رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أضعف ما قدم يحيى الفخراني "ليلة من ألف ليلة".. ومحسن لم يتقمص الدور

جريدة الدستور

في ليلة انتظرها الجميع منذ فترة طويلة، عاد الفنان الكبير يحيى الفخراني إلى خشبة المسرح ليبهر جمهوره بعروضه المبهرة التي تعودنا عليها منذ عشرات السنين، وبحضور مجموعة من القيادات التنفيذية والسياسة في مصر، أبدع الفنان القدير يحيى الفخراني هو وفرقته في أوبريت "ليلة من ألف ليلة"، والذي قدمه على خشبة المسرح القومي، أمس.

والعرض من بطولة كل من: "الفنان الكبير يحيي الفخراني، وهبة مجدي، ومحمد محسن، ولطفي لبيب، وضياء عبد الخالق، وسلمى غريب، وإخراج محسن حلمي، وتأليف بيرم التونسي".

شهد العرض العديد من الإيجابيات، التي أعطت رونقًا من اللمعان والمتعة على وجهة الجمهور، وفي الوقت ذاته ظهرت بعض السلبيات، والتي كان لها أثر الشعور بالملل عند الحضور، ولكن خبرة الفخراني وعبقريته جعلته استطاعت أن تغطي على ذلك، برسم البهجة والفرحة على وجه الحضور، الذي كادت ضحكاته العالية ترن وسط أرجاء جدران المسرح.

"الشحات الحرامي":
ودارت أحداث المسرحية حول "شحاتة" المحتال (يحيى الفخراني) الذي يقوم بالتسول لأخذ النقود من المارة، ويقوم بسرقة اثنين من التجار، ليعود لزوجته وابنته "نجف" هبة مجدي التي يحبها الخليفة، ولكن سرعان ما تغير الأمر بالقبض على والد "نجف"، لتقديمه للمحاكمة أمام "الوزير" ضياء عبد الخالق الذي أمر بقطع يده، ولكن يتوقف ذلك على شرط صعب على شحاتة تنفيذه، ولكن حينما وضع هو في كفة وابنته في الأخرى قرر أن يضحي بنفسه فى سبيل إنقاذ "نجف" وضمان حياة سعيدة لها.

واتفق الوزير مع شحاتة على اغتيال الخليفة محمد محسن، حتى يستولى على العرش، وعاهده الوزير بأن يتزوج ابنته ويبقى على حياته.

"فشل القتل":
وبالفعل ذهب لقتل الخليفة ولكنه لم ينجح في قتله وحبس مع "جواف" لطفي لبيب، الذي قد خطف زوجته منذ فترة طويلة، ويقتل شحاتة جواف داخل السجن، ويهرب من السجن بعد ما قام بتغير ملابسه مع جواف، وعاد إلى قصر الوزير لإنقاذ ابنته، وبالفعل استطاع أن ينقذها قبل أن تصبح فريسه للوزير كغيرها من السيدات التي كان يتخذها الوزير جواري له.

"زواج نجف":
وقتل شحاتة الوزير، وقام بإرسال ابنته، إلى أحد أقاربه ليخفيها عن أعين رجال الوزير، وعصابته، في الوقت وصل خليفة المسلمين، إلى قصر الوزير، ليجده غارقًا في دمائه، وطلب من شحاتة أن يترك بغداد ويرحل إلى الحجاز لقضاء عمره ويستغر ربه من الذنوب التي ارتكبها، وقام الخلفية بإحضار "نجف" ليتزوجها ويقضي معها حياة سعيدة مليئة بالحب والأمان.

"ديكورات مبهرة":
تميز العرض بالديكور الذي أبدع محمد الغرباوي في تصميمه، والذي استطاع أن يعبر عن أن الحدث يقع في فترة زمنية قديمة في بغداد.

"إضاءة موفقة":
بينما نجح أبو بكر الشريف في تصميم الإضاءة للعرض، حيث قام بخلق حالة من التناغم بين مشاهد العرض، واستطاع من خلال استخدامه لأجهزة مختلفة أن يجعل انسجام بين الجمهور والعرض، مع مقطوعات الموسيقى.

"أداء الممثلين":
تزامن أداء وحركة الممثلين إلى حد كبير مع الحوار، وتحرك جميعهم في كافة جوانب المسرح الأمامية والخلفية والجانبية، وهناك من استطاع أن يؤدي دوره على أكمل وجه من تقمص الشخصية التي يؤديها، ومن هؤلاء.. يحيى الفخراني "شحاتة"، الذي أبدع في تقمص الشخصية التي يؤدي دورها، من خلال طريقة مشيته على المسرح ونبرات كلامه واللغة التي يتحدث بها، وفى الحقيقة بالرغم من التألق الذي ظهر به في "ليلة من ألف ليلة" إلا أنها تعد أسوء ما قدم، وربما يعود ذلك لكبر سنه.

لطفي لبيب الذي قدم شخصية "جواف" تميزت بأدائها السلس، فقد استطاع أن يتعايش مع دوره، وظهر ذلك من خلال طريقة كلامه ومشيته وخفة ظله.

هبة مجدي "نجف"، تمتعت بروحها الخفيفة وأدائها المتميز وصوتها العزب الحنون، والذي لا يعرف الكثير من جمهورها عنه، ولكن عاب عليها ضعف صوتها وعدم وضوحه ببعض الجمل.

محمد محسن "الخليفة"، يمتلك صوتًا ممتعًا قويًا، وظهر ذلك في تفاعل واستمتاع الجمهور معه، ولكن اختير في دور خاطئ له، لم يستطع تقمصه وأدائه وهو ما لاحظه الجمهور والحضور، حيث أن دور الخليفة كان يجب أن يتمتع بالقوة الجسدية، وأن يكون صوته قويًا، وهذا هو ما افتقره محسن في أدائه التمثيلي.

ضياء عبد الخالق "الوزير"، ظهر لأول مرة فى عمل مسرحي، برع في أدائه واستطاع تقمص دور الوزير بسهولة خارقة، وظهر ذلك من خلال قوته في الحديث وأدائه الممتع،وتحركاته على خشبة المسرح.

عماد العروسي "متسول"، جسد خلال المسرحية دور رجل متسول وبرع في أداء الدور بطريقة عبقرية، وأمتلك في مشيته عرجة.

الأزياء أعطت نعيمة عجمي من خلال تصميماتها الرائعة، جمالاً للعرض وعبرت الملابس عن زمان ومكان أحداث المسرحية.