رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وانتصرت صاحبة الجلالة


الأشجار تموت واقفة

والأقلام الحرة لاتنكسر أو تقصف حتى لو مات أصحابها

لأن الأفكار لا تموت أبدا

والكلمة لا تسجن

مهما علا سور السجن

أو بلغت قسوة الجلاد إلى أقصى مدى

وصاحبة الجلالة ستبقى شامخة طالما كان هناك من يرويها بالدم والعرق والمبادىء والقيم

كان أول أمس يوما مشهودا فى تاريخ صاحبة الجلالة ..

صفحة جديدة ناصعة من سجلات القضاء المصرى الشامخ..

صفحة تدل على وجود قضاة أحرار مستقلين فى محراب العدالة

والقضية لاتعنى عند الصحفيين الأحرارعودة رئيس تحرير لمنصبه بقوة القانون وبغصب عن السلطة، أو إبعاد آخر ، لأن الاثنين زملاء أعزاء

لكن القضية أكبرمن ذلك بكثير

هى تعنى الانتصار لحرية الصحافة

ولأن الحرية هى همنا وعرضنا الذى دافعنا عنه خلال الأيام الماضية انقل فقرات من الحكم التاريخى الذى اصدره السادة القضاة فى الدائرة الأولى بمحكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة برئاسة المستشار فريد نزيه تناغو ليكونوا بحكمهم التاريخى فى معية رموز قضائية يفخر بهم التاريخ المصرى .

• فقد اعتمد الحكم على نصوص قانونية ودستورية ملخصها أن حرية الصحافة مكفولة ،والرقابة عليها محظورة ، وانذارها أو وقفها أو إلغاؤها بالطريق الإدارى محظور ،

• والصحافة سلطة شعبية تمارس رسالتها بحرية مسؤولة فى خدمة المجتمع تعبيرا عن مختلف اتجاهات الرأى وإسهامها فى تكوينه وتوجيهه من خلال حرية التعبير وممارسة النقد ونشر الأنباء ....

• الصحفيون مستقلون لاسلطان عليهم فى أداء عملهم لغير القانون

هذه بعض نصوص ذكرها الحكم ليشير إلى التراث القانونى المصرى الذى يحمى حرية الصحافة ،

وتخلص المحكمة من العديد من النصوص القانونية والدستورية فى حكمها التاريخى الذى سيذكر بحروف من نور فى صفحات الحرية فى وجدان صاحبة الجلالة بأن:-

النظام القانونى المصرى سما بحرية الصحافة إلى أوسع الآفاق وكفلها بحسبانها المظهر الأسمى لحرية التعبير ، وبدونها تفقد حرية التعبير مغزاها وتفرغ من مضمونها ، وأن حرية التعبير لايجوز فصلها عن أدواتها ووسائل مباشرتها ، وذلك إدراكا منها بأن الأمل معقود بنواصيها لكشف أوجه الخلل والقصور تنبيها وتحذيرا وتقويما لأى اعوجاج ، ولكونها الأداة الفعالة والمؤثرة فى تكوين وتوجيه وتنوير الرأى العام ، وبحسبانها رافد من روافد الفكر والثقافة لدى الأفراد ،وإيمانا من المشرع بأن حرية الصحافة لن تكون مكفولة إلا بحماية القائمين عليها .

• هكذا دافع قضاء مصرالشامخ عن حرية الصحافة فى حكم يدّرس للجميع ، يتكئ عليه الأحرار ويرعب منه الجلادين .

نعم حكمت المحكمة بعودة الزميل جمال عبد الرحيم إلى رئاسة التحرير ورفض قرار إيقافه ،أو إقالته بمعنى أصح ،لكن المعركة لم تنته ، بل بدأت صفحة جديدة من النضال من أجل الدفاع عن حريته صاحبة الجلالة

وإذا كانت السلطة التشريعية تراقب السلطة التنفيذية وتشرع القوانين التى تنفذها السلطة القضائية عند مراقبة أعمال السلطة التنفيذية .

فالصحافة تقف على القمة تراقب الجميع متدثرة بشرعية شعبية أبدية ، لاتتبدل بتغيرالسلطان وبقضاء عادل يدافع عن حريتها إذا تغول السلطان عليها.

وإذا كان الإنسان يولد حرا ثم يكبر ومعه تكبر القيود ، فالفكر والإبداع يزدهر كلما ارتوى من نبع الحرية ...

نعم هناك محطات مهمة كانت مفصلية فى تاريخ تطورالإبداع وحرية التعبير ، خرج منها الفكر معافى حتى ولو دفع أصحابه الثمن ، والقائمة ممتدة والرموز كثرمثل المتنبى وابن رشد إلى طه حسين والشيخ مصطفى عبد الرازق إلى نصر حامد أبو زيد ... الخ

وبغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف ، تبقى حرية الفكروالإبداع مرهونة بوقوفنا و بدفاعنا جميعا عنها.

*وماحدث فى الجمهورية خلال الأسابيع الماضية اختبار صعب لحرية صاحبة الجلالة .

• هى فضيحة لنظام جاء بعد ثورة رفعت شعار الحرية ضمن شعارها الشهير عيش حرية عدالة اجتماعية ، فحاول قطع رقبة الحرية .

واختبار صعب للجماعة الصحفية .

والفضيحة لاتعالج إلا بالتراجع عن القرار.

بتنفيذ الحكم .

فإذا كان النظام قد خالف نصوص القانون عليه الآن التصحيح بتنفيذ الحكم القضائى حتى لايكون قد انتقل من مرحلة الخطأ إلى مرحلة الخطيئة.

نعم القضاء الشامخ دافع عن حرية صاحبة الجلالة ولكنه حاول فى ذات الوقت انقاذ النظام من تهمة شنيعة بأن : صاحبة الجلالة قد فقدت مصداقيتها وحريتها فى زمن الإخوان .

لكن الجماعة الصحفية مطلوب منها أن تثبت للجميع أنها تخلصت من أغلال التبعية لأى نظام الآن أو غدا ، وأصبحت صوت الشعب الخالد ، لأن عقارب الحرية لاتعود إلى الوراء.

علينا أن نثبت أن زمن التعامل مع الصحافة بأنها الهفية أو كبش الفداء لصراعات أو بالونات اختبار بين أطراف متصارعة لكل منها أجندتها الخاصة قد انتهى ...

ويبقى الاختبار الصعب أمام الجميع : -

• أمام الجماعة الصحفية عموما والصحفيين فى الصحف القومية على وجه الخصوص لأن الصحف القومية أصبحت على المحك ،والمصير تحدده الإجابة عن هذه الأسئلة :

* فهل ستواصل مرحلة تحولها إلى عالم الصحافة الحرة وتتحررمن قبضة الحكومة أم سينفخ صحفيوها فى الزبادى بعد واقعة رئيس تحريرالجمهورية ، أم أن الخوف قد انكسرإلى غير رجعة ؟!!

* هل تعود صحفنا إلى التسمية القديمة الصحافة الحكومية بدلا من القومية التى تشمل كل فئات المجتمع ويتم استبدال الرئيس محمد مرسى بدلا من مبارك ،وقنديل بدلا من نظيف ، وأحمد فهمى بدلا من صفوت الشريف ،والحرية والعدالة بدلا من الوطنى ،والشاطر وحسن مالك بدلا من أحمد عز !!!....مع الاحترام طبعا للألقاب والأشخاص .

والجماعة الصحفية بشكل عام .. هل يرضون أن تقصف أقلامهم بسبب رأى أو نشر خبر صحيح على غير هوى الحكومة أو حتى خبر غير صحيح ؟

• أما القارئ والشعب فهو فى مأزق آخر ،

فبعد أن أتهم الصحافة القومية وصحفييها بأنهم أبواق النظام وانصرف عنها أو هجرها أو هاجمها ...فهل يصمت عن مساندة صحف حاولت تغيير بوصلة انتمائها لتكون فى اتجاهه وحده ، وأن تكون لسان حاله وحده ، ومنبره للتعرف على الحقيقة ؟.

• والحكومة فى مأزق يرتكز فى الاصرارعلى عدم اصدار قانون حق تداول المعلومات والحصول عليها من مصادرها الحقيقية بشكل رسمى حتى يكون من حق الصحفى الحصول على المعلومة الصحيحة من مصادرها ، ليكون الحساب عسيرا إذا قصر فى أداء مهمته الميسرة له ، والعقاب أشد لمن كان فى قلمه مرض أو غرض !!

• اخيرا أهمس فى أذن الإخوان المسلمين لأننى اتمنى نجاحهم ليس من أجلهم فقط لكن من أجل مصرولإنجاح التجربة الديمقراطية واقول صادقا : -

• عليكم استرجاع الماضى القريب ،

نعم هاجمتكم الصحافة الحكومية بضراوة من خلال جلاديها ، لكن من ذاق الظلم لايظلم أبدا ، وعليكم تحريرها بإجلاس الأحرار على مقاعدها

بعيدا عن العبيد الذين لايفرقون بين سيد وآخر ،

وبعيدا عن العبيد الذين يعملون من أجل منصب زائف أو لقمة عيش ممرغة فى الذل

*ابتعدوا عن عينة (عبده مشتاق) المستعد لعمل أى شئ حتى يحصل على المنصب ، لأن هؤلاء يمدحونكم اليوم لأنكم أسياده وسيبيعكم غدا مع قدوم السيد الجديد.

*اعرفوا أن الذى يطرق على أبوابكم ليس هوالأفضل ، والذهب الحقيقى يحتاج لمن ينقب عنه بل و يتحايل عليه لكى يعمل فى مناخ صعب اختلط فيه الحابل بالنابل .

*ابتعدوا عن مستشارى السوء الذين أوقعوكم فى بلاوى لاحصر لها ،إما عن جهل وقلة خبرة ، أو عن سوء قصد !!

• واخيرا اقول للرئيس مرسى أنت رئيسنا جميعا ،والحكم العدل بيننا ،ولايمكن له أن تميل بميزانك نحو جهة على حساب آخرى ، حتى وإن تصورت أنها الأقوى أو تملك أدوات القوة ، لأن القوة الحقيقية فى الحق والعدل ، وليست فى السيف ، لأن السيف قد يكسر ويهزم صاحبه أما الحق والعدل فلن يهزما أبدا لأن الله قد اختارهما من ضمن أسمائه !!!

اللهم بلغت اللهم فأشهد

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.