صك الجودة.. لماذا لا توجد جهة توثيق رسمية للأعمال الفنية؟

حالة من الجدل داخل الاوساط الفنية التشكيلية حول السبب وراء عدم وجود جهة توثيق مصرية تمنح مقتنى الأعمال الفنية ضمانًا بأن اللوحات التى يقتنوها "أصلية"، خاصة أعمال رواد الفن التشكيلي والتصوير والنحت كمحمود سعيد وعبد الهادى الجزار، وجاذبية سرى، وحامد ندا، وسيف وانلي، وتحية حليم، وراغب عياد، وبيكار وغيرهم.

ويشهد سوق بيع اللوحات الفنية المزورة خلال العقد المنصرم؛ توسعًا فى مصر والوطن العربي؛ ورغم غياب إحصائيات حول تكلفة وخسائر تلك الظاهرة إلا أن بعض الخبراء في هذا المجال أشاروا إلى أنها تتجاوز ملايين الجنيهات التى تفقدها الدولة المصرية بسببها سنويًا.

مبادرات فردية من أسر الرواد لمجابهة الظاهرة.. وبيان "سرى" يكشف إستمراريتها

كرد فعل على انتشار هذه الظاهرة؛ أعلن مؤخرًا عدد من عائلات رواد الفن التشكيلي والنحت فى مصر عن إطلاق "كتالوجات" لتوثيق أعمال هؤلاء الرواد، مثل «الكتالوج المسبب» لأعمال الفنان التشكيلي الراحل محمود سعيد (1897- 1964)، والذى تم طرحه فى مجلدين عام 2017، بعد خمسة أعوام من العمل، و"كالتوج" التشكيلي السكندري المتخصص فى التصوير عبد الهادي الجزار (الإسكندرية مارس 1925 - مارس 1966)؛ وهي مبادرات أتخذت من قَبل عائلات هؤلاء الرواد، فى الوقت الذى حذرت أسرة الفنانة التشكيلية الكبيرة الراحلة جاذبية سري  (11 أكتوبر 1925 - 10 نوفمبر 2021) من أعمال فنية مزيفة منسوبة إليها؛  وذلك بعد تداول لوحتين ليستا من إبداع سري؛ وهو ما دفع أسرتها أن تصدر بيانًا نفت فيه «نَسب اللوحتين إلى الراحلة»؛ وشددت على اتخاذ الإجراءات القانونية كافة تجاه تداولهما وعرضهما بأي صورة من الصور.

تعاقد بعض عائلات الرواد مع مزادات دولية.. ابرزها سوذبي وكريستيز

على صعيد آخر، ذهبت بعض عائلات رواد الفن التشكيلي والتصوير والنحت للتعاقد قانونيًا على حقوق أعمال عرض وبيع أعمال هؤلاء الرواد؛ وهو ما يبرز فى ما أنتهجته اسرة التشكيلي الراحل عبد الهادى الجزار بالتعاقد مع مزادي سوذبي وكريستيز الدوليين؛ مؤخرًا.

مع إنتشار الجهات المستقلة التى باتت مسؤولة عن توثيق اللوحات؛ وهو ما يطرح تساؤلًا حول دور قطاع الفنون التشكيلية حيال ذلك.

رئيس قطاع الفنون التشكيلية لـ"الدستور": نعمل على إطلاق مبادرة لتوثيق اللوحات لمقتنيها قريبًا.. ولدينا المعدات والأجهزة الصالحة لذلك

قال الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، إنه وبعد كل الاحداث الاخيرة وأخرها صدور بيان عن عائلة الفنانة الراحلة جاذبية سرى حول لوحاتها المزورة، بدأ قطاع الفنون التشكيلية فى دراسة إطلاق مبادرة لتوثيق اللوحات لمقتنيها وهو ما سنعلن عنه قريبًا.

أشار"قانوش" إلى أن قطاع الفنون التشكيلية لديه ادارة عامة للترميم؛ إضافة الى المعدات والاجهزة الخاصة بهذا الأمر وهو ما يساعدنا على ترجيح اصلية العمل من عدمه، وعلى تحديد العمر الخاص بالعمل بشكل عام وبناء عليه فى سبيلنا بصدد اصدار بيان حيال هذه المبادرة.

ولفت "قانوش" إلي أنه فى السابق كان فى عرف القطاع رفض اصدار بيانات خاصة بتلك الواقع المتعلقة بأصلية اللوحات من عدمها؛ إلا أنه ومع ازدياد الجهات التى توثق هذه الاعمال بدأنا على الفور على دراسة أن نصبح جهة رسمية منوطة بتوثيق الأعمال الفنية التى يتم إقتنائها والتصدى لهذه القضية؛ وأن آليات هذه المبادرة تتمثل تشكيل لجان من الخبراء فى قطاعات الفنون التشكيلية، بالاضافة الى بعض الاساتذة المتخصصين فى تاريخ الفن، مع تمثيل بعض الأشخاص من اسرة او عائلة الفنان صاحب العمل فيها، وكذلك اصدقائه المعاصرين قبل منح التوثيق لصاحب اللوحة.