رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصدفة اسمه «إسلام»


«فلان الفلانى اللى كان يومها جنبى..ساعة لما بدأوا فى ضرب الرصاص ..فلان الفلانى اللى مَعرفش اسمه..فـ دايما بقول يابن عمى وخلاص» .. قال لى ابن عمى وخلاص إنه سمع فلانة الفلانية الإخوانية اللى كانت واقفة مستغربة فى ميدان طلعت حرب من الناس العجيبة إللى بيسموا نفسهم جبهة حماية الإبداع وحرية الرأى وهمه بيتظاهروا ويصرخوا من قرارات التضييق على حرية الإبداع والتعبير، فصرخت فيهم قلنا ليكم ميت مرة «الإسلام هو الحل».

فردت عليها فلانة المبدعة «لكن لحد دلوقتى ما شفناش منكم الحلول العظيمة علشان يعم الخير والسلام وانعتاق الناس من عبودية فتاوى الخروج عن صحيح الأديان لأنكم أصحاب رؤية بتاعتكم لوحدكم لتعاليم الدين خلت ظهورنا للحائط لإنكم بقناعاتكم اللى بتحاولوا تفرضوها ، خلتونا وكأننا وحاشى لله أن نكون وكأننا بنحارب الدين».

وهنا تدخل فلان آخر «نفسى أعرف أى تدين يخليكوا تقولوا مش نازلين 25 يناير ولما تلاقوها نجحت تنزلوا وتقولوا إحنا الثورة والثورة إحنا؟» أما فلان الثالث فبادرهم مغتاظاً «مش إنتم إللى خليتوا الثورة مسلم ومسيحى بعد ما كانت البنت المسيحية بتصب الماء على إيدين أخوها المسلم فى الميدان لما كان محتاج الوضوء للصلاة»، وهنا تدخلت فلانة الأولانية المبدعة «من ساعة صاحبكم البشرى ما شكل لجنة وضع الدستور اللى أجهزت على الثورة وكل أحلامها».

وهنا تسأل الإخوانية بسخرية «إزاى إن شاء الله» فيرد فلان الرابع «كفاية حكاية البرلمان قبل الدستور واستفتاء موقعة الصناديق» و.. وهنا يقاطع فلان الفلانى الجميع «الكارثة الأعظم الموافقة على إنشاء أحزاب بمرجعية دينية لأن دى رأس الحربة اللى أجهزت على كل شىء نبيل ووطنى فى الثورة ودعمت وأججت لعبة مسلم ومسيحى لدرجة تزوير إرادة المستفتى والناخب، وإلى حد إنه فى نهاية الماراثون الانتخابى كان الكلام على تنافس شفيق القبطى ومرسى المسلم» ويقول فلان الفلانى ضاحكا «وإلى الآن رغم وصولهم إلى حكم البلاد والعباد يقولوا مظاهرة أبو حامد المسيحى وقيادة كبيرة تقول إن 24 أغسطس مظاهرة قبطية وياريت يكونوا عرفوا حجمهم !!!».

وتواصل فلانة الإخوانية «أنا مش عارفه لمصلحة مين البكاء على اللبن المسكوب، وتقعدوا يا حنجورية تعلقوا فشلكم على مفاجأة نجاح الآخرين، تقدروا تقولولى إيه المظاهرة دى .. خليكم ضيعوا وقت فى التنظير وندوات الخيابة ، وابعدوا كمان وكمان يا نخبة الندامة عن الناس والشارع.. إحنا قلنا خلاص البلد استقرت واتخلصنا من حكم العسكر ولأول مرة البلد صار ليها رئيس منتخب، وأرجع وأفكركم الإسلام هو الحل».

وصمت الجميع لأن فى الكلام ما يشير بعضه إلى إدانة مستحقة لنخب باتت تائهة ، بينما كان عليها العمل الجاد للم شمل ائتلافات الخيابة والتجهيز لدخول الانتخابات البرلمانية فى تحالفات قوية ، ولكن فلانة الليبرالية رأت ضرورة الرد على فلانة الإخوانية «على فكرة إحنا هنا واقفين علشان نساند مصرى وطنى شريف وبالصدفة اسمه «إسلام» .. إسلام عفيفى، علشان اللى رافعين شعار «الإسلام هو الحل» قدموه دون تحقيقات فى نقابته أو النيابة لمجرد إنه مارس حقه فى التعبير عن رأيه هو وزمايله فى جريدة «الدستور»، وهو مسلم يعرف أنه لا يجوز الصمت على الإضرار بمصالح البلاد والعباد وفق تعاليم دينه، بل وكل الأديان».

■ كاتب