رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هكذا وصف العاهل السعودي مصر.. ومواقف لا تنسى للتاريخ

جريدة الدستور

"لن ينسى الشعب المصري المواقف التاريخية للملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود" هكذا عبر الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الحدث الجلل بوفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين.
مواقف لا يستطيع أن ينساها الشعب المصري أو تمحوها مرور الأيام، تلك التي قدمها الراحل الملك عبد الله لدعم مصر والوقوف بجانبها، في مرحلة هي الأصعب من تاريخ مصر، حينما اشتدت عليها الصعاب وقوى الإرهاب، كان خادم الحرمين، الداعم الأقوى للدولة المصرية، بل ودعوة العالم أجمع لمساندة مصر.
الملك عبد الله رحمه الله، اعتبر مصر بلده الثاني، واعتبر أن من يتخاذل عن دعمها لا مكان له بيننا، وفي أول برقية تهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي دعا من خلالها إلى عقد مؤتمر المانحين لمساعدة مصر في تجاوز أزمتها الاقتصادية، مناشداً الجميع بالابتعاد والنأي بأنفسهم عن شؤون مصر الداخلية، واعتبر المساس بمصر مساساً بالإسلام والعروبة، ومساس بالمملكة العربية السعودية.
ومنذ البداية انحاز العاهل السعودي إلى مطالب الشعب المصري، وأعلن اعتراض المملكة العربية السعودية على سياسات جماعة الإخوان الإرهابية أثناء فترة حكم المعزول محمد مرسي، ودعم مصر في ثورة 30 يونيو.
وكان بيانه التاريخي عقب ثورة يونيو، ودعوته الجميع إلى التصدي لكل من يحاول زعزعة أمن مصر، معتبرا أن من يتدخل في شئون مصر الداخلية من الخارج "يوقدون الفتنة"، مؤكدا أن مصر ستستعيد عافيتها، وأن السعودية "شعباً وحكومة" تقف مع مصر ضد الإرهاب وكل من يحاول المساس بشئون مصر الداخلية وعزمها وقوتها.
واعتبر الملك عبد الله بن عبد العزيز- رحمه الله- فوز السيسي بالانتخابات يوما تاريخيا لمصر، مطالباً إياه بتحقيق آمال وطموحات وأحلام الشعب المصري، واصفا الثقة التي منحها المصريون للسيسي "تتكاتف فيها القلوب قبل الأكفّ بين كل شرائح المجتمع المصري، بكل فئاته وتوجهاته ودياناته، لمواجهة مرحلة استثنائية من تاريخ مصر الحديث".
واعتبرت السعودية جماعة الإخوان كجماعة إرهابية ووضعتها على قائمة الإرهاب، وجرمت شعار "رابعة".
وقام الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله، إلى مطار القاهرة ، قادما من المغرب التي كان يقضي بها إجازته الخاصة، واجتمع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في جلسة مباحثات ثنائية لتعزيز العلاقات بين البلدين بغرفة اجتماعات طائرة العاهل السعودي، وتعد الزيارة هي الأولى من نوعها بعد الانتخابات الرئاسية المصرية.
ووقف خادم الحرمين بجانب مصر في وجه قطر، واعترض علي تدخلها في الشأن الداخلي لمصر ومساندتها لجماعة الإخوان الإرهابية، وفي خطوة تاريخية وسابقة من نوعها قام بسحب سفير المملكة من الدوحة، ليعلن احتجاج السعودية عن سياسات قطر، وكان أيضا صاحب مبادرة المصالحة لرأب الصدع العربي، وإنهاء الخصومة بين مصر وقطر، وهي المصالحة التي ألزمت بها قطر في قمة الدوحة.
وكانت جهود الراحل الملك عبد الله لدعم الاقتصاد المصري بعد ثورة يونيو واضحة، حيث وافقت السعودية على تقديم حزمة مساعدات لـمصر بخمسة مليارات دولار، تشمل مليارين على شكل وديعة نقدية بالبنك المركزي المصري، ومليارين آخرين على شكل منتجات نفطية وغاز، ومليارًا خامسًا يقدم نقدًا بأمر ملكي من الملك عبد الله.
لم تقف جهود الراحل الملك عبد الله عند هذا الحد، فقد فاجأ العالم برسالة بثها التليفزيون السعودي للعالم، حملت أقوى رسالة تأييد من جانبه لمصر بعد ثورة ٣٠ يونيو، كما حملت رسالة تهديد لكل من يقف ضد إرادة الشعب المصري الذي ثار ضد الإرهاب.
وأكد وقوف بلاده مع مصر ضد الإرهاب، وقال إنني أهيب برجال مصر والأمتين العربية والإسلامية والشرفاء من العلماء، أن يقفوا وقفة رجل واحد، وقلب واحد، في وجه كل من يحاول أن يزعزع دولة لها في تاريخ الأمة الإسلامية، والعربية، مكان الصدارة مع أشقائها من الشرفاء، وألا يقفوا صامتين، غير آبهين لما يحدث "فالساكت عن الحق شيطان أخرس