رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ارحمونا يا أهل إعلام الجحود


من منا ينسى دور الإعلام الهائل والمتواصل بصدق مع نبض الجماهير، بل ومتقدماً الصفوف ومحفزاً لجموعهم قبل وأثناء وبعد ثورة 30 يونيه... إعلام وطنى كاشف لكل مساوئ و بشاعات حكم إخوان الشر ومن كان على دربهم فكرياً وسياسياً .. لقد قدمت جريدتنا الغراء « الدستور» ــ على سبيل المثال ــ ما كنت أطلق عليه « عرض حال الأمة اليومى» عبر صفحة أولى غلاف كان بمثابة منشور سياسى صباحى تقذفه المطبعة فى وجه النظام عبر مجموعة مانشيتات صارخة مغموسة فى دم الشهداء والضحايا وكنا نصحو مبكراً لنلحق بنسختنا لنشحن بطاريات الحماسة من جديد «رغم زعيق إعلامى ساذج كل يوم غاضباً من شكل الغلاف واصفاً إياه بالخروج عن المهنية، والطريف أن فى واحدة من حلقات برنامجه وهو يكرر إعلان غضبه كان البرنامج يعرض لمظاهرة يرفع فيها الناس الصفحة الأولى من جريدتنا «الدستور» فى غفلة من المخرج أو هو يقصد إحراج زميله، فعلاً شر البلية ما يضحك» ..

ورغم، الدور الإيجابى الكبير لإعلام تلك الفترة، فإن ما نراه منذ فترة من هجوم رذيل بمنطق أحياناً وبغير منطق عبر فترة حكومة « إبراهيم محلب» وبجنون وهرتلة لمجرد البيع والإثارة فى كثير من الأحيان لأمر بالغ الغرابة .. المدهش أن ما لاقته تلك الحكومة من نقد وتعقب وتصيد للأخطاء، لم تلاقه أبشع حكومة جاءت فى تاريخ مصر وهى حكومة « حازم الببلاوى»، ويكفى جريمتها ترك بؤر الإرهاب فى «رابعة العدوية» و«النهضة» وغيرها من مواقع الالتهاب الطائفى المجنون دون محاصرة ودون حتى منع لدخول الأسلحة وتجفيف منابع التمويل، حتى أصبح أمر فضها بمثابة إعلان حرب خطيرة، ودون إحساس بآلام سكان تلك المناطق المحاصرة بشياطين الإرهاب، وعليه بلغت أرقام الضحايا رقماً هائلاً، لتعيش البلاد معارك حقيقية فى كل أرجاء مصر وكان الثمن الأفدح حرق الكنائس والعمليات الانتقامية فى الشوارع من جانب إخوان الشياطين نتيجة حتمية لأداء حكومة طرية خايبة مرتعشة الأيادى وسقوط لهيبة الدولة فى زمن توليها ..

مع حكومة «محلب» عادت الكهرباء، وكانت منظومات العيش وتنظيم عمليات الدعم بقدر الإمكان، ومع محلب ولأول مرة كانت المواجهة الجادة والحاسمة والناجعة للخارجين عن القانون فى الشارع وعلى جانبى النيل ببداية جادة.. تقلصت طوابير الحصول على أنابيب البوتاجاز، عادت المسارح الحكومية للعمل والحكومة لإقامة المهرجانات الفنية، وكان إقامة المؤتمر الاقتصادى العالمى بنجاح أكثر من رائع، وإنجاز الفرع الجديد لقناة السويس وافتتاحها، وغير ذلك من الإنجازات الرائعة «فضلاً عن حربنا على كتائب الإرهاب اللعينة، فقد عشنا الظروف الصعبة المتعلقة بعودة العمالة المصرية من الخارج، واستقبال إخوتنا من الدول العربية الشقيقة إثر هروبهم من مواقع التوتر والحروب الطاحنة بأعداد قاربت 5 ملايين لاجئ !!»..

فقط أهدى الخبر التالى لمحترفى إعلام الجحود « أكدت لمياء كلاوى- المنسق الإقليمى لمنظمة الشفافية الدولية بالشرق الأوسط- أن مصر حصلت على المركز 94 من بين 175 دولة بمؤشر مدركات الفساد العالمى بنسبة 37%، لافتة إلى أنه مقارنة بالعام الماضى حصلت مصر على المركز 114 من بين 177 دولة، معلنة عن أن مصر حصلت على المركز العاشر عربياً بعد الإمارات وقطر والبحرين والسعودية والأردن وعدد من الدول.وأضافت «كلاوى» خلال كلمتها بمؤتمر إعلان نتائج مؤشر مدركاتالفساد العالمى أن مصر شهدت تطوراً طفيفاً، مشيرة إلى أن هذا التقدم يرجع إلى حالة الاستقرار النسبى الذى حققته خارطة الطريق والالتزام بها. وأوضحت المنسق الإقليمى لمنظمة الشفافية الدولية بالشرق الأوسط أن الإدارة المصرية اتخذت العديد من الإجراءات الاقتصادية التى جذبت المستثمرين للاستثمار فى مصر، مشيرة إلى أن هناك العديد من القوانين التى أسهمت فى أيضا فى تطور الأوضاع منها قانون تضارب المصالح ومدونة السلوك للموظفين العموميين.فيما أعرب الدكتور ماجد عثمان- مدير المركز المصرى لبحوث الرأى العام «بصيرة»- عن سعادته من تقدم مصر بمؤشر مدركات الفساد العالمى الصادر عن منظمة الشفافية الدولية، لافتاً إلى أن تلك هى فرصة ذهبية يجب أن تستغلها الحكومة المصرية المكلفة حالياِ بتسيير الأعمال، أوالتى تأتى بعد ذلك فى جذب المستثمرين الأجانب» .. ارحمونا يا أهل إعلام الجحود.