رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العلم والدين «1-4»


جاء العلم ليبقى، وأصبح مستقبل البشرية مرتبطاً برباط وثيق بالعلم، ويحكى لنا التاريخ أن وجود الحضارة والتمدين الإنسانى الحالى أصبح معتمداً فى أساسه على العلم، ومستعيناً فى طريقه بالقيم الأخلاقية العالمية، بدون العلم وقفت البشرية فى الماضى عاجزة أمام الرياح والعواصف، طحنتها الأمراض، ودمرهاالطاعون، أرعبتها الخرافات، حيث غابت قوى الآلة الفريدة التى يمتلكها الإنسان ألا وهى العقل البشرى، ثم أوجد الإنسان العلم الذى حرر البشر من الخرافات».

الفقرة السابقة هى لعالم الفيزياء الباكستانى برويز أمير على بيودوهى منقولة من كتابه القيم «الإسلام والعلم ... الأصولية الدينية ومعركة العقلانية»،الذى أصدرته الهيئة المصرية العامة للكتاب، مكتبة الأسرة 2015، والكتاب تقديم البروفيسور محمد عبدالسلام، الحاصل على جائزة نوبل فى الفيزياء، وترجمة الدكتور محمود أمين خيال، الأستاذ بكلية الطب جامعة الأزهر، والحاصل على الدكتوراة من جامعة هايدبرج بألمانيا الغربية.

فى المقالين السابقين قدمت بعض الأفكار التى كتبها الدكتور محمود خيال مترجم الكتاب فى مقدمته، وكذلك بعض من أفكار البروفيسور محمد عبدالسلام كاتب المقدمة، وفى هذا المقال سأقدم بعضاً من الأفكار الواردة فى هذا الكتاب القيم.

يقول عالم الفيزياء الباكستانى برويز أميرعلى بيود: «وعلى أى الأحوال فقد بات واضحاً فى أيامنا هذه أن العلم يتعرض لهجوم مرير، وهو أمر ليس بجديد، فقد كانت هناك دائماً تيارات معارضة للعلم على مدى التاريخ خاصة من قبل أنصار المعتقدات الدينية على اختلاف مذاهبهم، الذين كثيراً ما قاموا بتحقير العلم وإهانته باعتباره عملاً شيطانياً موجهاً نحو تدمير القيم والأخلاق المستلهمة من التعاليم الإلهية المقدسة».

ويضيف: «يأتى التقدم العلمى من داخل العلم ذاته، ويتسم العلم بالتراكمية، وطبيعته التراكمية والمؤقتة، تميزه تماماً عن صفات باقى المؤسسات الإنسانية العظيمة مثل المؤسسات الدينية والفلسفية والفنية، ذلك لأن الدين يقوم على أساس الوجود الأبدى والحقائق الثابتة التى لا تقبل أى إضافة أو أى نقصان من قبل الأجيال المتعاقبة، والحكمة فى الدين ليست متراكمة ولكنها قائمة منذ البداية، أما الحكم النهائى فى الأمور – مثل مايجرى فى محكمة الاستئناف – لا يتم فى هذا العالم بل فى الآخرة، كل هذا لا يعنى أن العلم والدين غير متوافقين من الأساس بل يشير إلى أنهما يقعان فى ميدانين مختلفين ولا يمكن المزج بينهما».

وعن نشأة التفكير العلمى يقول برويز أميرعلى بيود: تبلور الأسلوب العلمى مع الثورة الشاملة التى بدأت فى أوروبا فى القرن السادس عشر، والتى أفرزت فى نهضتها عالماً متحولاً من الناحيتين الثقافية والمادية، ومن ثم أصبحت التجربة، والقياس المعيارى، والتوقع، والتحكم، مثالاً ونموذجاً للحضارة الجديدة.. وللحديث بقية.

راعى الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف- شبرا مصر