رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المرأة وسنينها


تعودت أن أعرض على صفحتى الفسبوكية بعض الآراء لأهل الفكر والقلم التى أرى أنها كاشفة إلى حد ما واقع التناقضات التى نحياها ونحيا بها، والغريب أن معظمنا لا يستشعر حرجاً عند تبنى الفكر ونقيضه «مع أنهما دونت ميكس على رأى المعزول» مردداً لكل حدث مقال».. وأعرض الرأى دون تقديم أو تعقيب حتى لا أصادر على الأصدقاء حقهم فى التعبير بحرية.. وكان من تلك الآراء ما كتبته «نوال السعداوى» حول الرجل وحقوق المرأة .. قالت يتشدقون بالدفاع عن النساء المقهورات، يكتبون عن حق المرأة، يتنافسون على إقامة علاقات مع المرأة الحرة المستقلة .. بشرط ألا زوجة لأحدهم.

وما هالنى - رغم حدوث تكراره - أنه لم يكن هناك تعليق واحد يناقش مقولة الكاتبة بالذم أو المدح إنما هى مجموعة تعليقات على طريقة أهل التشدد والتكفير عند محاورتهم، لا يعملون العقل، ولديهم الأحكام المسبقة الدائمة غير القابلة للتغيير أو التطوير.. على مخالفيهم للرأى.. والحقيقة يا سادة أنه بيننا وبين فن صناعة المواطن الحر الديمقراطى الصالح للتمثيل الحقيقى للشعب المصرى مسافات قد تقاس بالسنين، رغم - للأسف - قدم وجود الحياة النيابية فى بلادى، أذكر البعض فقط بأعضاء ذلك المجلس الذى صفق وقوفاً للرئيس السادات عند إعلانه قرار إبعاد قداسة البابا عن موقعه متجاوزاً عقائد الآخر وكل حدود اللياقة وإصدار أحكام دون تحقيق وفى تجاهل قمىء لمشاعر كل المصريين اللى التفوا حول وطنية البابا، ثم هو هو البرلمان يصفق بحرارة للرئيس مبارك عندما قرر عودة قداسته إلى كرسيه فى البطريركية بعد ٤ سنوات من حكم مبارك تاركا إياه دون أى مبرر فى استمرار قيد حريته، ورغم استقباله لكل من حبسهم السادات بمجرد دخوله قصر الرئاسة لأول مرة حاكماً لمصر مقرراً الإفراج عنهم!!

لقد دخلت المرأة المصرية إلى البرلمان كنائبة فى عام ١٩٥٧ أى منذ أكثر من نصف قرن، ولكنها كافحت وناضلت قبل هذا التاريخ بنصف قرن آخر حتى يمكنها تحقيق هذا المطلب العادل، وظل التناقض الغريب لأحوال مجتمع يرفع شعار دعم ومساندة وتشجيع المرأة لدخولها البرلمان وبين المعوقات السياسية فى الكواليس لمنعها الوصول لمقعد البرلمان والاقتراب من المشاركة السياسية الفاعلة بحق.

كاتب