رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاتدرائية مصر «3»


فى الأجزاء الأولى من المقال أشرت لاستعدادات الكنيسة المصرية الأرثوذكسية للاحتقال بالعيد الخمسينى لإنشاء مبنى الكاتدرائية، وكيف كان للمبنى رمزيته الدينية والتاريخية والوطنية، وبالمناسبة أشرت للاعتداء البغيض على المبنى فى زمن حكم إخوان الشر والذى استنكره الشعب المصرى، والذى لم يكن له سابقة على مدى نصف قرن.. وفى المقابل كان لزيارة الرئيس المؤقت عدلى منصور للكاتدرائية الوقع والصدى والمعنى الطيب، ثم كانت زيارة الرئيس السيسى لتهنئة المسيحيين فى يوم عيدهم الحدث الأبرز واليوم الأروع فى تاريخ الكاتدرائية ليرد على موجات التسفيه والتقليل من حقوق المواطنة للمواطن المسيحى، بإطلاق فتاوى تحريم معايدة المسيحى ومشاركته مناسباته.. تعالى معى عزيزى قارئ جريدتنا الغراء « الدستور» نعود إلى يوم رائع من أيام لها تاريخ من أيام الكاتدرائية المرقسية.. إنه فى يوم وضع حجر الأساس للكاتدرائية المرقسية الجديدة فى 24 يوليو 1965 «أى منذ أكثر من نصف قرن من الزمان بأيام قليلة» شارك الزعيم جمال عبدالناصر فى الحفل، ولعله من المفيد التذكير بمقاطع رائعة من خطابه بالمناسبة... قال ناصر «يسرنى أن أشترك معكم اليوم فى إرساء حجر الأساس للكاتدرائية الجديدة. وحينما تقابلت أخيرًا مع البابا فى منزلى فاتحته فى بناء الكاتدرائية، وأن الحكومة مستعدة للمساهمة فى هذا الموضوع. ولم يكن قصدى من هذا فعلًا المساهمة المادية فالمساهمة المادية، أمرها سهل وأمرها يسير، ولكنى كنت أقصد الناحية المعنوية».. وعن مفهوم ثورة يوليو مفهوم الثورة للديانات أشار الزعيم «أنه بالمحبة، بالإخاء، بالمساواة، بتكافؤ الفرص نستطيع أن نخلق الوطن القوى الذى لا يعرف للطائفية معنى، ولا يحس بالطائفية أبدًا بل يحس بالوطنية التى يشعر بها الجندى فى ميدان القتال. وكما قلت لكم فى أول الثورة حينما كنا فى فلسطين، فى عام 1948 كان المسلم يسير جنبًا إلى جنب مع المسيحى، ولم تكن رصاصة الأعداء تفرق بين المسلم والمسيحى..». وأضاف ناصر «احنا كحكومة وهيئة حاكمة، وأنا كرئيس جمهورية مسئول عن كل واحد فى هذا البلد مهما كانت ديانته، ومهما كان أصله أو حسبه أو نسبه، احنا مسئولين عن الجميع، ومسئوليتنا دى احنا مسئولين عنها قدام ربنا فى يوم الحساب. طبعًا كلنا عايزين الكمال؛ والكمال لا يتحقق إلا بالنضال والكفاح. معروف عندكم المثل فى هذا فى نشأة المسيحية وفى كفاح السيد المسيح وفى الإسلام وفى كفاح سيدنا محمد.. الكمال لم يتم حتى الآن، من آلاف السنين الإنسان يطالب بالكمال ويطالب بالمثل العليا، ولكن المجتمع فيه الطيب وفيه الخبيث، فيه السليم وفيه غير السليم». واختتم عبدالناصر كلمته بالتذكير بتجليات ثورة 1919 «عايزين الكمال، وعايزين الوحدة الوطنية اللى بنيت بالدم سنة 19 وقبل سنة ١٩ تتدعم وتقوى، وعايزين كل واحد فى بلدنا يثق بنفسه ويثق أن البلد بلده؛ بلد المسلم وبلد المسيحى ١٠٠%.. كل واحد منهم له الفرصة المتساوية المتكاملة، الدولة لا تنظر والمجتمع لا ينظر إلى الدين، ولا ينظر إلى الأب، ولا ينظر إلى الأصل، ولكنه ينظر إلى العمل وإلى الجهد، وإلى الإنتاج، وإلى الأخلاق»..قصدت أن أشير إلى كل تلك المقاطع للتذكير بمناسة العيد الخمسينى لوضع حجرالأساس للكاتدرائية، لمراجعة الموقف فى وضع ترتيبات الاحتفال، والتى يأتى فى مقدمتها إعلان مسابقة لتصميم لوحات وأيقونات تقدر بمئات الأمتار على جدران وأسقف الكاتدرائية، ولكن للأسف خلت قائمة من تم دعوتهم للإعداد للمشروع التاريخى من أسماء كبار فنانينا منهم على سبيل المثال ودون ترتيب مقصود «الفنان الرائد مكرم حنين، والفنان العالمى جورج البهجورى، والفنان الدكتور محفوظ بسطوروس» .وصاحب لوحة الموزاييك الرائعة بالكنيسة المعلقة، والفنان «عادل نصيف» عضو فى الجمعية الدولية لفنانى الفسيفساء المعاصرين. قام بتنفيذ عديد من الأعمال باستخدام الفسيفساء والفريسك، وأيقونات قبطية فى عديد من الكنائس والأديرة داخل مصر وخارجها، والفنان الرائع وصاحب الجداريات والأيقونات القبطية المهمة والمتميزة بالعديد من كنائسنا، والفنان والناقد «جرجس بخيت»، والفنان «ماهر جرجس».. معقول يا قداسة البابا تجاهل كل تلك الأسماء لصالح مجموعة من الشباب لم نسمع أو نرى لهم إنجازات على أرض الواقع؟!!