رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء فلسطينيون لـ"الدستور": زيارة بلينكن للقاهرة تدفع نحو جهود وقف الحرب في غزة

بلينكن فى القاهرة
بلينكن فى القاهرة

أكد خبراء فلسطينيون، أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلي القاهرة، ولقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي بجانب لقاء مسؤولين عرب ضمن اجتماع عربي أمريكي يدفع نحو جهود وقف إطلاق النار في غزة.

وقال الدكتور ماهر صافي الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني، زيارة بلينكن للقاهرة اليوم واللقاء الخماسي مع الزعماء العرب خطوة مهمة ويبنى عليها إن صدقت  نوايا الإدارة الأمريكية تجاه الشعب الفلسطيني.


وأضاف صافي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه يجب أن تتخطي هذه الزيارات الإطار الدبلوماسي وتنتقل إلى العمل على أرض الواقع لوقف الإبادة الجماعية في غزة والأراضي الفلسطينية.

وأوضح صافي أن زيارة بلينكن للمنطقة من أجل فتح  ملف وقف إطلاق النار وترتيبات الحكم وإعادة الإعمار في غزة وتحقيق سلام إقليمي دائم. 

وتابع صافي: “من وجهة نظري هذه الزيارة كغيرها من الزيارات السابقة لن تحمل أي جديد يذكر، الإدارة الأمريكية  حاليًا تعمل عدم  توسيع الصراع في المنطقة لأن ما يحدث ينذر باشتعال منطقة الشرق الأوسط بالصراعات الإقليمية”.

وأشار صافي إلى أن  الإدارة الأمريكية والرئيس الأمريكي جو بايدن، هدفهم من إرسال بلينكن الي المنطقة هو تغيير موقفة السلبي تجاه القضية الفلسطينية وتحقيق مكسب سياسي لتوظيفه في الانتخابات المقبلة التي لن ينجح فيها.

وأكد صافي أن الهدنة تواجه صعوبات كبيرة وعراقيل يضعها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإطالة أمد الحرب وتحقيق الأهداف التي حددها منذ السابع من أكتوبر عام 2023.

وقال صافي، إنه من الواضح أن بلينكن لا يحمل حلول  يقدمها ولا حتى ضغط حقيقي على حكومة نتنياهو للتجاوب مع الوسطاء.

من جانبها، قالت الدكتور تمارا حداد الكاتبة والباحثة السياسية الفلسطينية، تأتي الزيارة السادسة لوزير الخارجية الأمريكي  للمنطقة في ظل توترات غير مسبوقة في قطاع غزة أمام الاستمرار الهمجي للقصف الجوي ضد المدنيين الفلسطينيين إضافة إلى سياسة التجويع الممنهجة التي قتلت العديد من المواطنين الذي أثر الأمر على سمعة الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم إسرائيل في السلاح والعتاد ما زاد تأليب الرأي العام الخارجي ضد سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن في إدارته للحرب على القطاع لذلك أرسل بلينكن إلى السعودية لاستكمال الحديث عن السلم والأمن الإقليميين بالتحديد حول مستقبل العلاقات السعودية الاسرائيلية وايضا البحث في آلية استمرار دعم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة إضافة الحديث عن اليوم التالي بعد انتهاء الحرب.

وأضاف حداد في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن زيارة بلينكن إلى القاهرة جاءت لمناقشة العديد من الأمور أولها إعطاء تطمينات للجانب المصري لن يتم المساس بالسيادة المصرية إذا دخل جيش الاحتلال إلى رفح والبحث عن بدائل مع مصر حول آلية الدخول فبدل الدخول البري يكون هناك مقترح تأمين الحدود المصرية الفلسطينية بعدم السماح لأي دخول سلاح لغزة وأيضا العمل بالعمليات العسكرية المركزية في القطاع حتى إنهاء حركة حماس والمقاومة الفلسطينية جميعها وأيضا إخراج المحتجزين الإسرائيليين في القطاع.

وتابعت حداد "سيجتمع بلينكن أيضا مع وزراء الخارجية العرب السداسي الذين قدموا رؤية سياسية لحل القضية الفلسطينية وترسيخ الشرعية الدولية وافق السلام المبني على مبادرة السلام العربية 2002 وايضا الضغط على إسرائيل بإنزال الحكومة الفلسطينية للعمل في غزة وأيضا فتح المجال للحديث عن مستقبل الدولة الفلسطينية أمام رفض إسرائيل تشكيل تلك الدولة الفلسطينية والاستمرار في المخططات الأمنية والعسكرية في القطاع وتحويله كما الضفة الغربية منطقة مستباحة أمنيا وعسكريا ويستطيع جيش الاحتلال الإسرائيلي الدخول والخروج وقت يشاء أثناء تجميع المعلومات الاستخباراتية عن وجودهم مقاومين". 

وأضافت حداد أن بلينكن سيحمل تلك الرسائل إلى إسرائيل يوم الجمعة من المتوقع الذهاب وملاقاة نتنياهو والحديث أيضا عن دخول منطقة رفح مع توفر خطة لإجلاء المواطنين الفلسطينيين تخفيف من وطأة الكارثة الإنسانية التي ستحدث أن دخلت اسرائيل بريا.

وحول وضع وقف إطلاق النار، قالت حداد هناك مشروع ستقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لمجلس الأمن بشرط اخراج المحتجزين الاسرائيليين الذين بحوزة المقاومة الفلسطينية وهذا يعني رمي الكرة في ملعب حماس للموافقة على إخراج المحتجزين مقابل وقف إطلاق النار فوري وهذا يعني إنقاذ اسرائيل وبقاء الاحتلال الإسرائيلي في القطاع ضمن السيطرة الأمنية والعسكرية والسياسية الشاملة دون أفق سياسي مستقبلي.

فيما قال الدكتور جهاد أبو لحية أستاذ القانون والنظم السياسية، هذه الزيارة السادسة لبلينكن إلى المنطقة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني في السابع من أكتوبر للعام الماضي، حيث لم يجلب بلينكن معه إلى المنطقة أي حلول حقيقية  أو حتى مبادرات يمكن تبنيها على أرض الواقع  سواء على المدى القريب وهو وقف لحرب الإبادة على شعبنا أو على المدى البعيد من خطوات عملية لحل الدولتين الذي تدعي الإدارة الأمريكية الحالية أنها تؤمن به.

وأضاف أبو لحية في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، يأتي بلينكن إلى المنطقة كعادة الولايات المتحدة الأمريكية ببعض الجمل المبهمة وبعض الكلمات الكاذبة المراوغة التي لم تعد لها أي أهمية لدى الشارع العربي  الذي لا يثق بالولايات المتحدة الأمريكية ويعي جيدًا انحيازها ومشاركتها الفعلية بحرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني.

وتابع أبو لحية: "لم يستطع بلينكن في زيارته السابقة إقناع نتنياهو للقبول بالاتفاق الذي أعلن رئيسه بايدن أنه قريب وتم إحراج الإدارة الأمريكية علانية بشكل مهين من قبل نتنياهو وحكومته المتطرفة، وبالتالي فمن غير المنطقي التفاؤل بهذه الزيارة أو حتى غيرها لطالما لم تتخذ الإدارة الأمريكية خطوات فعلية قبل الزيارة منها تجميد إمداد اسرائيل بالأسلحة التي تقتل شعبنا الفلسطيني بها، وإصدار قرار في مجلس الأمن بوقف حرب الإبادة بشكل فوري وملزم، والإعلان عن الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وبدولته المستقلة، والإعلان عن عقد مؤتمر سلام دولي يضمن  فيه تنفيذ خطوات حقيقية للسلام وللدولة الفلسطينية، أما ما دون ذلك فلا أهمية له وما هي إلا زيارات لا يمكن ان نصنفها ذات وزن أو قيمة للمواطن الفلسطيني الذي يتم قتله وتجويعه وتهجيره وتدمير واقعه ومستقبله.