رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دعوات مشبوهة


بين الحين والآخر تخرج علينا جماعات الفتنة بدعوات للتظاهر والخروج إلى الميادين فى محاولة لإثبات وجودها على قيد الحياة، ومؤخراً دعت الجبهة السلفية – أحد مكونات تحالف دعم الشرعية – والتى لا يزيد عدد أفرادها عن العشرات بما أسمته «انتفاضة الشباب المسلم» وطالبت أنصارها بالخروج إلى جميع الميادين رافعين المصاحف مستخدمة شعارات نارية تشعل بها قوة وحماسة الشباب حتى تكون استجابتهم لدعوتها قوية، فتستخدم الدين كسلاح وتلعب على أوتار المشاعر لمن فقد عزيزاً حيث المطالبة بالقصاص للقتلى .

وأرى فى استخدامهم للمصاحف فى التظاهر اعتداء على كتاب الله، وعدم احترامه، فهذا الكتاب له قدسيته ولايجب تعريضه لأى إهانة حتى ولو كانت غير مقصودة منهم، فالخروج به يعرضه للسقوط على الأرض، وربما تدوسه الأقدام غير مبالية -نتيجة التدافع والكر والفر- فلماذا المجازفة بكتاب الله؟كما أرى أن جماعة الإخوان المسلمين هى المحرك الأساسى لهذه الدعوة وليست الجبهة السلفية، فهى ضعيفة وليس لها أى تأثير على الشارع المصرى، لكن الجماعة الإرهابية تستخدمها لتوجيه رسالة للمجتمع الدولى بأن هناك مؤثراً إسلامياً آخر غير الإخوان المسلمين، أو بديل عنهم وممثل عنهم وهو الجبهة السلفية ويتطلع لتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية والقصاص العادل كما يصرحون بأنهم يتعرضون للقمع والتعذيب أيضاً مثلهم حتى يحصلوا على مساندة وتأييد من هذا المجتمع.تلك الدعاوى الصبيانية الخبيثة التى لم تلق قبولاً سوى من المجلس الثورى المصرى الموجود فى تركيا لا هدف من ورائها سوى نشر الفوضى والعنف فى البلاد، ومحاولة استقطاب كوادر جديدة من الشباب تؤمن بأفكارهم بعد أن أصيبت كوادرهم القديمة بالإحباط من قياداتهم وتيقنهم بأن تلك الجماعات تلقى بهم إلى التهلكة والمواجهة المباشرة مع قوات الأمن بينما قياداتهم تنعم بالهدوء والأمان والاستقرار فى الخارج مما جعل الكثيرون من هؤلاء الشباب يحجمون عن المشاركة معهم فى أى فعاليات أو تظاهرات، كما انشق عنهم آخرون حتى أصبح لا وجود لتلك الجماعات الإرهابية على الساحة وانطفأ بريقها وانكشف أمرها وحقيقة تآمرها على الوطن ووضحت الرؤية أمام الجميع، وعلموا بأنها جماعات مزيفة تتعامل مع الشعب المصرى على أنه «عدو لدود »يجب عقابه، لأنه لم يسمح لهم بقيام دولة الخلافة الإسلامية على أرضه كما كانوا يخططون وأنه وقف إلى جانب رئيسه «عبد الفتاح السيسى» يؤيده ويسانده، ويعلى مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية مما جعلهم يختبئون فى جحورهم مع إحكام القبضة الأمنية على تلك الجماعات وملاحقتهم فى كل مكان، وتصميم القوات المسلحة على بتر رءوس الإرهابيين فلم نعد نسمع لهم صوتاً اللهم إلا بعض الهجمات الخسيسة التى استهدفت قوات الجيش والشرطة، وبعض التفجيرات الأخرى التى استهدفت المواطنين الأبرياء من خلال «زرع القنابل البدائية الصنع» فى المناطق المزدحمة كعربات مترو الأنفاق والقطارات ومواقف أتوبيسات النقل العام كنوع من إثبات الوجود، وكان لابد لهم من افتعال حدث كبير يكون له تأثير إعلامى دولى واسع يؤكد استمرارهم فكانت الدعوة للثورة الإسلامية!

إعلامية