رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سامح وهيب: "مقامات الغضب" رواية الخاص المرتبط بالوعي والتكوين النفسي

الكاتب سامح وهيب
الكاتب سامح وهيب

قال الكاتب سامح وهيب، إنَ أزمنةَ الأضداد هي أزمنةُ المُفارقة، لذا هي تُمَثِّلُ مادةً خصبةً للكتابة الروائيَّةِ. ولذا أيضًا جاءت رواية "مقامات الغضب" للكاتبة الدكتورة صفاء النجار رواية الخاص المرتبط بالوعي والتكوين النفسي، بقدر ما هي رواية العام والحدث والفعل الإنساني والبناء الاجتماعي والسياسي.

وأضاف "وهيب"، قائلًا: “و لقد أحسنت الكاتبة، إذ استخدمت تقنية تعدد الأصوات الساردة لخدمة بنائها الروائي، وكان تعدد الأصوات هذا هو السبيل الأفضل للتعبير عن الوعي الداخلي للشخصيَّات الذي هو متناقض، مشوَّش، مضطرب، به الشيء وعكسه أحيانًا، رصدت الكاتبة من خلال الأصوات الساردة المتحدثة عن نفسها الدوافع الحقيقيَّة المستترة وما يقابلها من دوافع أخرى ظاهرة، وأيضًا ما يتصوَّره الآخرون، ثم الفعل وتفاعله مع محيطه وردود الأفعال المقابلة لإرادة أُخرى، نعرف دوافعها الحقيقيَّة إذا كان لها صوت سارد أو ما تتصوره إحدى الشخضيَّات الساردة أنها دوافعها ( إذ تقيم من الخارج )  إذا لم يكن للفاعل صوت سارد، هكذا نعرف مثلا الأسباب الحقيقية التي دفعت أروى وفادي إلى الزواج، ما اعتقد جميع المحيطين أنه حب جارف، بينما دوافعه لدى كليهما كانت غير ذلك،دوافع نبيلة عند فادي، وعابثة عند أروى”. 

وتابع: مكَّنت أيضًا تقنية تعدد الأصوات الكاتبة، ومن خلال التداعي الحر لأفكار وذكريات الشخصيَّات من الانتقال الحر والسلس عبر الزمن، هو أمر يبدو آليًَّا في عمل الذاكرة، لكنه موظُّف في الكتابة هنا ببراعة لمعرفة تاريخ الشخصيَّة، ماضيها، بنيانها.

ولفت إلى أن الكاتبة حرصت في بنائها الروائي على إحداث التوازنات والتقابلات العديدة بين شخصيَّات الرواية مما ساهم في تدعيم البناء وتقويته ونستطيع ان نقول بلاغته السردية، فثمة مقابلة بين شخصية سلوى الأم السلبيَّة الانهزامية وابنتها أروى الإيجابية ولكن في رعونة وطيش لا تخطئهما الرؤية، كذلك بين شخصيات أخرى مثل اللواء يسري وشقيقته هند، او فادي وعلي قنديل.

وأوضح: يمكننا أن نمثل في حديثنا عن شخصيات الرواية بشخصيتين من خلال رسم المؤلفة لهما: "أروى الحفيدة التي تعاني إضطرابا وتشويشا يعود غالبه إلى ذلك الصراع في وعيها بين المكون المعرفي والمكون الطبقي، بالإضافة إلى نشأة أسريَّة مفككة، الأب غيبه الطلاق والأم أبسط ما يقال عن علاقتها بابنتها أنها تتسم بشعور قوي بالاغتراب، وربما نفهم أكثر عن سلوكها من وصف زوجها فادي لأفعالها: تتخبطين دون قواعد. واللواء يسري صالح، الجد، وهو أكثر شخصيات الرواية في رأيي (و ربما فيما يبدو جليًَّا ) إتساقا مع الذات وأقلّها اضطرابًا، ذلك أنَّه يمتلكُ البوصلة أو التوجُّه أو نقطة ارتكاز، قال عنها إنَّ كل شيء في حياته يمكن أن يتغيّر إلّا كونه ضابط شرطة".