رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مقارنة بين فنانى الأمس واليوم


جلست أمام شاشة التليفزيون أمس ــ على غير العادة ــ لأشاهد مالذ وطاب من مسلسلات وإعلانات وبرامج وحفلات وكليبات لفنانينا وفناناتنا ورياضيينا الأعزاء.. سعدت ببعضها وسئمت من البعض الآخر.. ورغم توجيهات الرئيس للفنانين بأن يراعوا الله فى أعمالهم لأنه جل شأنه سيحاسبهم عليها.. إلا أن العديد منهم قبل على نفسه أن يقدم فناً هابطاً لا لون ولاطعم ولارائحة له.. ومع ذلك فلست هنا بصدد تقييم تلك الأعمال التى تهدم ولا تبنى وتظهر أسوأ ما فى المجتمع...

... لكن لأعتب على هؤلاء المشاهير بسبب بخلهم وشحهم فى التبرع لــ «صندوق تحيا مصر» رغم أنهم يتقاضون ملايين الجنيهات من دم الشعب- اللهم لا حسد- فى العمل الواحد.. فمثلاً يتقاضى «الزعيم» عادل إمام مبلغ 35 مليون جنيه عن أجره فى مسلسل «أستاذ ورئيس قسم».. تتقاضى مى عز الدين 4 ملايين عن «حالة عشق».. يوسف الشريف 5 ملايين عن «لعبة إبليس.. دنيا سمير غانم 8 ملايين عن «لهفة».. مصطفى شعبان 12 مليوناً عن «مولانا العاشق».. سيرين عبدالنور 14 مليوناً عن «24 قيراطاً»..أحمد مكى 17 مليوناً عن «الكبير قوى».. أحمد السقا 18 مليوناً عن «ذهاب وعودة».. كريم عبدالعزيز 20 مليوناً عن «وش تانى»..و.........

هذا عن أجور المسلسلات.. أما عن أجورهم من البرامج والإعلانات فحدث ولا حرج.. ومع ذلك لم نسمع عن تبرع أحدهم للبلد المكلوم ولو بمبلغ زهيد من باب ذر الرماد فى العيون.. وحتى عندما قرأنا خبر تبرع «عادل إمام» بمبلغ 55 مليون جنيه العام الماضى..طلع علينا الرجل وكذب الخبر جملة وتفصيلاً.. وأضاف أنه لا يمتلك هذا المبلغ !!..عندئذ تذكرت موقف سيدة الغناء العربى أم كلثوم عندما قالت للزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر عقب أحداث 1967 إنها ستقيم حفلات فى الخارج والداخل لصالح المجهود الحربى لمساعدة الجيش المصرى على إعادة ترتيب صفوفه.. عندئذ رفعت سيدة الغناء شعار «الفن من أجل المجهود الحربى».. وقالت مقولتها الشهيرة: «لن يغفل لى جفن وشعب مصر يشعر بالهزيمة».

وتنافس حينها الأدباء والفنانون ضمن حملة أم كلثوم وزعيم مصر فى التبرع لدعم قدرات الجيش وتعزيز إمكاناته حتى ينهض ويواجه قوى الاحتلال الإسرائيلى.. وبذلت السيدة الوطنية العظيمة جهوداً مضنية لتوفير السلاح وبث روح الجهاد فى نفوس المصريين بأغانيها الوطنية.. حتى أنها أحيت حفلات تلهب مشاعر ضباطنا وجنودنا على جبهات القتال للمرة الأولى.. ولا ننسى أيضا أنها تبرعت بمجوهراتها الشخصية للمجهود الحربى.. وهو نفس الموقف العظيم الذى بادر به الزعيم البطل- الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما تبرع بنصف ثروته ونصف راتبه لصالح الدولة.. وهو أيضاً صاحب فكرة إنشاء صندوق «تحيا مصر» الذى تذهب أمواله إلى جيوب ومصلحة الشعب فى وقت حاسم وشديد الحساسية.. وللأسف الشديد تابعنا جميعاً وقرأنا عن أن أغلب المتبرعين للصندوق كانوا مواطنين «غلابة» ومنهم تلك المرأة المسنة التى تبرعت بقرطها الذهبى.. وامرأة أخرى تبرعت بمجوهراتها ومعاشها.. هذان النموذجان حفزا نساء مصر وأطفالها ورجالها على دعم الصندوق بمحبة وسخاء.

كما تبرع رجل أعمال سعودى بمبلغ 112.5 مليون ريال.. أى ما يعادل 225 مليون جنيه مصرى تقريباً.. وهنا نطرح السؤال التالى لرجال الأعمال والفنانين والرياضيين المصريين: ما تقييمكم لأنفسكم ووطنيتكم عندما طالعتم خبر تبرع رجل أعمال سعودى لمصر بهذا المبلغ؟؟. ولمثل هذه النماذج أؤكد أن التاريخ لن يرحمكم وسيذكر للأجيال القادمة حجم ثرواتكم المتضخمة فى البنوك من دماء المواطنين.. مثلكم فى ذلك مثل رجال مبارك الذين هربوا أموالنا إلى سويسرا التى ترفض حتى هذه اللحظة ردها إلى مصر رغم مئات الملايين التى أنفقتها اللجان والوفود على مكاتب المحاماة فى الخارج لاسترداد هذه الأموال دون فائدة.. مع العلم أن هذا الصندوق يسهم وبتوجيهات شخصية من «السيسى» فى علاج مشاكل اجتماعية خطيرة جنباً إلى جنب مع الدولة مثل: قضية الغارمات.. أطفالنا فى الشوارع.. بعض المناطق العشوائية.. القرى الأكثر فقراً.. ذوى الاحتياجات الخاصة.. علاج مرضى فيروس «سى».. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.

أخيراً.. نعزى أنفسنا فى استشهاد النائب العام المستشار الجليل هشام بركات بيد الغدر والإرهاب.. ونقول للخونة: حسابكم آت لا محالة