رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر تتحدى قيود إسرائيل بإنزال جوى للمساعدات فى غزة

الإنزال الجوي للمساعدات
الإنزال الجوي للمساعدات

تحدت مصر والأردن والإمارات القيود والتعنت الإسرائيلي لإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، من خلال اللجوء إلى الإنزال الجوي، في محاولة جديدة لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني المحاصر، وتجنب مجاعة وشيكة قد يشهدها شمال القطاع، ويعد هذا الإنزال الجوي تحديًا كبيرًا للقيود الإسرائيلية على المعابر في غزة وخصوصًا معبر كرم أبوسالم، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

الإنزال الجوي من قبل مصر والإمارات والأردن ينقذ غزة من المجاعة

وأكدت الصحيفة أن قرار مصر والأردن والإمارات بالإنزال الجوي للمساعدات يسلط الضوء على العقبات التي تواجه جهود الإغاثة على الأرض في غزة، حيث كانت هذه المرة الأولى التي تقوم فيها مصر بإسقاط مساعدات جوية على غزة.

وأضافت أن مصر تشترك في الحدود مع غزة وتعتمد على المعابر البرية لإدخال المساعدات، لأن المساعدات التي تدخل عن طريق الشاحنات أكبر بكثير من تلك التي يتم إنزالها عن طريق الطائرات، ولكن في ظل التعنت الإسرائيلي لجأت مصر إلى الإنزال الجوي بمشاركة الدول العربية الأخرى وفرنسا من أجل رفع المعاناة عن قطاع غزة.

وأظهرت لقطات فيديو يوم الإثنين، سقوط مجموعة من المظلات في البحر بالقرب من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وخرج رجال في قوارب صغيرة عبر المياه المتلاطمة للحصول على المساعدات، وعندما عادوا إلى الشاطئ، تدافع المئات على الشاطئ للحصول على الطرود.

وقال علاء فياض، وهو طالب بيطري قام بتصوير المشهد ونشره على الإنترنت: "كان من المحزن رؤية الناس الذين أعرفهم جيدًا وهم يركضون ويتزاحمون للحصول على المساعدة، وهذا ليس كافيًا".

وجاء انخفاض المساعدات بعد أن قام برنامج الأغذية العالمي الأسبوع الماضي بتعليق تسليم المواد الغذائية إلى شمال غزة، قائلًا إنه على الرغم من الاحتياجات الشديدة هناك، إلا أنه لا يمكنه العمل بأمان وسط إطلاق النار و"انهيار النظام المدني" في الأيام الأخيرة.

فيما حذرت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة مرارًا وتكرارًا من أن السلطات الإسرائيلية تعرقل وصولهم إلى شمال غزة بشكل منهجي، وتنفي إسرائيل عرقلة تسليم المساعدات وتلقي باللوم على الأمم المتحدة وحماس في التأخير.

وعلى جانب آخر، أكدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن مصر والأردن والإمارات وفرنسا أقدمت على خطوة الإنزال الجوي بعد تمكنت أقل من 250 شاحنة من دخول القطاع في الأيام الثلاثة السابقة، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة.

وفي مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي عقب عملية الإنزال الجوي، ظهر شبان يحملون أكياس طحين زنة 25 كيلو، سقط الكثير منها في البحر، وقال رجل: "كيس طحين بعد شهر، لقد شعرت وكأنها مليون سنة".

وأوضحت الصحيفة أن الإنزال الجوي استهدف مناطق شمال غزة التي لا تصل إليها المساعدات القادمة من مصر، وتعنت إسرائيل في إيصال المساعدات للمنطقة، وقال مصدر مطلع: "لا يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بما يجب فعله لتدفق المساعدات كما أنه يستهدف بعض القوافل أيضًا".

وتحاول الأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى إقناع الجانب الإسرائيلي بمزيد من المرونة والتقدم في تقديم المساعدات الإنسانية، وخاصة حماية القوافل.

وقال أحد المسئولين إنه على مدى يومين على الأقل في الأسبوع الماضي، نفدت الإمدادات من الأونروا وبرنامج الأغذية العالمي.

وقال أندرسون من الأونروا إن الخطة الناشئة التي توسطت فيها مصر للسماح لرجال الشرطة الفلسطينية بالعودة إلى العمل بدون أسلحة أو زي رسمي لحراسة القوافل لم تلتزم بها إسرائيل بعد، بالرغم من وجود رجال من الشرطة بالفعل مستعدون للمساعدة حتى لو تعرضوا للخطر.