رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى القديس يوحنا الحبيب

الكنيسة المارونية
الكنيسة المارونية

تحتفل الكنيسة المارونية في مصر بذكرى مار يوحنّا الإنجيليّ والرسول وولد يوحنّا في بيت صيدا عند بحيرة طبريّة. كان صيّاد سمك. دعاه يسوع مع أخيه يعقوب فتركا شباكهما وأباهما وتبعا يسوع. هو من الرسل الاثني عشر ومن المقرّبين من يسوع. هو التلميذ الحبيب الذي اتّكأ على صدر يسوع في العشاء الأخير. 

هو وأَخوه طلبا أن يجلسا عن يمين يسوع وعن شماله في مُلكه. كان سريع الغضب فزجر الأولاد الآتين إلى يسوع وأراد أن ينزل نارًا وكبريتًا على مدينة سامريّة رفضت استقبال يسوع. رافق معلّمه حتّى الجلجلة وشهد قيامته الباهرة. بشّر في أورشليم وتركيا واليونان. 

أقامت مريم العذراء معه بعد صعود ابنها إلى السماء. أُلقي في خلقين من الزيت المغليّ لكنّ الله حفظه من كلّ ضرر فخرج سالمًا. نُفي إلى جزيرة بطمس حيث دوّن رؤياه. ثمّ عاد إلى أفسس ودوّن الإنجيل المقدّس. مات سنة 105م.

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إنه تعرف الكنيسة نمطيّ حياة أوصى بهما الله ومجّدهما. الحياة الأولى هي بالإيمان، والثانية هي بالرؤية؛ الأولى في رحلة الزمن، والثانية في البيت الأبدي. الأولى في العمل، والثانية في الراحة؛ الأولى على الطريق والثانية في الموطن؛ الأولى في العمل الدؤوب، والثانية في ثمرة التأمّل.

يرمز الرسول بطرس إلى الحياة الأولى، بينما يرمز يوحنّا إلى الحياة الثانية... غير أنّهما ليسا الوحيدين اللذين أدركا هذه الحقيقة، بل الكنيسة مجتمعة وهي عروس الربّ يسوع المسيح، هي التي يجب أن تُخلَّص من تجارب هذه الحياة الأرضيّة وأن تبقى في النعيم الأبدي.

يرمز القدّيسان بطرس ويوحنّا كلّ بدوره إلى واحدة من هاتين الحياتين، لكنّهما أمضيا معًا الحياة الأولى في الزمن وبفضل الإيمان؛ وسينعمان معًا بالحياة الثانية في الأبدية بفضل الرؤية.

فقد تلقّى بطرس مفتاح ملكوت السّموات، مع سلطة ربط وحلّ الخطايا وذلك ليقود القدّيسِين المُجتمِعِين في جسد الرّب يسوع المسيح ويسير بهم وسط عواصف هذا العالم.

كما سمح الرَبّ يسوع ليوحنّا بأن يميل على صدره من أجل القدّيسِين أجمعين، ومن أجل أن يسمح لهم بالدخول إلى أعماق حياته الشخصيّة. فالقدرة على ربط الخطايا وحلّها لا تقتصر على بطرس وحده، بل تمتدّ إلى الكنيسة كلّها؛ ولم يكن يوحنّا الوحيد الذي نهل من محبّة الرّب يسوع – الكلمة الذي كان منذ البدء عند الله – إنّما الرّب يسوع بذاته سكب إنجيله أمام البشريّة جمعاء لينهل منه كلّ واحد وفقًا لقدرته.