رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحصاد الحلو .. فى قناة السويس الجديدة


فلتتهلل مدن مصر وتفرح قراها بأعمال الله المجيدة التى حققها على أرض مصرللمصريين بسواعد أبناء مصر المخلصين. لا يمكن لأحد أن ينكر تلك الأعمال المجيدة – التى صاحبتها كثير من التضحيات – فى سبيل النهوض بمصر بعد الكبوة التى تعرضت لها من استنزاف مواردها وتهديد أمنها ومؤامرات خسيسة كانت تُدبر فى الظلام، لأن أبناء الظلام يدبرون أعمالهم الشريرة فى الظلام خوفاً من النور الذى يكشف أفكارهم الرديئة.

نهض الشعب فى 30 يونيه ليستخلص من أنياب الأشرار ثورة 25 يناير، وبإصرار من الشعب – فى مشهد وطنى صادق لم تشهده مصر إلا فى ثورة 1919 – أمكن التحرر من الطغاة والمرتزقة وأصحاب المصالح الشخصية. وتمسك الشعب بوعى صادق بقيادة حكيمة مخلصة لله وللوطن. وبدأت العجلة تدور، وبدأت الأمور تتحسن لكن مع صعوبات لأن المقاومة كانت عنيفة. لم يخش الشعب قُوى الإرهاب البغيض سواء من الداخل أو من الخارج، إذ قد أعطى الله – تبارك اسمه – قوة صمود فى نفوس القيادة السياسية وأبناء الشعب. فقدم تضحيات نادرة كانت مثار إعجاب العالم، كما كانت فى الوقت نفسه مثار حزن الأشرار.

وما إن بدأت العجلة تدور وظهرت فكرة تطوير المجرى الملاحى لقناة السويس، ووضع رئيس الجمهورية المستنير خطة زمنية لإنهاء المشروع – عام واحد فقط - لنبدأ بعده فى مشروعات جديدة، فكان حلماً صعب التحقيق فى نفوس أصحاب الإرادة الضعيفة، لكن الذين وضعوا ثقتهم فى الله وفى الشعب المخلص قبلوا التحدى وأعلنوا مقدرتهم على تحقيق الحلم. وماذا عن تدبير الموارد المالية؟ كان الشعب على مستوى المسئولية، فلم يبخل عن تقديم كل ما يمكنه حتى إنه فى فترة «ستة» أيام أمكن تحصيل مبلغ 64 مليار جنيه، وحتى السيدات اللواتى لم يملكن المال الكافى ذهبن وبعن صيغتهن وقدمن مساهمتهن فكان عطاؤهن أكبر من عطاء الذين يملكون الكثير لأنهن أعطين من أعوازهن، فبارك الله فيما تم تحصيله. وهناك عند مدن القناة كانت هناك ملحمة حب أخرى. مصريون لا ينامون، واصلوا الليل بالنهار، وبعضهم توفى أثناء العمل، وبعضهم واجه التحديات بإيمان ثابت. كان العمل فى قناة السويس مثار شك عند أصحاب النفوس الضعيفة وعند الدول المتربصة بنا. لكن الثقة فى الله والثقة فى النفس كانا من العوامل الأساسية التى بها تخطينا الكثير من الصعاب.

الآن وقد تحقق الأمل .. وماذا بعد؟ إنه فاتحة طيبة لمشروعات أخرى جاهزة للبدء فيها فى اليوم التالى مباشر. كان الرئيس السيسى – ومازال – يؤمن بالحكمة القائلة: «من طلب العُلا .. سهر الليالى». فهو لا ينام والذين يعملون معه لا ينامون، بينما الذين ينامون ولا يلتفتون للمصلحة العامة فهم حجر عثرة فى طريق النهوض والتقدم. أيها المصريون.. افرحوا بثمار تعبكم وتضحياتكم، فأنتم الآن تجنون الثمار المشتهاة تلك التى لا يدرك قيمتها من لم يتعب، ولم يبذل، ولم يضحى. من يزرع بالشُح فبالشُح يحصُد، ومن يزرع بالبركات فبالبركات يحصُد. الآن تحصدون ثمار جهادكم المُقدس والمبارك، إنه الحصاد الحلو ذو الطعم الشهى. تمسكوا بمصريتكم وآمنوا أن الله يبارك خطواتكم المخلصة. أهنئكم جميعاً وأشد على أيديكم التى زرعت بالتعب وتحصد الآن بالفرح. مبروك.

أستاذ بكلية الهندسة - جامعة الإسكندرية