رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحشاشين والإخوان.. ما بين الصباح والبنا

حرصت منذ بداية شهر رمضان المبارك مثل معظم المصريين على متابعة كافة حلقات المسلسل الأيقونة والأهم في الدراما الرمضانية هذا العام وربما لسنوات سابقة ولاحقة أيضًا وهو مسلسل «الحشاشين»، والذي يعد بمثابة تحفة درامية من وحي التاريخ.

وبمجرد الجلوس أمام التليفزيون ومتابعة حلقة جديدة من هذا المسلسل،  تشعر بأنك في رحلة عبر الزمن إلى العصور الوسطى، أو أنك أمام لوحة فنية مذهلة، فلا تقتصر روعة المسلسل على السرد القوي والقصة الدرامية المحبكة فحسب، بل إنه تجلى أيضًا في الإنتاج الضخم والعمل المتقن والتصوير والإخراج والديكورات والمواقع التاريخية.

وعلى مدار 11 حلقة من هذا العمل الدرامي الرائع، لا يخلو يومًا من هجوم اللجان الإلكترونية لبقايا ومطاريد جماعة الإخوان الإرهابية على المسلسل، فلا يختلف شأن الحشاشين ومؤسسهم حسن الصباح عن جماعة الاخوان الإرهابية ومرشدها ومؤسسها حسن البنا، فتنظيمهم ووجودهم قد ارتبط بعدد من الأساسيات التي تبدو وكأنها لا تختلف من زمن إلى زمن، أو كما يقال إن التاريخ يعيد نفسه.

نقاط التشابه بين الحشاشين وجماعة الإخوان الإرهابية كثيرة، ويعد أبرزها أسلوب التنظيم والهيكلية الخاصة به، فكلاهما يعتمد على تنظيم يقوم على السرية ومبدأ الولاء والطاعة للقيادة العليا، ويمتلك كل منهما تنظيمًا يتمتع بقدرة كبيرة على التأثير في أتباعهم وتنظيمهم وتوجيههم نحو أهداف محددة.

كما يشترك الحشاشين والإخوان في أسلوبهم في جذب الأتباع وتأسيس الولاء، باستخدام الخطاب الديني والإيديولوجي لجذب المؤيدين وتحقيق أهدافهم، ويعتمدون على تكثيف الانتماء الجماعي لتعزيز التضامن بين أفراد المجموعة، كما اعتمد الحشاشين والإخوان على العمليات الاغتيالية والتخريبية كوسيلة لتحقيق أهدافهم، كما أن كليهما استخدموا الدين كوسيلة لتحقيق أغراضهم، كما استبعدوا مفهوم الوطنية والانتماء للوطن.

والحقيقة أن التشابه الكبير بين الحشاشين والإخوان ليس من وليد الصدفة، ولكن هناك العديد من المصادر التي وثقت تأثر حسن البنا  مؤسس جماعة الإخوان بسيرة حسن الصباح، مؤسس الحشاشين وهو ما جعله يستلهم منه كيفية التكوين ووسائل الاستقطاب لجماعة إرهابية.

أنتظر يوميًا بتلهف الحلقة الجديدة من المسلسل كما انتظر بعدها نباح وعويل وصياح عناصر الجماعة الإرهابية، فما يفعلونه عبر منصاتهم ووسائل التواصل الاجتماعي ما هو إلا دليلا جديدًا على غباء هؤلاء واعترافًا ضمنيًا بحقيقة الارتباط التاريخي بين الحشاشين والإخوان.