قاضي "محاكمة القرن".."رشيد" في أحكامه.."كامل" في قرارته

''مَحكمة'' تلك الكلمة التي ستنطق بعد قليل، فهكذا ينطق الحاجب بصوت جهورِي، ويقوم أشهر قضاة مصر في العقود الأخيرة المستشار "محمود كامل الرشيدي"، الذي ذاع صيته في تلك الآونة، بسبب التصاق اسمه بمحاكمة القرن، بنطق كلمات انتظرها المصريون لأكثر من سنة و4 أشهر و22 يومًا هي عمر إعادة ''محاكمة القرن''.
عُرف بمواقفه الحاسمة وضبط الجلسات، بثبات غير معهود يدخل قاعته بقامته الممشوقة، بصوت عالي يرج أرجاء قاعته ينادي على متهميه، رفض دخول 5 محامين مصريين وكويتيين للدفاع عن مبارك بدون توكيلات، فضرب مثلًا في الالتزام، تنحى عن نظر قضية قتل المتظاهرين في المرج رغم تمسك الدفاع به، ليمسك قضية أكبر منها ويصل معها إلى لحظات النهاية، يتظلم أمامه رشيد وزير الصناعة الأسبق، من التحفظ على أمواله، فيرفضه لثبوت الأدلة معه.
إنه المستشار "محمود كامل الرشيدي" رئيس محكمة جنايات شمال القاهرة، التي ستنطق بعد ساعات بالحكم في محاكمة القرن.
ولد المستشار الرشيدي في منطقة الملاحة بالسويس، ويبلغ من العمر 61 عامًا، تخرج من كلية الحقوق جامعة عين شمس بدرجة جيد جدًا، وعين معاونًا للنيابة العامة عام 1975، واعتذر عن العمل في الجامعة كمعيد بالقسم الجنائي، في ذلك التوقيت، وتدرج في وظائف السلك القضائي وصولًا إلى درجة رئيس بالاستئناف، ونظر العديد من القضايا خاصة جرائم القتل.
تحفل سيرته الذاتية بالعديد من الأعمال والمواقف التي تتسم بالشجاعة، حيث يتمتع المستشار كامل الرشيدي بالحسم والقوة والقدرة العالية على السيطرة على قواعد المحاكمة، ولا يسمح بحالات الهرج والمرج والفوضى التي أصبحت سمة غالبة على كافة المحاكمات، وخاصة قضية القرن.
وكانت من المواقف المشهودة له، رفضه الطلب المقدم من 5 محامين متطوعين للدفاع عن مبارك من بينهم كويتيان اثنان، طلبوا حضور جلسات إعادة المحاكمة للمرافعة والدفاع عن الرئيس السابق، وذلك لعدم وجود توكيلات رسمية صادرة لهم من مبارك لتولي مهمة الدفاع عنه بجلسات القضية.
وسبق له تنحيه عن نظر قضية قتل المتظاهرين بالمرج، التي كان يحاكم فيها ضابط شرطة لاستشعاره الحرج، رغم أنه ثبت بمحضر الجلسة تمسك دفاع طرفي القضية باستمراره، كما تنحى عن نظر الاستئناف المقدم من النيابة العامة ضد قرار إخلاء سبيل 24 متهمًا في أحداث ماسبيرو، لاستشعاره الحرج.
اليوم يقف كامل الرشيدي، والأنظار تحيط به من كل جانب، مصائر البعض تتعلق بكلمة منه، يحاسب عنها أمام الله.