رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجتمع الخير.. "الدستور" تتحدث مع مؤسس مبادرة دعم غزة داخل مراكز الإيواء

مبادرون
مبادرون

داخل مراكز إيواء تفتقر لأدنى مستويات الحياة، يعيش أكثر من 1.2 مليون نازح من قطاع غزة بالمخيمات؛ نتيجة الحصار الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى الآن، والذي يضيق الخناق على الأهالي بكل الطرق.

يعيش النازحون حياة صعبة لا تتوافر بها أدنى مقاومات الإنسانية، لا طعام نظيف والماء ملوث والكهرباء تنقطع، حتى المساعدات الإنسانية الخارجية تُمارس عليها قوات الاحتلال قيود.

وسط كل تلك المعاناة يظهر الدور الذي تقوم به بعض المؤسسات والمبادرات الذاتية، التي تحاول مساعدة أهالي غزة، منهم «مبادرون» وهو تجمع إغاثي غير حكومي له دور منذ بداية الحرب وحتى الآن في إغاثة الجوعى والمرضى بمراكز الإيواء. 

التقت «الدستور» بمؤسس المبادرة للحديث عن دورهم فى إغاثة الجرحى والنازحين.

مبادرون.. تجمع خيري لإغاثة النازحين


هارون المدلل، مؤسس تجمع مبادرون لإغاثة غزة، يقول: «تشكلنا منذ سنوات إذ نعمل في مدينة رفح تحديدًا منذ أعوام، وفكرة التجمع تقوم على المساعدات الخيرية والاجتماعية التي يحتاجها أهالي غزة ورفح بشدة خلال الفترة الحالية من الحرب».
يضيف لـ«الدستور»: «التجمع يعمل في كل الأوقات ولكن نشاطه يزيد خلال الأزمات والحروب ويظهر دوره المحوري فيها، حيث بدأنا بالنشاط الخيري الإغاثي منذ بداية الحرب، والذي يتمثل على أكثر من صعيد بداية من تقديم الطعام».
أكثر من 60 مركز إيواء قام تجمع مبادرون بإرسال الطعام لهم داخل مراكز مدارس الأنروا والحكومة الفلسطينية، لتقديم وجبات الطعام للنازحين حتى تصل إليهم المساعدات.

تقديم وجبات الطعام

اعتاد المتطوعون في تجمع مبادرون وفقًا لـ«هارون» تقديم وجبات الطعام والحبوب والطحين لمئات النازحين إلا أنها بالتأكيد لا تكفي الجميع بسبب أعداد النازحين التي تزيد كل يوم، ويوضح مدلل أن الوجبات تخرج بجهود مجتمعية وتبرعات من الأهالي والتجار من أجل تنفيذ الوجبات اليومية لهم.

تخصص تجمع مبادرون كذلك في تقديم وجبات الطعام والعصائر والمياه لأصحاب الأمراض وخاصة المزمنة مثل السرطان والكلى: «نحتاج دومًا للتبرعات حتى نستطيع الوفاء بكل ما يحتاجه النازحون لأن الاستهلاك ومعدل الطلب أعلى من إمكانيات تجمع مبادرون».

يضيف: «الوضع صعب للغاية والموارد شحيحة، لكن هناك عزيمة وإصرار من قبل أعضاء التجمع على الصمود ومساعدة النازحين، لأننا نعتبر يوم السابع من أكتوبر بمثابة عبور وحرب خاصة مختلفة عن كل ما حدث خلال السنوات الماضية».


تحديات ومعوقات

يواجه تجمع مبادرون العديد من التحديات خلال العمل اليومي في إغاثة وخدمة نازحين مراكز الإيواء في قطاع غزة، منها انقطاع الكهرباء المتكرر والذي يوقف أعمال مطبخ إعداد الوجبات لا سيما أنه يعمل بنظام الورديات وتتعطل وردية الليل بشكل كامل.
إلى جانب نفاد الوقود بسبب استهداف الاحتلال الإسرائيلي محطات الوقود وفق هارون، والتي تعطل عمل المطبخ بسببه، وكذلك تنقطع الماء ويتعطل العمل أكثر من مرة إلى جانب انقطاع الاتصال.

عمل تحت القصف

يتذكر هارون أصعب المواقف التي مرت عليهم منذ بداية الحرب، والتي كانت أثناء إعداد وجبات الإفطار صباحًا للنازحين، وأثناء عملية التوزيع سمعوا صوت دوي انفجار شديد واتضح أن هناك غارة.
يقول: «تغير إسرائيل على مراكز إيواء النازحين رغم علمها التام أنها لا تحوي سوى المدنيين، وقصفتنا أثناء التوزيع وكنا نجري في كل مكان نحاول الاختباء والحفاظ على الطعام لأن بعد الغارة سيكون هناك ضحايا كثيرون في حاجة لإغاثة طبية وتغذية».
يضيف: «الغارة الإسرائيلية الواحدة تخلف العديد من الضحايا بسبب أن المراكز تمتليء عن بكرة أبيها وبيوت الناس تمتليء بأقاربهم ممن نزحو من مناطق أخرى، ولا يوجد موضع قدم داخل المخيمات وبالكاد نستطيع خدمتهم في الغذاء والإغاثة».