لائم.. لبوا كل دعوات المشاركة فى تطوير الخطاب الدينى، وانضموا لجماعات مناهضة التمييز، وما غابوا عن صفحات الرأى والكتابة فى مجال إصلاح منظومات ودوائر عمل مؤسستهم الدينية العتيدة لأنهم آمنوا بأهمية تفعيل دور الكنيسة المصرية الروحى والوطنى، وأكدوا على أهمية انعكاس ذلك الدور فى دعم مفاهيم السماحة والانتماء والمواطنة ونبذ التعصب، ومناهضة الفساد المالى والإدارى، والدور التنويرى فى تشكيل وجدان الشباب ..

وأعتقد أن وجود «التيار العلمانى» قد كان من بين أهم التيارات التى دفعت شباب الأقباط للخروج من عباءة ووصاية الكنيسة على قراراته السياسية والاجتماعية إلى فضاءات الوطن لينضم لجميع قوى المجتمع التى كانت تغلى رافضة تكبيل الحريات وانتشار الفساد وتخلف الخطابات الدينية والثقافية والإعلامية . رفع شباب الكنيسة رايات الدفاع عن حقوقهم فى المواطنة الكاملة والمطالبة بتفعيل قوانين مناهضة التمييز، وانضموا للشباب الثائر فى وحدة إنسانية رائعة فى ميادين التحرير لإسقاط النظام، وشاركوا إخوتهم دفع ضريبة الدم وقدموا مع أخوة الوطن ملاحم الفداء فى حب مصر... ولكن مع بداية حبرية الأنبا تواضروس الثانى وانطلاق وعوده بإصلاح البيت من الداخل، وإعلانه الترحيب بمعظم أفكار «التيار»، وماتلاها من تأييد ومباركة ودعم الدنيا كلها لقداسته، رأيناه يعلن معترف.ا أنه ماحقق سوى 5% فى العام الأول وفى العام التالى تقلصت نسبة الإصلاح كمان وكمان، وبالفعل تجددت مواقف الكنيسة التقليدية، واستمر قادتها الروحيون فى لعبة تمثيل الأقباط سياسياً بشكل أكثر ضراراً بالمواطن المسيحى وبالوطن بشكل عام، ورأينا الكنيسة تنضم لفريق كتابة «خارطة المستقبل» وكان يمكن الاكتفاء بإعلان موافقتها كمؤسسة دينية على إسقاط دولة الإخوان، ثم وفى موقف أسوأ تمثل عموم أقباط مصر فى لجنة الخمسين لوضع دستور مصر الجديد وليس بصفتها مؤسسة دينية ولكن لتمثيل عموم الأقباط أيضاً، وكانت الخيبة التقيلة التى أفصح عنها الدكتور « أبوالغار» بقوله بالمفاجأة التى فجرها ممثل الكنيسة بموافقته على طرح «حزب النور»، وكيف كانت مواقف الكنيسة محرجة لكل المتعاطفين مع إقامة الدولة المدنية، ويكفى تصريحات «البرهامى» نائب الدعوة السلفية، وإعرابه لمريديه عن سعادته لنجاح حزبه فى الضحك على الأقباط والليبراليين والعلمانيين وفق وصفه، وتمرير كل المواد التى تحقق نجاحات أهداف حزبه الدينى، وكمان بعد كل ده يخرج ممثل الكنيسة فى لجنة الخمسين «الأنبا بولا» ليعلن بكل سعادة « لقد تعاملت فى اللجنة مع السلفيين وأشهد بأنهم تيار وطنى حتى النخاع»!! ورافق كل تلك الإخفاقات خسارة صوت «التيار العلمانى» بضمه لفرق التأييد والمباركات، لتفقد كنيستنا منبراً مهماً وصوتاً محترماً كان يمكن أن يكون امتداداً طيباً لجيل سابق مثله الدكاترة سليمان نسيم وسليمان قلادة وميلاد حنا والكاهن الإصلاحى العظيم «إبراهيم عبد السيد» وغيرهم..