رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هذا المحتوى بأقلام قراء جريدة وموقع الدستور

أدعمونا أثابكم الله !!!

جريدة الدستور


لا جدال فى أن أول من أسس علم المنطق هو أرسطو الفيلسوف اليوناني ، والقياس جزء لا يتجزأ من المنطق الأرسطي وهو نوع من الأعمال الذهنية وأسلوب من أساليب الفكر الذي من خلاله يمكننا تبديل مجهولٍ إلى معلوم، وهو الحجة التي هي أحد محاور ومواضيع علم المنطق. القياس وهو عبارة عن مقدمتين كبرى وصغرى ونتيجة. ورغم التطور فى الفكر البشري وتطور معه علم المنطق وظهر لنا العديد من المناطقه المحدثين ، فظهر لنا المنطق الرياضي، والرمزي، والوضعي، ومنطق العلاقات. الا أننا عندما نريد أن نشرح أو نناقش المنطق نجد أننا مجبرون على أن نبدأ بمنطق أرسطو، إما للثناء عليه حيث كان هو من رسم بداية الطريق لهذا العلم، وإما لاثبات صحة المنطق الجديد بنقد منطق أرسطو.
كنت ولا أزال من أشد الرافضين لمنطق تعظيم الثورة والثوار ، وتبجيل المعارضة والمعارضين. وقد ذكرت قبل سابق موضحا أن المنفعة الخاصة هي المبدأ الأساسى الذى تنطلق منه أي ثورة أو معارضة.وقد استخدمت قبل سابق أيضا منطق العلاقات ليتثنى لى توضيح ما أؤمن به. ولكن يبدو لي أن أهمية الرجوع الى منطق أرسطو لا يرجع الى حاجتنا للعرض التاريخي لمنطقه فقط، بقدر ما حاجتنا لتطبيقه على ما يحدث من خزعبلات ثورية، ومهاترات معارضيه لنظهر بنتيجة قد تساعد على نشر الوعي في الجانب الثوري، وكيف يمكن التعامل معه. ومن هذا المنطلق سأعرض للمعادلة المهمة في القياس عند أرسطو حيث تحتوي على مقدمة كبرى وهي كل انسان فان، ومقدمة صغرى وهي سقراط انسان، ويصل الى نتيجة هي سقراط فان
كيف يتثنى لنا أن نطبق منطق أرسطو على قضيتنا؟ وهي عدم ايماننا بوجود ثوار حقيقيين، ومعارضين صادقين. سهل جدا، لنقل أن مقدمتنا الكبرى هي كل البشر خطاؤون ، ومقدمتنا الصغرى الثوار بشر سنصل الى نتيجة حسب منطق أرسطو هى أن الثوار خطاؤون، وهي نتيجة طبيعية ومنطقية بل وشرعية أيضا حيث أن البشر غير معصومون من الخطأ.
لقد كانت أحدى المشكلات التي تواجهني هو اعتراضي الدائم على التبجيل الأعمى من قبل بعض النخب السياسية للثوار الذين غيروا العالم، ورغم ايمانهم بالثورة والثوار كنت عندما أثور على هذا المبدأ يتم قمعي، أليست هذه مفارقة؟ ألا يعتبر هذا نوعا من الديكتاتورية؟ ودعوة جبريه لأحترام الثوار وعدم الثورة عليهم . ولكن اعتقد أن ما نراه من الثوار والمعارضين بحكم أنهم ليسوا ملائكة بل هم بشر وخطاؤون لدليل على أن ليس كل من يثور على حق، وليس كل من ثار طبق العدل والمساواه .
يتبقى لنا أن نذكر كيفية التعامل معهم وهنا يجب علينا الانتقال لمنطق العلاقات الذي يحتم علينا معرفة الهدف من الثورة والمنهج المتبع لتحقيق الهدف، وهل هناك فائدة ستعود على الجميع أم لا، والذي سيوضح لنا أنه ليس من الأخلاق أن نتعاطف معهم لمجرد أننا أصحاب منفعة خاصة، كما سيؤكد أنه ليس من الذكاء والفطنه أن نتبعهم بناء على مجرد شعارات قد لا تتحقق منها شئ على أرض الواقع، وليس من العقل أن نطلق على هؤلاء لقب ثوار وأصحاب ثورة حقيقية، فالثورة الحقيقية من الضرورى ألا يخطط لها المتصارعون على الحكم والسلطة ، ولا يمولها ويدعمها المنتفعون من الاقتصاد، الثورة الحقيقية هي بمثابة تعبير للمظلومين عن أمالهم ورغبتهم الحقيقية في حكم يغير وجودهم في المجتمع من فئة مهمشه ومعدومة الى فئة مدعومة دعما تاما