رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أنا سعيدة

ياسمين صلاح
ياسمين صلاح

هذا الألم لى.. 

لى وحدى

أعرف شعره الطويل..

العالقَ فى فمى

عينه السوداء..

على وجهى كالغرغرينا

لعابه على لسانى، قنبلة آهات

قدمه الهائلة..

تمتد من كبدى حتى حلقى

شاربه المفتول..

يطرف جفنى كلما فتحت عينى

هذا الألمُ يرقد فى أطرافى..

كوحشٍ وقور

يتسلق كتفى.. 

ككدمةٍ زرقاء

الكلاب فى الشوارع يتبادلون النباح 

لماذا يتجول نباحهم بجوفى؟!

يوميًا أقتل كتيبة

من الحيوانات الضالة بطرقاتى

بلمسة واحدة..

يمكننى أن ألون أى شىء بالأحمر 

أدفع شحوبه للصراخ وزهيان المعنى

أقشر البرودة عن الشمس والمصابيح

لا يد لى بهذا

تلك فيزياء الطبيعة

أسمع أنين كل شىء..

الماء فى الإبريق،

الشاى حين يمتزج بالسكر،

حين تنهرس صلابتهما بالماء الساخن،

الطعام حين ألوكه،

قلبى حين يحب،

مفاصلى حين أحاول فتح وردة،

غسالتى التى تتأوه..

من قذارة يد العالم على ملابسى

مروحتى مثلى..

تقتلها الوحدة بين ريَشها الثلاث

سائقى الميكروباص..

يقضون حياتهم فى الانتظار

المطبات تحت عرباتهم

كل المقاعد..

المتمزقة بضجر الحكايا

مرضاى..

حين أبشرهم بالحياة

أنا بائعة النار

ميزانى لا يعترف إلا بالثقل

الألم يجعلنى ثقيلة 

أحدث ثقبًا فى الهواء كلما تحركت

من قال إن الخفة أجمل؟!

لحمى النيئ..

أنضجته التجربة 

صرت صلبة كبيضة مسلوقة

لكنّ الأصفر داخلى ما زال سائلًا

بكل هذا الهدوء..

الذى أعانيه من الخارج

هذه التؤدة التى يسير بها جسدى

بداخلى

تسير كل المخلوقات بسرعة وتدافع

همجية منظمة

أعضائى صارت زرقاء من التخبط

صوتى المتزن الذى..

يقطعه صوت غريب كأنى ملبوسة بالجن

هذا صوت الألم

لا أصرخ

لكنّ أظافره تنشب بحنجرتى

العالمُ يظن أننى أستعرض مرونة صوتى!

لا عليكم جميعًا..

أنا سعيدة.