رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأردن تطالب المجتمع الدولى بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وقبولها عضوًا فى الأمم المتحدة

 أيمن الصفدي
أيمن الصفدي

حذر نائب رئيس الوزراء الأردني ووزير الخارجية أيمن الصفدي، في كلمة ألقاها أمس الخميس بالجلسة المفتوحة لمجلس الأمن الدولي حول "الأوضاع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية" من أن: "خطر التصعيد وتوسع الحرب على غزة يتزايد مع كل لحظة يستمر فيها العدوان على القطاع، ويتعمق فيها القهر، ويتكرس فيها الاحتلال في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، وتغيب فيها آفاق الحل السياسي أكثر"، مطالبا المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وقبولها عضوا كاملا في الأمم المتحدة.

تحذيرات الصفدي، لفتت بقوة على مواقف الأردن الخارجية والداخلية، مؤكدا أن الأردن لن يسمح لأي من كان، أن يجعل المملكة الأردنية الهاشمية، ساحة للصراع "وسنحمي أمننا وأمن مواطنينا، وسنتصدى، بكل قدراتنا وإمكانياتنا، لأي محاولة لخرق أجوائنا وتعريض أمن مواطنينا للخطر، سواء من قبل إسرائيل، أو من قبل إيران، أو من قبل أي كان".

"الدستور" حصلت على كلمة الوزير الصفدي، التي وضعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات العالم الإغاثية والإنسانية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية، أمام حقائق أساسية أفرزتها مآلات الحرب العدوانية الإسرائيلية على أهالي وسكان قطاع غزَّة،، وجاءت هذه الحقائق وفق ما يلي:
أولا:
إن الأردن ستبقى تقف مع الشعب الفلسطيني الشقيق، صوتا للحق الفلسطيني، وقوة من أجل السلام العادل، الذي يشكل تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، سبيله الوحيد.

ثانيا:
دمرت إسرائيل غزة، شردت ثلثي أهلها، أحالت مدارسها ركاما، بيوتها خرابا، حواريها أطلالا، عرى عدوانها همجية عقلية عنصرية انتقامية، لا تكترث بقيمة إنسانية، ولا تحترم قانونا دوليا، تغذيها الكراهية، ويتيح جرائمها عجز دولي، وانتقائية في تطبيق المواثيق الدولية.
ثالثا:
قتلت إسرائيل ما يقرب من أربعة وثلاثين ألف فلسطيني، ثلاثة عشر ألف طفل، ومثلهم من الأمهات العزل، بعضهم برصاصاتها، وأخريات بحصارها، الذي وظف الجوع سلاحا، والتعذيب انتقاما،- هي- جولة للباطل، لم يشهد العالم مثيلا لغطرستها ولا إنسانيتها في التاريخ الحديث.

رابعا:
دمرت إسرائيل غزة، لكنها لم تكسر إرادة شعبها في الحياة. لم تقتل أمل أطفالها في الحرية.
إرادة رأيناها في وجه كهل غزي يتحدى القهر، ويصر أنه لن يترك أرض آبائه وأجداده، ففيها ولد، وعليها يموت. أمل رأيناه في ابتسامات أطفال غزيين، حرمتهم إسرائيل طفولتهم، لكنها عجزت عن سرقة أحلامهم في وطن فلسطيني حر.

خامسا:

هجرت إسرائيل الطفل الغزي محمد خليل أبوشرار من مخيم النصيرات إلى رفح، هناك يسري محمد كل صباح لجلب الماء والخبز إن وجدا لعائلته، حرمته إسرائيل من مدرسته، لكنه يحضر يوميا درسا في خيمة لجوء، رفقة أقران له يصرون أن يتعلموا، يقول محمد إنه لا يريد الحرب، يريد مستقبلا، يريد الحياة ويريد الكرامة.

سادسا:

الوطن الحر هو حق للشعب الفلسطيني لن يموت، لأن وراءه شعب كامل يطلبه. لن يقتله قهر الاحتلال، أو حروبه، أو استيطانه، أو إرهاب مستوطنيه، أو محاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ومحاصرة حرية العبادة، ولن يتحقق السلام والاستقرار والأمن ما لم يتجسد حلم أطفال فلسطين حق أطفال فلسطين في دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على التراب الوطني الفلسطيني، هذا هو الحق الفلسطيني، وهذه هي الحقيقة التي يجب أن يدركها كل من يريد الأمن والسلام لمنطقتنا.

الاحتلال والسلام نقيضان

الوزير الصفدي، جعل من كلمته المهمة والتاريخية في مجلس الأمن، وثيقة لعرض عدة أمور، وضحها للمجتمع الدولي، وهي:

1‐ الاحتلال والسلام نقيضان لا يجتمعان، لا سلام ما بقي الاحتلال، ولا أمن ما ظل الظلم الإسرائيلي ينكر إنسانية الشعب الفلسطيني، وحقه في الحياة والحرية والكرامة والأمن والدولة.

  • اعترفوا بالدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.
  • اقبلوا دولة فلسطين عضوا كاملا في الأمم المتحدة.
  • افعلوا ذلك نصرة للحق، انتصارا للسلام، رفضا للظلم، وصرخة في وجه الباطل.

2‐ لا تتركوا مستقبل المنطقة، مستقبل الفلسطينيين والإسرائيليين وكل شعوب المنطقة، رهينة ظلامية عنصريين متطرفين في الحكومة الإسرائيلية، يدفعون المنطقة نحو دمارية الحروب، وكارثية الفوضى، ويحاصرونها في ضيق الكره والظلم والحقد.

3‐ خطر التصعيد وتوسع الحرب على غزة إقليميا يتزايد مع كل لحظة يستمر فيها العدوان، ويتعمق فيها القهر، ويتكرس فيها الاحتلال في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، وتغيب فيها آفاق الحل السياسي أكثر.

4- ظهرت بوادر "التصعيد" جلية منذ أيام، حين ردت إيران على قصف إسرائيل لقنصليتها في دمشق. إيران قالت، إنها لن تصعد أكثر.

5- يجب منع الحكومة الإسرائيلية من التصعيد أكثر أيضا، ومن جر الغرب إلى حرب إقليمية، تدفع الانتباه بعيدا عن الكارثة في غزة، مع تزايد الضغط الدولي المطالب بإنهائها.

6- وقف التصعيد ضرورة إقليمية ودولية، ويجب أن يبدأ بإنهاء العدوان على غزة، وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يستمر في مفاقمتها، وهي:هي القضية الأساس، وعليها، وعلى وقف القمع والقهر والبطش في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، وعلى إيجاد آفاق حقيقية للسلام العادل، يجب أن يظل التركيز.

7- نحن في المملكة الأردنية الهاشمية، إذ نؤكد ضرورة العمل جميعا من أجل الحؤول دون المزيد من التصعيد، لن نسمح لأي كان، لا لإسرائيل ولا لإيران، أن يجعل الأردن ساحة للصراع.

سنحمي أمننا وأمن مواطنينا، وسنتصدى، بكل قدراتنا وإمكاناتنا، لأي محاولة لخرق أجوائنا وتعريض أمن مواطنينا للخطر، سواء من قبل إسرائيل، أو من قبل إيران، أو من أي كان.

8- المملكة الأردنية الهاشمية تقف مع الشعب الفلسطيني الشقيق. ستبقى صوتًا للحق الفلسطيني، وقوة من أجل السلام العادل، الذي يشكل تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، على التراب الوطني الفلسطيني، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، سبيله الوحيد.

9- جولة الباطل في فلسطين طالت. جاوز ظلمها المدى. وتجاوز قهرها كل الحدود، ولن يستطيع التطرف الإسرائيلي، مهما بطش ومهما ظلم، أن يقتل إرادة الشعب الفلسطيني في الحرية.

10- لن يجلب العدوان على غزة الأمن لإسرائيل، ولن يحقق السلام تكريس الاحتلال في الضفة الغربية والقدس الشرقية وتهديد هوية المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف العربية والإسلامية.
وحده السلام الذي ينهي الاحتلال، ويلبي الحقوق يضمن الأمن والسلام للفلسطينيين وللإسرائيليين.

مسائل إيقاف الحرب والتهجير والإبادة والجوع

جاءت رؤية الدبلوماسية الأردنية لتضع العالم والمجتمع الدولي، أمام فرص لحل القضية الفلسطينية، وإيقاف الحرب على غزة أولا، وأن ذلك، حتما يتم بالقدرة المأمول من الأمم المتحدة ومجلس الأمن، المطالب اليوم  بعدة قرارات وتدارس جدي مسائل إيقاف الحرب والتهجير والإبادة والجوع:

المسألة الأولى:
يجب على مجلس الأمن اتخاذ قرار ملزم بوقف النار في غزة. هذا قرار يستوجب؛ مسئولية المجلس القانونية، والدمار الذي تسببه الحرب على غزة.

المسألة الثانية:
لا يمكن السماح لإسرائيل باقتحام رفح. فذاك سيعني السماح بارتكاب مجزرة جديدة ضد مليون وخمسمائة ألف فلسطيني محاصرين في المدينة. نحذر من هذا الهجوم، ومن تداعياته. يجب على مجلس الأمن أن يلزم إسرائيل عدم اقتحام رفح.

المسألة الثالثة:
دعم الجهود التي تقوم بها جمهورية مصر العربية، ودولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية للتوصل لصفقة تحل قضية الرهائن وتتيح وقفًا للنار.

 المسألة الرابعة:
لا شيء يبرر أيضا عدم اتخاذ المجلس قرارا يلزم إسرائيل فتح كل المعابر أمام المساعدات الإنسانية.
المجاعة في غزة حقيقية. ولن تلبى احتياجات أهل غزة الإنسانية، ما لم تفتح جميع المعابر، وتمكن منظمات الأمم المتحدة، خصوصا الأنروا، من العمل بحرية، واستلام المساعدات وتوزيعها.

المسألة الخامسة:
نحن في المملكة جاهزون لإرسال أكثر من خمسمائة شاحنة يوميا، حال أزالت إسرائيل العقبات أمام ذلك، والسماح لمنظمات الأمم المتحدة استلام المساعدات وتوزيعها.

المسألة السادسة:
يجب على المجتمع الدولي إطلاق تحرك دولي فاعل وفوري، يضع المنطقة على طريق تنفيذ خطة متكاملة لتنفيذ حل الدولتين، بتواقيت زمنية محددة، وبضمانات تنفيذ ملزمة. ونحن وأشقائنا سنكون شركاء فاعلين في هذا الجهد. نقوم بكل ما نستطيع لإنجاحه، لكي ينتهي الصراع، وتنعم منطقتنا بالسلام والأمن.

المسألة السابعة:
افرضوا هذا السلام. اعترفوا بالدولة الفلسطينية، واضمنوا الأمن والسلام والاستقرار لكل المنطقة، ولكل شعوبها.
..الواقع، أن مجلس الأمن الدولي، يحاول ويحاول، ذلك لا يمنع أن إيقاف الحرب على غزة، قضية أساسية ملزمة للمجتمع الدولي الإنساني.