رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هشام زعزوع: صناعة السياحة يمكنها حل أزمات اقتصادية عديدة خاصة نقص العملة الأجنبية

هشام زعزوع
هشام زعزوع

قال الدكتور هشام زعزوع، وزير السياحة الأسبق إن صناعة السياحة يمكنها حل أزمات اقتصادية عديدة وخاصة نقص العملة الأجنبية، وقد حبا الله مصر بالعديد من المميزات السياحية الفريدة التي لا يوجد لها مثيل في أغلب دول العالم، كما تمتلك نحو 240 ألف غرفة فندقية بجانب المطارات والموانئ.

وأضاف زعزوع- خلال ندوة بعنوان "تعالوا معنا نتعرف على المقاصد السياحية بالجمهورية الجديدة" للحديث عن دور صناعة السياحة المصرية ومدى تأثيره- أن الدولة المصرية بدأت تهتم بصناعة السياحة بشدة، ودائمًا ما نقول إن أول سائح عظيم في التاريخ جاء لمصر كان السيد المسيح مع والدته السيدة العذراء، لذا فمصر دولة سياحية منذ آلاف السنين، غير أن صناعة السياحة بمعناها المتكامل هي صناعة حديثة ظهرت عام 1840 مع أبوالسياحة في العالم توماس كوك، والذي نظم أول رحلات داخل بريطانيا نفسها مع تطور صناعة القطارات، ونمت رحلاته لتمتد إلى عواصم أوروبا مع مد خطوط القطارات إليها.

وتابع: "وبالنسبة لمصر، فإن أول رحلة سياحية جاءت لمصر كانت عام 1869 مع افتتاح قناة السويس ونظمها أيضًا البريطاني توماس كوك، بهدف حضور حفل الافتتاح، وبعدها توالت الرحلات وكانت قاصرة على أصحاب الدخل المرتفع في الخارج، ولكن بعد اختراع الطائرات وفي 1950 عقب الحرب العالمية الثانية بدأت حركة السياحة العالمية، وتم رصدها كحركة اجتماعية تطورت الى ظاهرة اقتصادية، شملت 25 مليون سائح دولي حول العالم، وتم تعريف السائح بأنه الشخص الذي ينتقل لمكان آخر لفترة بين ليلة الى عام وليس بغرض العمل، وذلك بخلاف الزائر الذي يصل ويغادر في نفس اليوم".

وأشار زعزوع، إلى أن تطور قطاع الطيران أنعش حركة السياحة وحولها لصناعة، وبات هناك منافسة بين الدول لجذب السائحين، حتى عام 2012 الذي احتفل فيه العالم بالوصول لمليار سائح لأول مرة، ثم في 2019 وصل العالم الى مليار ونصف المليار سائح، منوهًا إلى أهمية هذا القطاع الذي يدر تريليونات من الدولارات للدول، وهناك واحد من كل 10 أشخاص حول العالم يعمل بالسياحة بشكل مباشر وغير مباشر، وكل ذلك حدث في غضون 70 عامًا فقط.

ولفت لأهمية التكنولوجيا الحديثة التي غيرت قوى السوق السياحية في العالم، مثلما أحدث الطيران تغييرًا كبيرًا في الصناعة، فاليوم نشهد نفس الثورة عن طريق التكنولوجيا، التي سيطرت على الصناعة عالميًا وبات من الأهمية بمكان أن تتطور شركات السياحة المصرية وتتداخل بشكل أكبر في التكنولوجيا الحديثة حتى لا تتلاشى الشركات، فلم يعد شرطًا الآن وجود وكيل سياحي للسفر، بل يمكن للسائح استخدام شبكة الإنترنت فقط لإجراء كل حجوزاته، والإعداد لرحلته، وقد بدأ منظمو الرحلات الدوليين في اللجوء للتكنولوجيا الحديثة في الترويج لبرامجهم وإجراء الحجوزات والتواصل مع السائحين مباشرة، بينما لا يزال البعض في مصر يعمل بالآليات القديمة التي لا تتناسب مع العصر.

وأكد أن ثقافة السفر للسياحة والإجازات باتت أمرًا ضروريًا ضمن أولويات الأسر في أغلب دول العالم وخاصة في الصين واليابان بجانب أوروبا التي تبنت هذه الثقافة منذ سنوات طويلة، كما ظهرت تخصصات جديدة لم تكن موجودة من قبل، مثل مواقع إلكترونية مخصصة لعرض وتأجير الشقق والغرف الخاصة للسائحين بديلًا عن الفنادق، ولديها تقييمات ومتابعة تمكن السائح من الحصول على أفضل خدمة، وخلف ذلك بالطبع مجموعة من الخبراء لتمكين هذه الثورة التكنولوجية وسط منافسة شرسة عالميًا على كعكة السائحين الدوليين.

ودعا وزير السياحة الأسبق، الطلاب، لثقل مهاراتهم والتدريب العملي المستمر مع النجاح في استيعاب مفاهيم المواد الدراسية السياحية، حتى يستطيع الطالب إيجاد فرصة العمل المناسبة، خاصة أن أغلب دول العالم تحتاج الآن لعمالة سياحية ماهرة، وقد هجر العاملون بها القطاع في خضم أزمة كورونا.