رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الزكاة لِمَن؟

يهل علينا شهر رمضان الكريم بعد أيام قليلة وتحديدا في يوم ١١ مارس.. يهل بروحانياته وبركاته في نفس يوم الصوم الكبير لإخوتنا المسيحيين وربما لأول مرة تتعانق مشاعر المسلمين والمسيحيين في بوتقة من المحبة ليمارسا معًا طقوس العبادات بكل الحب والود.

يأمرنا الله مسلمين ومسيحيين بزكاة المال.. ففي المسيحية نجد في "إنجيل لوقا" موعظة واضحة تنطوي على أحكام الصدقات - الزكوات جاء فيها: "أعطوا تعطوا.. أعطوا من يسألكم ومن أخذ متاعكم فلا تسترجعوه منه، أحبّوا أعداءكم وأقرضوهم وستجزون جزاءً كبيرًا على ما تفعلون".

وفي الإسلام نجد الزكاة من أركان الإسلام الخمسة ويقول سبحانه وتعالي في كتابه الكريم  (وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ).
وكعادة إعلامنا المرئي.. تمتلأ الشاشات بالإعلانات التي تتكلف الملايين من شركات (تسول الزكاة) لتنفقها بمعرفتها فيما لا نعلم وليس في وسعنا إلا أن نتمتم داخلنا (إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى) وهم من يتحملون الذنب.. وندفع زكاتنا صاغرين.

لكن هذا العام يختلف كثيرًا عن الأعوام السابقة.. فمع الأزمة الاقتصادية الطاحنة يجب علينا الحرص على أن تصل الزكاه لمستحقيها.. الأقربون أولى بالمعروف ثم التحري بدقة عن الفقراء والمساكين وغيرهم.
كما يجب ألا نغفل ما يعانيه إخوتنا في غزة من تشرد في جو البرد القارس، وجوع وعطش ورعب من تكدس جثث الشهداء، بعد تهدم البيوت فوق رءوسهم، إثر العدوان الغاشم من العدو الإسرائيلي بعد قيام حركة حماس الإخوانية بمغامرتها (أو مؤامرتها) غير المحسوبة العواقب.

أوجه الزكاة كثيرة.. وعلينا الجهاد حتى نعين من أمرنا الله أن نعطيه من أموالنا دون الانسياق للإعلانات المدفوعة الأجر.