رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الموت البطىء.. غزّاويون مصابون بأمراض نادرة يحكون مآسيهم: العلاج غير متوافر.. والمعالجون النفسيون اختفوا

الموت ببطى
الموت ببطى

«المآسى» لا تأتى فُرادى لمنكوبى قطاع غزة، إنما فى صورة طبقات متعددة من الألم والمعاناة، فبخلاف جحيم القصف العشوائى الذى خلّف آلاف الشهداء والمصابين والمنازل والبنية التحتية المدمرة، تعيش أعداد هائلة من أصحاب الأمراض المزمنة والنادرة جحيمًا من نوع آخر، وهو الموت البطىء المتعدد المراحل، الذى يموت خلاله المريض آلاف المرات فى اللحظة الواحدة.

ولا تكمُن مأساة أصحاب الأمراض المزمنة والنادرة فى العدوان الحالى فقط، فالعدوان ليس أكثر من وحش جديد يطاردهم، فى ظل وحش قديم وهو المرض الذى لا يوجد له علاج فى أغلب الحالات، وكان الملجأ الوحيد الذى يُهوّن ويُصبِّر هؤلاء المرضى على معاناة المرض ومشقة العلاج هو مراكز الصحة النفسية التى كانت تقدم لهم الدعم النفسى الذى يعينهم على تحمل ما هم فيه من مآسٍ.

الآن، وكل شىء مدمر فى غزة، بما فيها مراكز الصحة النفسية، ليس أمام هؤلاء المرضى سوى الألم يتجرعونه كل ثانية، دون أى خدمات صحية أو نفسية تقدم لهم، فى ظل واقع كارثى يعيشه القطاع بأكمله.

فى السطور التالية، تفتح «الدستور» ملف أصحاب الأمراض النادرة فى غزة، لنتعرف على واقعهم المرير، كما يحكون هم عما يلاقونه من عذاب مزدوج، بين قصف طائرات الاحتلال والمرض الذى ينهش فى أجسادهم.

عبدالكريم الجعيدى: التقرحات تملأ جسدى ومُعرَّض للفشل الكلوى.. والآلام فاقمت معاناتى النفسية

عبدالكريم فايق الجعيدى نموذج للمأساة فى قطاع غزة، فقد شهد بعينيه بيته الذى نشأ فيه وقد تحول إلى ركام، بعد أن استهدفته الطائرات الإسرائيلية، واضطر إلى التنقل بين مخيمات النصيرات ورفح بحثًا عن مأوى.

ويعانى «الجعيدى» مرضًا مناعيًا نادرًا منذ ٢٠ عامًا يسمى «بهجت»، وهو مرض يسبب له هشاشة فى العظام ونقصًا فى الصفائح الدموية وتقرحات فى أماكن مختلفة من جسده، إضافة إلى الصداع الدائم وعدم التوازن والعصبية الشديدة، وبسببه تعرض لجلطتين، ولا يوجد لهذا المرض علاج شافٍ.

يحكى «الجعيدى» قصته مع المرض النادر والحرب الحالية، قائلًا: «كنت أتلقى علاجًا بيولوجيًا قبل الحرب على غزة، ولكنى لم أستطع استكماله بسبب الحرب، وقد تم تحويلى قبل ١٥ عامًا إلى مصر مرتين لتلقى العلاج ولكن دون نتيجة».

وأكمل: «الآن علاجى العادى غير متوافر، وحالتى تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، وتم تحويلى إلى العلاج بالخارج بشكل عاجل منذ ٣١ ديسمبر ٢٠٢٣، ولكن لم يتم الرد علىّ حتى الآن، فأنا أعيش فى معاناة لا يعلم بها إلا الله».

وواصل: «ذهبت إلى الطبيب وقال لى إننى سيتم تحويلى إلى الإمارات للعلاج، ولكن خروجى ليس بأيديهم، وهنا لا أحد يعرف شيئًا عن إمكانية الخروج من غزة، وقد تأثرت كثيرًا بقصف المستشفيات، وأنا بحاجة إلى متابعة كل أسبوعين، ولا أتناول علاجًا من فترة طويلة، ومن الممكن أن أصاب بفشل كلوى فى أى وقت، والعلاج الذى أتناوله هو الكورتيزون، وهو علاج ممنوع أن أتركه لأنه يسبب مشاكل وخيمة لحالتى الصحية».

وتابع: «أتناول علاجًا نفسيًا أيضًا، فالمرض أثر على عصبيتى بشكل لا يمكن تصوره، والعلاج النفسى كان يساعدنى فى التعامل مع المرض، ولكن الآن أشعر بأننى أموت، فالتقرحات تقتلنى، وكنت أتابع فى مراكز الصحة النفسية وبرنامج وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) للصحة النفسية، ولكن بعد استهداف هذه المراكز من جيش الاحتلال، أصبح أمر العلاج معقدًا».

فاطيمة الوديع:«الزلاق» ينهش جسد طفلتى.. ومعاناتها زادت مع غياب العلاج السلوكى 

فاطيمة الوديع، أُم غزاوية لطفلتين، إحداهما مصابة بمرض نادر يسمى «الزلاق»، وهو يجعل الجسم يرفض «الجلوتين»، وهو بروتين يوجد فى القمح، وإذا أكله المريض يصاب على الفور بآلام شديدة فى المعدة والأمعاء، ويصاب بالإسهال والتقيؤ والنزيف والاتهابات والتقرحات، وإذا لم يتلق العلاج، فقد يصاب بمضاعفات خطيرة، مثل: سرطان الأمعاء وفقر الدم، وهشاشة العظام والعقم والصلع والصرع.

حكت «فاطيمة» مأساتها وطفلتها، قائلة: «العلاج الوحيد المتاح لمرض طفلتى التى تبلغ من العمر ٦ سنوات فقط، هو عدم تناول أى طعام يحوى (الجلوتين)، ما يجعل الأمر صعبًا ومكلفًا ومحدودًا للغاية، فالطفلة فى الأيام الطبيعية لا تستطيع أن تأكل الخبز والبسكويت والعديد من الأطعمة الأخرى التى يحبها الأطفال، وتضطر إلى أن تأكل الأرز واللحوم والخضروات والفواكه والحليب والماء فقط».

وأضافت: «الحرب الدائرة جعلت معاناة الطفلة تتضاعف، حيث نزحنا من مدينة غزة إلى مخيمات رفح، ونعيش نفس المجاعة التى يعانى منها سكان القطاع، ولم يعد هناك أى منفذ للطعام اللازم لحالة ابنتى الصغيرة».

ووصفت الأم هذه المأساة، موضحة: «حياتنا أصبحت مليئة بالحزن واليأس والإحباط، أشعر دائمًا بالعجز رغم وقوف زوجى بجانبى طوال الوقت، ونحاول أن نحافظ على أرواحنا خلال النزوح، ورعاية ابنتنا المريضة بالشكل المطلوب، لكن توفير الطعام المناسب لحالتها يوميًا أصبح شبه مستحيل».

وروت أزمتها الإضافية مع التدمير الذى حلّ بمستشفى الطب النفسى الذى كانت تتابع معه، وتتردد عليه برفقة ابنتها المريضة، وكان يقدم خدمات مجانية للأطفال المصابين بالأمراض النادرة وأسرهم.

وقالت: «فى السابق كنا نلتقى هناك فريقًا محترفًا ومتعاطفًا، استقبلها واستمع إلى قصتها وقدم لها الدعم والمساعدة، وأجرى للطفلة فحوصات وتقييمات، وأعطاها معلومات ونصائح عن المرض وكيفية التعامل معه، كما قدم لابنتى جلسات علاجية مختلفة، مثل العلاج السلوكى والعلاج الفنى والعلاج الحركى، فضلًا عن الندوات والورش والمجموعات الداعمة التى كانت تحضرها بشكل متواصل».

وواصلت: «كل هذا تغير الآن بعد الحرب الأخيرة، ففى نوفمبر الماضى، استهدف جيش الاحتلال مستشفى الطب النفسى الوحيد فى قطاع غزة، من خلال قصفه وتدمير أجزاء كبيرة منه، والذى كان الملاذ الآمن الوحيد للطفلة الصغيرة، ومنذ ذلك اليوم، عادت الطفلة إلى حالتها السابقة من الحزن واليأس والإحباط، وأصبحتُ أعانى من القلق والاكتئاب بسبب تدهور حالتها الصحية والنفسية».

روان الهمص..قصة الغزاوية الوحيدة التى تعانى الـ«الهايبوباراثايرويد»

فى غزة المحاصرة والمدمرة، حيث الحياة تتحدى الموت كل يوم، ترسم الفنانة التشكيلية، روان الهمص، لوحاتها الفنية بألوان زاهية ومشرقة، تعبر عن حبها لفلسطين وقضيتها، وعن أملها فى الحرية والسلام.

وكما أنها ليست فنانة عادية، تعانى «روان» مرضًا نادرًا يهدد حياتها، ويجعلها تحتاج إلى علاج مستمر ومكلف، لا يتوافر فى غزة بالطبع، بسبب الحصار والحرب.

تعانى روان الهمص مرضًا يسمى «نقص هرمون الغدد جارات الدرقية»، أو ما يعرف باسم «الهايبوباراثايرويد»، وهو مرض نادر يصيب واحدًا من كل ٧٥ ألف شخص حول العالم، وهى بذلك الحالة الوحيدة التى تعانى هذا المرض النادر فى قطاع غزة.

ويسبب «الهايبوباراثايرويد» للمصاب نقصًا حادًا فى كالسيوم الدم، ما يؤدى إلى تشنجات عضلية حادة ومضاعفات خطيرة، قد تؤدى إلى الوفاة فى حالات متقدمة، بما يشير إلى المعاناة التى تواجهها الفنانة الفلسطينية. وقال الكاتب البحرينى، حسن فضل، الذى وثق حالة «روان»، فى كتابه «عاشق الكالسيوم»، وهو يعانى المرض نفسه، وساعد الفتاة فى الحصول على العلاج قبل سنوات طويلة، إنها أصيبت بهذا المرض بعد عملية جراحية، جرى فيها استئصال الغدة الدرقية والجارات الدرقية، فى عام ٢٠٠٩، عندما كانت فى الـ١٣ من عمرها، ومنذ ذلك التاريخ وهى تحتاج إلى حقن الكالسيوم الوريدى بشكل مستمر، وتتناول أدوية مكملة للهرمون المفقود.

وأضاف «فضل»، لـ«الدستور»، أن «روان» لم تستسلم لمرضها، بل قررت أن تحوله إلى مصدر قوة وإلهام، فأصبحت فنانة تشكيلية موهوبة، ترسم بفرشاة وألوانها ما لا تستطيع قوله بكلماتها، تعبر عن مشاعرها وآمالها وأحلامها، وتنقل صورة عن واقع غزة ومعاناتها وصمودها. وواصل: «لكن روان واجهت تحديًا أكبر، فى عام ٢٠٢٣، عندما شنت إسرائيل حربها الشرسة الحالية على غزة، ودمرت فيها البنية التحتية والمنشآت الصحية والتعليمية والثقافية، وقتلت وجرحت الآلاف من المدنيين، بينهم أطفال ونساء وشيوخ، لتعانى الفتاة صعوبة الحصول على علاجها الضرورى، وتتعرض لخطر الموت بسبب نقص الكالسيوم وهرمون الفرتيو فى دمها، من دون أن تجد من يساعدها فى غزة المنكوبة».

وأشار الكاتب البحرينى إلى محاولات «روان» العديدة للحصول على علاجها، منذ بداية الحرب الإسرائيلية، بعد أن كانت تحصل عليه فى البحرين فقط، تحت إشراف طبيبتها البحرينية، الدكتورة نسرين السيد، استشارية أمراض الغدد الصماء والسكرى، التى تتابع حالتها منذ سنوات، وتقدم لها العلاج المناسب، وظلت تناشد العالم ضرورة إجلائها من القطاع فى ظل الحرب الدائرة.

واختتم: «جاء الفرج بعد معاناة طويلة، فقد تمكنت روان من السفر إلى مصر ثم قطر، بعد تدخل من الهلال الأحمر المصرى والقطرى والسلطات الفلسطينية، وبمساعدة من الدكتورة نسرين السيد، حتى وصلت إلى قطر، فى فبراير ٢٠٢٤، وهى تخضع حاليًا للرعاية الصحية اللازمة، وبدأت فى استخدام مضخة الأنسولين مع الهرمون، وتلك طريقة جديدة وفعالة للتحكم فى مستوى الكالسيوم فى الدم».

إخصائية نفسية:نحاول تقديم تدخلات علاجية وتأهيلية.. والقصف الصهيونى لم يترك شيئًا 

قالت زينب أبوالحسن، إخصائية نفسية فى «جمعية عبدالشافى الصحية والمجتمعية»، وهى «الهلال الأحمر لقطاع غزة» سابقًا، إن الحرب الدائرة لم تستهدف المركز الطبى الذى كانت تعمل به فقط، فقد تعرض منزلها أيضًا للقصف الإسرائيلى، لتصبح هى الأخرى نازحة فى مراكز الإيواء.

وأضافت أنها لم تكتف بالنزوح فقط، بل استغلت خبراتها فى مساندة الأشقاء الفلسطينيين داخل المخيمات، خاصة أصحاب الأمراض النادرة، الذين يحتاجون إلى علاج نفسى متواصل أكثر من غيرهم.

وأوضحت أن المصابين بالأمراض النادرة فى غزة يواجهون تحديات نفسية خاصة، نتيجة الضغوط والصعوبات التى يمرون بها فى حياتهم اليومية، مثل التمييز والعزلة والعجز والاكتئاب، وتزداد هذه التحديات فى ظل الظروف الحرجة التى يعيشها القطاع.

وأشارت إلى تعرض السكان فى غزة للعنف والحروب والحصار والنقص فى الخدمات الأساسية والفرص التنموية، لذا لم يكن غريبًا ما أكدته الدراسات حول أن معدلات الاضطرابات النفسية فى القطاع تفوق المعدلات العالمية، وتصل إلى ٥٠٪ بين الأطفال و٤٠٪ بين النساء. وأفادت بأن الدعم النفسى من أهم الاحتياجات الصحية لضحايا الأمراض النادرة فى غزة، ويلعب دورًا حيويًا فى تحسين نوعية حياتهم وتعزيز قدراتهم وحقوقهم، وتشمل هذه الخدمات مجموعة من التدخلات الوقائية والعلاجية والتأهيلية والتمكينية، التى تهدف إلى تقديم الدعم والمساعدة والتخفيف والشفاء والتكيف والتطوير للأفراد والجماعات المتأثرة نفسيًا بسبب الأمراض النادرة أو غيرها من العوامل المؤثرة.

وأوضحت أن هذه التدخلات تشمل: الاستشارة النفسية، والعلاج النفسى، والعلاج السلوكى، والعلاج الجماعى، والعلاج الفنى، والعلاج الحركى، والعلاج الوظيفى، والتوعية والتثقيف، والتدريب والإرشاد.

واختتمت بالحديث عن دور الجمعية فى الحرب الدائرة، قائلة: «نواصل عملنا التطوعى داخل النقاط الطبية، فى قطاع غزة ودير البلح ورفح الفلسطينية، لتقديم الخدمات الطبية، وتوزيع طرود صحية تشتمل على أدوية ومستلزمات طبية، للنازحين من شمال غزة، رغم كل المعوقات الصحية والأمنية التى تواجهنا فى كل دقيقة، وبالفعل نجحنا فى مساعدة مئات الأسر والنازحين خلال الفترة الماضية، آملين جميعًا أن تنتهى الحرب فى أقرب وقت ممكن، وأن تعود مراكز الصحة النفسية لعملها مرة أخرى».

حقوقى يؤكد: انتهاك صارخ للقانون الدولى

أكد الدكتور عمر رحال، مدير مركز شمس لحقوق الإنسان، أن استهداف الاحتلال الإسرائيلى المستشفيات الفلسطينية فى غزة استند منذ البداية إلى قرار من المستوى السياسى والعسكرى الإسرائيلى لعدة أسباب.

وأوضح «رحال»: «فى البداية كان هناك تصور لدى جيش الاحتلال أن المستشفيات تعالج جرحى من المقاومة، وأنها تعالج بعض الأسرى الإسرائيليين، وزعمت أنه يجرى استخدامها من قبل المقاومة الفلسطينية لحفظ جثث الأسرى الإسرائيليين، أو أن المقاومة الفلسطينية تستخدم المستشفيات فى تخزين السلاح». 

وذكر أنه من وجهة النظر الإسرائيلية، باتت المستشفيات تشكل إحدى أهم العقبات أمامها، فمنذ البداية كان القرار بتهجير المواطنين من شمال غزة إلى جنوبها، لكن لجوء المواطنين للمستشفيات والمراكز الطبية أصبح يشكل ضغطًا كبيرًا على الإسرائيليين فى عدم تنفيذ مخططهم فى عملية التهجير، كما أن الاحتلال لديه قناعة بأن المقاومة تستخدم النازحين فى المستشفيات كدروع بشرية، وكان هذا جزءًا من الرواية الإسرائيلية الكاذبة.

ولفت إلى أن استهداف المستشفيات والمراكز الطبية يعنى بالنسبة للاحتلال إيقاع المزيد من الضحايا بصفوف الفلسطينيين، سواء الجرحى أو أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة، الأمر الذى من شأنه أن يشكل ضغطًا على المقاومة، فيما تمثل هذه الجرائم إبادة جماعية.

وأكد أنه على الرغم من أن هناك العديد من التقارير الدولية التى أكدت أن المستشفيات فى القطاع لا تستخدم هذه الأنواع من الأعمال، فإن إسرائيل لا تعير العالم أى اهتمام، فبالنسبة لإسرائيل أمريكا احتلت العراق بكذبة أسلحة الدمار الشمال، ونتنياهو استطاع أن يسوق كذبة عند الأمريكان والأوروبيين حول هذا الموضوع، وبعد فشله لم نرَ أن أحدًا سأله حول ذلك.

وعن تأثير استهداف المستشفيات وخاصة المراكز النفسية داخل القطاع، أوضح مدير مركز شمس لحقوق الإنسان أن هذا يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى، لا سيما لاتفاقية جنيف الأولى والرابعة، وهذا له تأثيرات سلبية وخطيرة على الطواقم الطبية وعلى الجرحى والمرضى، الأمر الذى يعنى مزيدًا من الضحايا المحميين بموجب القانون الدولى.

مسئولة بـ«الصحة الفلسطينية»:الاحتلال دمّر المراكز المتخصصة وقتل عددًا من العاملين بها

 

أكدت الدكتورة سماح جبر، رئيسة وحدة الصحة النفسية بوزارة الصحة الفلسطينية عضو مؤسسة بشبكة فلسطين العالمية للصحة النفسية، أن خدمات الصحة النفسية الحكومية فى قطاع غزة جرى استهدافها وإغلاقها بشكل كامل، بسبب القصف الإسرائيلى المتواصل منذ أكتوبر الماضى، بدءًا من استهداف مستشفى الأمراض النفسية بشكل مباشر، ثم مراكز الصحة النفسية والمجتمعية التابعة للوزارة.

وأوضحت «جبر»، لـ«الدستور»، أن مراكز الصحة النفسية فى غزة هى المؤسسات الصحية التى تقدم خدمات الصحة النفسية للسكان، بما فى ذلك ضحايا الأمراض النادرة وغيرهم من ذوى الاحتياجات الخاصة، وتتبع هذه المراكز مختلف الجهات الحكومية والخاصة والمجتمعية والدولية، وتعمل بشكل متناغم ومتكامل مع الجهات الأخرى المعنية بالصحة النفسية فى القطاع، مثل المستشفيات والعيادات والمدارس والجامعات، وتضم هذه المراكز فرقًا متخصصة من الأطباء والممرضين والمعالجين والمستشارين والمدربين والمتطوعين، الذين يقدمون خدماتهم بمهنية وإخلاص واحترام وتعاطف.

وبينت أن «الحرب الإسرائيلية أدت إلى تدمير وتضرر عدد من المراكز الصحية، وإصابة وقتل عدد من العاملين والمستفيدين فيها، وتعطيل وتقليل الخدمات المقدمة للسكان، وزيادة الحاجة والطلب على الصحة النفسية فى القطاع».