رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير أمريكى.. دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا بـ61 مليار دولار يمنع تقدم روسيا

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

أكد تقرير أمريكي، الإثنين، أن موافقة مجلس النواب الأمريكي على تقديم مساعدات بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا ستعزز من جهود القوات الأوكرانية في الحفاظ على الخطوط الأمامية وصد الهجمات الروسية.

وأوضحت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، في تقرير لها، أن إقرار مجلس النواب الأمريكي يوم السبت حزمة طال انتظارها بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا يضعها على بعد خطوة من حشد قوة نيران وأسلحة جديدة سيتم نقلها إلى خط المواجهة لمحاربة هجمات روسيا الأخيرة. 

وقالت الوكالة إن روسيا تستخدم كل قوتها لتحقيق أهم مكاسبها منذ غزوها بحلول الموعد النهائي في التاسع من مايو، وفي هذه الأثناء، ليس أمام كييف خيار سوى انتظار تجديد الموارد، ونظرًا لوجود فرصة سانحة، استغلت روسيا الزخم في ساحة المعركة وأجبرت قوات كييف على التنازل عن الأراضي ذات الأهمية التكتيكية.

تأخر المساعدات الأمريكية يكبد أوكرانيا خسائر فادحة

وأكدت البنتاجون أنها قد تنقل الأسلحة إلى أوكرانيا في غضون أيام إذا أعطى مجلس الشيوخ والرئيس جو بايدن الموافقة النهائية على حزمة المساعدات، لكن الخبراء والمشرعين الأوكرانيين قالوا إن وصول المساعدة إلى القوات قد يستغرق أسابيع، مما يمنح روسيا مزيدًا من الوقت لإضعاف الدفاعات الأوكرانية.

وأشار التقرير إلى أن الجهود التي استمرت سبعة أشهر لتمرير حزمة الدعم الأمريكي جعلت أوكرانيا رهينة للسياسة الداخلية لأكبر حليف لها، كما أثارت مخاوف بشأن كيفية تأثير رمال السياسة الأمريكية المتحركة على الدعم العسكري في المستقبل.

وتابعت: "لا يستطيع الشركاء الأوروبيون مجاراة حجم ونطاق المساعدات الأمريكية، التي تظل أمل كييف الرئيسي في كسب الحرب، لكن هذا الدعم جاء مصحوبًا بخطوط حمراء، بما في ذلك القواعد التي تحظر استخدام الأسلحة التي يقدمها الغرب لشن ضربات داخل الاتحاد الروسي. ويرى بعض المسئولين الأوكرانيين أن مثل هذه القيود تعوق قدرتهم على شل قدرات العدو الأكثر قوة".

بافتراض وصول المساعدة في الشهرين المقبلين، فإن الخطط جارية لشن هجوم أوكراني محتمل في أواخر الصيف، لكن يرى المحللون أن الدعم المستقبلي لا ينبغي أن يعتمد على معركة حاسمة واحدة كبيرة، بل على استراتيجية مستدامة على مدى سنوات عديدة.

أوكرانيا تحاول تصدي محاولات روسيا لكسر الخطوط الدفاعية

وبحسب الخبراء يتعين على أوكرانيا أن تصد محاولات روسيا لكسر الخطوط الدفاعية والمواقع الراسخة، لكن تعاني كييف من انخفاض شديد في صواريخ الدفاع الجوي، ليس فقط بالنسبة لأنظمة باتريوت المتطورة، ولكن أيضًا بالنسبة للأنظمة الجوية التكتيكية، وقد أتاح ذلك للقاذفات المقاتلة الروسية فرصة لإلقاء آلاف القنابل الجوية القاتلة على المواقع الأوكرانية، وتدمير الدفاعات على الأرض، وهو أمر لم تتمكن القوات الجوية الروسية من القيام به من قبل.

ومنذ شهر يناير، استولى الكرملين على 360 كيلومترًا مربعًا (140 ميلًا مربعًا) من الأراضي الأوكرانية، أي ما يعادل تقريبًا مساحة مدينة ديترويت الأمريكية، وفقًا لمعهد دراسة الحرب ومقره واشنطن.

واشتكى القادة العسكريون الأوكرانيون من النقص الحاد في الذخيرة منذ أواخر ديسمبر الماضي، وبحلول فبراير، قال رؤساء وحدات المدفعية في العديد من المناطق إن لديهم أقل من 10% من الإمدادات التي يحتاجونها، بينما سارعت كييف إلى الاقتصاد في استخدام القذائف.

وقال القائد الأعلى الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، إن روسيا تعتزم الاستيلاء على مدينة تشاسيف يار، مشيرًا إلى أن القيادة العسكرية العليا في روسيا أمرت جنودها بالسيطرة على البلدة بحلول التاسع من مايو، وهو يوم النصر الروسي.

ولتحقيق هذا الهدف، تطلق روسيا العنان لهجمات يومية بطائرات بدون طيار وقنابل جوية على القوات الأوكرانية التي ليست لديها وسيلة للهجوم المضاد.

وقال يوري فيدورينكو، قائد كتيبة من اللواء 92 في منطقة تشاسيف يار، إن الوقت عامل جوهري، مضيفًا: "الآن ليس لدينا ما نرد به على العدو".

واعترف فيدورينكو، وهو يقود الرجال الذين وصلوا إلى مستويات شديدة من الإرهاق، بأن الروس كانوا يتقدمون بشكل مطرد. وأضاف أنه في وقت المقابلة، كانت القوات الروسية على بعد 500 متر فقط من البلدة.

وأضاف أنه كان من الممكن إنقاذ الجنود الذين ماتوا من أجل حماية الأراضي التي ضاعت لو تمت الموافقة على المساعدات الأمريكية في وقت سابق.

روسيا تسعى لدخول كوستيانتينيفكا وسلوفيانسك ودروزخيفكا

واكتسبت روسيا زخمًا بعد وقت قصير من سيطرتها على أفدييفكا في فبراير، ثم سعت قوات موسكو إلى تعزيز نجاحها التكتيكي والتقدم نحو مدن أكبر ذات أهمية استراتيجية مثل كوستيانتينيفكا، وسلوفيانسك، ودروزخيفكا، والتي تشكل معًا سور الدفاع الرئيسي لأوكرانيا في منطقة دونيتسك.

وحذر الخبراء من فوز روسيا في تشاسيف يار، التي كان عدد سكانها قبل الحرب 12 ألف نسمة، الذى من شأنه أن يجعل روسيا أقرب إلى كسر هذا الحاجز.

وقال جورج باروس، المحلل في معهد دراسات الحرب، إنه إذا تمكن الروس من الاستيلاء على تشاسيف يار، فإنهم على بعد حوالي 5 إلى 7 كيلومترات فقط من أقصى وصلة جنوبية في تلك السلسلة، وإذا تمكنت روسيا من التوغل في خط التماس بين كوستيانتينيفكا ودروزكيفكا، فستكون قادرة على مهاجمة حزام الحصن الآمن.

ومن شأن ضخ إمدادات جديدة أن يمنح القوات الأوكرانية غطاءً ويساعدها على صد العدو، لكن روسيا ستظل لها اليد العليا في كل من القوة البشرية والذخيرة، حيث يتمتع الجيش الروسي بالقدرة على تجنيد ما بين 20.000 و30.000 متطوع جديد شهريًا، ويتمتع بميزة 6 إلى 1 تقريبًا في المدفعية.