رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تراجع سعر أوقية الذهب مع انخفاض الطلب على الملاذ الآمن

الذهب
الذهب

تراجع سعر أونصة الذهب العالمي مع بداية تداولات الأسبوع، وذلك في ظل تراجع الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية، بعد أن انحسرت المخاوف المتعلقة بتوسع نطاق الصراع في الشرق الأوسط، ما زاد من عمليات البيع لجني الأرباح على الذهب وذلك قبل صدور بيانات هامة هذا الأسبوع.

انخفض سعر الذهب الفوري اليوم بنسبة 1.3% ليسجل أدنى مستوى منذ 5 جلسات عند 2351 دولارا للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2392 دولار للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2358 دولارا للأونصة ويأتي هذا التراجع بعد أن استطاع الذهب أن يسجل 5 أسابيع متتالية من الصعود ليسجل مستوى تاريخيا عند 2431 دولارا للأونصة. 

وقللت إيران من أهمية الضربة الانتقامية التي شنها الكيان الصهيوني ضد إيران نهاية الأسبوع الماضي، الأمر الذي تراه الأسواق أنه تجنب للتصعيد الإقليمي، وبالتالي انعكس بشكل إيجابي على الاستثمارات الخطرة على حساب استثمارات الملاذ الآمن، على رأسها الذهب. 

في الوقت الحالي تفتقر الأسواق إلى الحافز الذي يدفع أسعار الذهب إلى استكمال رحلة الصعود، ليبدأ المستثمرون في تقييم مراكزهم المالية ومعرفة تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب الذي لا يقدم عائدا لحائزيه في مقابل الاستثمار في أدوات أخرى تقدم عوائد، مثل سندات الخزانة الأمريكية.

السندات الحكومية الأمريكية


ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات لأربعة أسابيع متتالية، وسجل خلال الأسبوع الماضي أعلى مستوى منذ 5 أشهر ونصف عند 4.696%. في الوقت الذي شهد فيه أيضًا الدولار الأمريكي ارتفاعا لأعلى مستوياته منذ منتصف شهر أكتوبر الماضي. 

ارتفاع كل من الدولار وعوائد السندات الأمريكية يزيد من الضغط السلبي على أسعار الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهم، وجاء السبب الرئيسي وراء هذه الارتفاعات البيانات الاقتصادية الأمريكية التي أظهرت تماسك معدلات التضخم وعدم استجابتها لمزيد من التراجع، خاصة مع وجود دعم من قوة قطاع العمالة وارتفاع معدلات الإنفاق من قبل القطاع العائلي الأمريكي، بحسب التحليل الفني لجولد بيليون.

أدى هذا إلى إشارة العديد من أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي إلى تأجيل قرار خفض أسعار الفائدة، ليلتزموا الحذر فيما يتعلق بميعاد البدء في خفض الفائدة الأمريكية، بينما أشار عضو البنك الفيدرالي رفائيل بوستيك انه إذا توقف التضخم عن التراجع فانه سيؤيد العودة لرفع أسعار الفائدة. 

ساعدت هذه العوامل في دفع توقعات الأسواق بشأن موعد البدء في خفض الفائدة إلى سبتمبر القادم بعد أن كانت في شهر يونيو، كما خفضت الأسواق توقعات إجمالي عدد مرات خفض الفائدة هذا العام إلى مرتين فقط.

وتنتظر الأسواق هذا الأسبوع صدور بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي عن الولايات المتحدة الأمريكية، ما يعد مقياس التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي الأمريكي، ومن المتوقع أن يظهر المؤشر استمرار تماسك التضخم خلال شهر مارس، بالإضافة إلى إمكانية ارتفاع على المستوى السنوي.

يذكر أن التأثير الإيجابي للمخاطر الجيوسياسية من المتوقع أن يستمر على المدى المتوسط، وهو ما سيمنع الذهب من الهبوط بشكل حاد، ويتوافق هذا مع توقعات مؤسسة سيتي بنك التي أشارت إلى حدوث تراجع ضحل وقصير الأجل قبل نهاية الربع الثاني، على أن تعود أسواق الذهب لترتفع في النصف الثاني من عام 2024 إلى 2500 دولار للأونصة.

من جهة أخرى، أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 16 أبريل، انخفاض عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار 1022 عقد مقارنة مع التقرير الماضي، كما انخفضت عقود البيع بمقدار 526 عقدا.

بينما في نفس الوقت ارتفع الطلب من قبل الشركات الكبيرة على عقود الشراء بمقدار 4590 عقدا بالمقارنة مع التقرير السابق، كما ارتفع الطلب على عقود البيع بمقدار 2766 عقد.

التقرير يوضح أن الطلب على المضاربة في الذهب بدء في التراجع، سواء في الشراء أو البيع، ولكن في المقابل الشركات الكبيرة تشهد عودة إلى الاستثمار في الذهب بسبب المخاوف المتعلقة بارتفاع مستوى الدين الحكومي للاقتصاديات الكبرى واستمرار تواجد السيولة النقدية الضخمة في الأسواق، الأمر الذي يبقي التضخم قائم، وبالتالي تتجه إلى الذهب باعتباره ملاذا ضد التضخم.


أسعار الذهب في مصر  
تراجعت أسعار الذهب مع بداية تداولات اليوم في ظل انخفاض في سعر أونصة الذهب العالمي إلى جانب تراجع في متوسط سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية، بينما يستمر الترقب في الأسواق لما قد يطرأ من التغيرات في أسعار الذهب المحلي في ظل عمليات التصدير خاصة مع اقتراب مبادرة زيرو جمارك.

افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات، اليوم الإثنين، عند المستوى 3225 جنيها للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 3210 جنيهات للجرام، يأتي هذا بعد أن انخفض سعر الذهب يوم أمس بمقدار 5 جنيهات ليغلق عند المستوى 3255 جنيها للجرام بعد أن افتتح جلسة الأمس عند 3260 جنيها للجرام، ليصبح إجمالي الهبوط خلال 24 ساعة حوالي 50 جنيها للجرام.

تراجع سعر الذهب اليوم مقارنة مع إغلاق جلسة الأمس وذلك في ظل انخفاض تخطى 1.5% في سعر أونصة الذهب العالمي، بالإضافة إلى تراجع متوسط سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية إلى 48.20 جنيه لكل دولار، ما ساعد في تراجع سعر الذهب المحلي اليوم. 

من جهة أخرى، يبقى الترقب في أسواق الذهب قائما لمعرفة تغيرات الأسعار الممكن حدوثها خلال الفترة القادمة، خاصة مع استمرار عمليات تصدير الذهب من قبل التجار في محاولة منهم لتعويض تراجع الطلب المحلي على الذهب خلال الفترة الحالية.

بينما نجد أن مبادرة زيرو جمارك المسئولة عن دخول الذهب بصحبة العائدين من الخارج بدون رسوم جمركية من المفترض لها أن تنتهي في 10 مايو القادم، وهو ما سيكون له تأثير كبير على حركة سعر الذهب المحلي.

تساهم المبادرة في زيادة المعروض من الذهب المحلي في ظل توقف عمليات استيراد الذهب، وبالتالي مع توقف المبادرة واستمرار عمليات التصدير الحالية للذهب قد نشهد عودة الأسعار إلى الارتفاع، خاصة في حال عاد الطلب المحلي إلى التزايد حيث سنشهد تراجع في المعروض من الذهب وبالتالي ارتفاع في السعر.

وقد وردت أخبار عن تلقي مصر 820 مليون دولار قيمة الشريحة الثانية من قرض صندوق النقد الدولي، بينما هناك توقعات أن تحصل مصر على 400 مليون دولار لدعم ميزانيتها من قبل المملكة المتحدة على مدى عامين.

استمرار التدفقات الدولارية على مصر يعمل على استقرار أوضاع الأسواق بشكل كبير وهو ما انعكس بشكل واضح على سوق الذهب التي تشهد استقرار كبير بعيدًا عن المضاربات والتحركات السعرية الحادة.

لكن من الممكن أن يتأثر سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية جراء تزايد الحصيلة الدولار، فقد نشهد تراجع في سعر الصرف وهو ما سيعمل على خفض السعر المحلي بالتبعية.


توقعات أسعار الذهب


تراجع سعر أونصة الذهب العالمي مع بداية تداولات الأسبوع وذلك في ظل تقلص التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، ما تسبب في ضعف الطلب على الذهب كملاذ آمن في مقابل تزايد الاستثمار في البدائل المالية مرتفعة المخاطرة.

افتتح سعر الذهب المحلي على تراجع خلال جلسة اليوم بسبب انخفاض سعر أونصة الذهب العالمي إلى جانب تراجع محدود في متوسط سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية الأمر الذي ساعد في انخفاض سعر الذهب المحلي.

وانخفض سعر أونصة الذهب العالمي اليوم لتكسر المستوى 2365 دولارا للأونصة وتسجل أدنى مستوى عند 2351 دولار، حيث يتداول السعر حاليًا تحت المستوى المتحرك 50 لمدى زمني 4 ساعات وهو ما يزيد من الضغط السلبي على السعر. 

من ناحية أخرى، استمرار السعر في التراجع يدفع به إلى المستوى 2325 دولار للأونصة الذي يمثل المستوى التصحيحي 38.2% والذي في حالة كسره يتراجع السعر إلى مستويات 2300 دولار للأونصة.


أما عن السعر المحلي:
فشل سعر الذهب المحلي عيار 21 أن يستقر فوق المستوى 3250 جنيها للجرام ليتراجع السعر اليوم ويتداول تحت هذا المستوى ويستهدف حاليًا المستوى 3200 جنيه للجرام في ظل تزايد العوامل التي تدفعه إلى التراجع.

بشكل عام من المتوقع بقاء سعر الذهب المحلي يتحرك داخل نطاق محدد بين 3200 و3300 جنيه للجرام في انتظار حدوث تغيرات في سعر صرف الدولار في البنوك أو تغير سعر أونصة الذهب العالمي.