رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انفلاتات من إبليس الإخوان


أعكف فى هذه الأيام على كتابة مسلسل إذاعى عن التنظيم السرى للإخوان، وقد انتهيت منه بالفعل، وقد وضعت فى هذا المسلسل قصة الإرهاب التى بدأها «البنا» بتنظيمه السرى على زعم أنه يجاهد فى سبيل الله، والحقيقة أنه كان يجاهد فى سبيل الشيطان، ولا تظن أن كلامى هذا ناتج عن تصورات مغلوطة أو فهم غير سديد.

 ولكن أفكار حسن البنا وسلوكيات جماعته وتنظيمه السرى هى التى تؤكد باليقين أن جهادهم المزعوم ما هو إلا انفلاتات شيطانية، لذلك رأيت اليوم أن أترك الشيخ حسن البنا -مؤسس جماعة الإخوان- يكتب لكم أفكاره، وما أنا إلا ناقل لها، فمن غير المستساغ أن نرى انفلات الجماعة وإرهابها ثم لا نقرأ لمؤسسها وواضع أفكارها، فإذا أردت أن تعرف السبب فانظر إلى المُسَبِبْ، فماذا قال هذا المُسَبِبْ فى رسائله وهو يضع البناء الفكرى والعقائدى لجماعته؟ قال: أيها الإخوان أدعوكم للجهاد العملى بعد الدعوة القولية، سندعو كل الهيئات إلى الإسلام، فإن أجابوا الدعوة آزرناهم، وإن لجأوا إلى المراوغة والدوران فنحن حرب عليهم ولا هوادة معهم حتى يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الفاتحين.!!.. استعدوا يا جنود.. خذوا هذه الأمة برفق وصفوا لها الدواء، فإذا الأمة أبت أوثقوا يديها بالقيود، وأثقلوا ظهرها بالحديد، وجرعوها الدواء بالقوة، وإن وجدتم فى جسمها عضواً خبيثاً فاقطعوه، استعدوا يا جنود فكثير من أبناء هذه الأمة فى آذانهم وقر وفى عيونهم عمى .!!.. من أراد أن يفهم الإخوان فليمسك بمصحفه وليجرد نفسه من الهوى وليرى ما عليه القرآن فهذا هو الإخوان.!!

ويضيف: يا قومنا إننا نناديكم والقرآن فى يميننا والسنة فى شمالنا وندعوكم إلى الإسلام.!!..أمر الله المسلمين أن يجاهدوا فى الله حق جهاده بنشر هذه الدعوة بين الناس بالحجة والبرهان، فإن أبوا فبالسيف والسنان.... والناس إذا ظلموا البرهان واعتسفوا فالحرب أجدى على الدنيا من السلم .!!.. نحن أيها الإخوان ولا فخر صحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- هذه منزلتكم فلا تصغروا أنفسكم فتقيسوها بغيركم، فمن اتبعنا فقد فاز بالسبق، ومن رغب عن دعوتنا فإن الله سيقذف بحقنا على باطله فيدمغه .!!.. سيقول الناس ما معنى هذا وما أنتم أيها الإخوان؟ إننا لم نفهمكم بعد، فأفهمونا أنفسكم وضعوا لأنفسكم عنواناً نعرفكم به كما تعرف الهيئات بالعناوين، هل أنتم طريقة صوفية؟ أم مؤسسة اجتماعية؟ أم حزب سياسى؟ كونوا واحداً من هذه الأسماء والمسميات لنعرفكم بأسمائكم وصفتكم، فقولوا لهؤلاء المتسائلين: نحن دعوة القرآن الحق الشاملة الجامعة، وطريقة صوفية نقية،وجمعية خيرية، ومؤسسة اجتماعية، وحزب سياسى نظيف، وقد يقولون بعد هذا كله مازلتم غامضين فأجيبوهم: نحن الإسلام.!.. حدود الوطنية ليست بالأرض ولكن بالعقيدة، هم يعتبرونها تخوماً أرضية وحدوداً جغرافية، أما نحن فكل بقعة فيها مسلم هى وطن عندنا، ولكن دعاة الوطنية لا يعنيهم أى تلك البقعة الضيقة من الأرض.!!.. ينبغى لكل أخ أن يخدم الثروة الإسلامية بتشجيع المصنوعات والمنشآت الإسلامية،وأن يحرص على القرش فلا يقع فى يد غير إسلامية مهما كانت الأحوال.!!

ويتابع: ينبغى أن تقاطع المحاكم الأهلية وكل قضاء غير إسلامى، والأندية والصحف والجماعات والمدارس والهيئات التى تناهض فكرتك.!!

ينبغى أن تتخلى عن صلتك بأى هيئة أو جماعة لا يكون الاتصال بها فى مصلحة فكرتك وخاصة إذا أمرت بذلك!!.. ومن تفريعات أركان البيعة للبنا: مرحلة التكوين: تكون باستخلاص العناصر الصالحة لحمل أعباء الجهاد وضم بعضها إلى بعض، و نظام الدعوة – فى هذه المرحلة – صوفى بحت من الناحية الروحية، وعسكرى بحت من الناحية العملية.!!.. مرحلة التنفيذ: وهى مرحلة جهاد لا هوادة فيه، وعمل متواصل فى سبيل الوصول إلى الغاية، وامتحان وابتلاء لا يصبر عليهما إلا الصادقون، ولا يكفل النجاح فى هذه المرحلة إلا كمال الطاعة لقياداتك وعلى هذا بايع الصف الأول من الإخوان المسلمين وأنت بانضمامك إلى هذه الكتيبة، وتقبلك لهذه الرسالة، وتعهدك بهذه البيعة، تكون فى الدور الثانى، وبالقرب من الدور الثالث.!!.. الثقة فى القيادة: اطمئنان الجندى إلى القائد فى كفاءته وإخلاصه اطمئناناً عميقاً ينتج الحب والتقدير والاحترام والطاعة، والقائد جزء من الدعوة، ولا دعوة بغير قيادة، وعلى قدر الثقة المتبادلة بين القائد والجنود تكون قوة نظام الجماعة، وإحكام خططها، ونجاحها فى الوصول إلى غايتها، وتغلبها على ما يعترضها من عقبات «فَأَوْلَى لَهُمْ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ» وآخر ما نضعه هنا من خطاب سيدهم حسن البنا هو قوله الشهير. سيستخدم الإخوان القوة العملية حين لا يجدى غيرها، وهم حين يستخدمون هذه القوة سيكونون شرفاء صرحاء، سينذرون أولاً وينتظرون، ثم يقدمون فى عزة وكرامة ويتحملون كل نتائج استخدامهم القوة بكل رضا وارتياح.!! وفى النهاية ينبغى أن أشير إلى أن كل الكلام الذى قاله البنا هنا منقول من رسائله ومن مقالة له فى مجلة «النذير الإخوانية» عام 1939 وهو العام الذى أنشأ فيه البنا التنظيم السرى الخاص الذى يستهدف القتل والاغتيال، ولله الأمر من قبل ومن بعد وإنا لله وإنا إليه راجعون .