رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

داعش فى ليبيا


منذ أن سيطرت داعش على مدينة درنة الليبية مستغلة حالة الفوضى التى تعيشها البلاد وإمكانياته المالية الكبيرة وهى تحاول إثبات وجودها على الأراضى الليبية وبث الرعب فى نفوس الدول المجاورة لها من خلال تنفيذ عمليات قتل وحشية كان آخرها ذبح 21 عاملاً مصريا والتى أثارت غضب المصريين وقياداتهم، مما أدى إلى تحرك الجيش المصرى تجاه أهداف تابعة لتنظيم داعش فى ليبيا لأخذ الثأر لأولاده المصريين الذين أهدرت داعش دماءهم بكل وحشية.والغريب أننا أصبحنا يومياً نقرأ عن اشخاص من جنسيات مختلفة تم تجنيدهم فى هذا التنظيم وكثيرون يهربون من بلادهم للذهاب اليه طواعية ومبايعة زعيم تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام أبوبكر البغدادى، الأمر الذى يثير الكثير من علامات الإستفهام حول مدى قدرة هذا التنظيم على التمدد والانتشار فى عدد من الدول العربية الأخرى المجاورة لليبيا ومحاولة تدميرها مثلما قام بتدمير العراق وسوريا.وهو الأمر الذى دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الإشارة فى تصريحاته إلى أن الفراغ الذى شهدته ليبيا وفوضى انتشار الأسلحة والجماعات الإرهابية والتى منها داعش، يعد سببا مباشرا لتهديد عدد من الدول الإفريقية لا سيما تلك المجاورة لليبيا ومنها مصر بالطبع وتأكيده على أن مواجهة الإرهاب ووأد عمليات الانتشار السرطانى له لا تقتصر على الجانب العسكرى والأمنى ولكن تتطلب تصويب الخطاب الديني، وتفسير صحيح الدين ونقله إلى المواطنين، لاسيما أن الفهم والتفسير الخاطئ للدين يمنح أبعاداً إضافية للتطرف والإرهاب ويساعد على نمو الفكر المتطرف وانتشاره.والحقيقة أنه عقب اندلاع ثورات الربيع العربى، أصبحت ليبيا مرتعا لكثير من الجماعات المسلحة والإرهابية وليست داعش وحدها، والتى نجح بعضها فى تكوين ميليشيات يقاتل بعضها بعضا بعد الإطاحة بالرئيس الليبى الراحل معمر القذافى، مستثمرين أطنانا من الأسلحة المنتشرة فى ربوع ليبيا.ورغم مرور أكثر من 3 سنوات على قيام الثورة الليبية، لا تزال الفوضى تعم البلاد الصحراوية المصدرة للنفط، بسبب نشوب معارك بين الإسلاميين وغيرهم من الجماعات المقاتلة للسيطرة على الأراضى وبسط النفوذ، حيث تراجعت قوة القوات النظامية إلى ما يقارب العجز، حتى إن هناك حظرا من مجلس الأمن على تسليح الجيش النظامى بسبب المعارك الدائرة هناك، فيما يحاول المجتمع الدولى إجراء حوار بين الأطراف المختلفة فى جنيف للتهدئة والتى لم تؤت ثمارها حتى الآن، وفيما يلى استعراض لخريطة انتشار هذه الجماعات على الأراضى الليبية.ومابين تنظيم أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة, وتنظيم فجر ليبيا التابع لجماعة الإخوان المسلمين, وتنظيم داعش والتى قامت بتوطيد علاقاتها بأطراف أخرى خارج ليبيا إبان عهد القذافى أصبحت ليبيا تقع تحت سطوة الجماعات المسلحة والتى لم تعد تشكل خطراً فقط على ليبيا وإستقرارها بل اصبحت تهدد كل الدول العربية المجاورة لها وخاصة مصر.

إعلامية